معركة تحرير الموصل.. مدن متعددة وجغرافية معقدة

هيئة التحرير 13.9K مشاهدات0

الموصل خارطة الصراع

خاص : منذر الطائي

يعتقد من يتابع التصريحات وما تتناقله وسائل الاعلام انه لا يفصل القوات الامنية عن معركة استعادة الموصل سوى الوقت، وان هذه القوات متمركزة على مشارف مدينة الموصل، وان القادة العسكريين يقفون على تلال الخنادق يرصدون المدينة بمناظيرهم. بعض الحقائق قد تكون خافية عن من لا يعلم المدينة واين تقع، واين تتمركز القوات، وهل ان الطريق الى المدينة سالك، كي تكون هناك ساعة صفر ليسمع السكان صوت هدير الدبابات وزقزقة سلاح الجنود عند دخولهم المدينة.

موقع الموصل

تقع مدينة الموصل على بعد 410 كم شمال العاصمة العراقية بغداد، وهي مركز محافظة نينوى، التي تحيطها اربع محافظات وهي دهوك شمالا واربيل شرقا وكركوك جنوب شرق، وصلاح الدين جنوبا، ومن الغرب تحيطها سوريا. جغرافيا تقع الموصل في سهل تحيطه تلال من جهته الشرقية والشمالية والغربية والجنوبية تسيطر داعش على هذه التلال ما عدا جبل بعشيقة (15 كم شرق المدينة) الذي تتمركز فوقه قوات البشمركة الكردية. هناك العديد من الوديان وانهر المياه الصغيرة التي تشكل شبكة تحيط بالمدينة من مختلف جهاتها.

هذه الجغرافيا تكون عائقا طبيعياً امام تقدم اي قوات البرية، خصوصا في مساحات شاسعة، فرض داعش كلمته العسكرية فيها. اداريا الموصل محاطة ببلدات متاخمة لها، تشكل حلقة فلا يمكن الوصول الى المدينة إلا بعد المرور عبر هذه المناطق المسيطرة عليها داعش وهذه البلدات، تلكيف ومنطقة القوسيات ومنطقة سادة وبعويزة شمالا، بعشيقة برطلة قضاء الحمدانية ومركزه قرةقوش و حمام العليل شرقا، وجنوبها الشورة والقيارة،، وشمال الغرب منطقة القبة وشريخان، اما الى الغرب والجنوب الغربي فالحضر وتلعفر لكنهما بعيدتان نوعا ما.

جميع هذه المناطق مسيطر عليها من قبل تنظيم داعش بشكل تام وفيها قوات مسلحة بمختلف صنوفها تابعة للتنظيم، فضلا عن مؤسسات امنية مثل الشرطة الاسلامية والحسبة، وعوائل عناصر التنظيم المحليين والعرب والاجانب. القوات المكلفة بعملية تحرير الموصل والتي بدات منذ اسبوعين بالتحرك الى مناطق التحشيد، تتمركز في قضاء مخمور 70 كم جنوب شرق المدينة والطريق الطويل الذي يمر بالعديد من البلدات والقرى التي تقع تحت سيطرة داعش قبل وصولها للموصل، علماً اقرب قوة عسكرية  عن الموصل، هي البشمركة الكردية التي تتواجد في بعشيقة كما اسلفنا اعلاه، وفي فلفيل 30 كم الى شمال المدينة.

تكتيكات داعش

التنظيم استغل هذه التعقديات للعمل على عرقلة  تقدم اي قوات برية  تجاه الموصل، فقد فخخ الطرق بزرع المئات من العبوات شديدة الانفجار وكذلك ترك منازل وعجلات مفخخة منتشرة بشكل عشوائي، حفر خنادق وانفاق، نشر قناصتة المتمركزين في مواقعهم منذ اشهر، فضلا عن مفارز المشاغلة والالهاء، ترك انتحاريين سواء باحزمتهم الناسفة ام بعجلاتهم المفخخة، مصرين على الموت الذين يرونه ” استشهاداً”.

السؤال المطروح هل تاتي التصريحات والتأكيدات العراقية والامريكية بقرب معركة تحرير الموصل او انها بدات فعلا؛ ضمن سياسة ذر الرماد بالعيون بعد ان اصاب اهالي المدينة بخيبة الامل، ام انه تكتيك وانها تحضر لمفاجئة كما تدعي. وربما يكون الكلام صحيح، فالمعركة التحرير ربما لن تبدا من على اسوار الموصل مباشرة بل ان تحرير المناطق التي ذكرت اعلاه مدرجة ضمن ملف تحرير المدينة، وقد يخلط بعض القادة القادة والساسة بين الموصل المدينة مركز المحافظة، وبين محافظة نينوى.

هذه الحقائق بعيدا عن التخمينات وعن عنصر المفاجئة وعن معركة نوعية يتحدث عنها بعض القائدة مزهوين عبر وسائل الاعلام، يتحدثون كأنهم متأكدين ان المعركة ستبدأ غدا، وان التنظيم ليس لديه خطط المقاومة والتصدي، وانه سينهار ويستسلم مع اول قذيفة مدفع تسقط في الموصل.

لتحميل الصورة اعلاه اضغط هنا

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: