اطفال بلا مدارس … معاناة متجددة للنازحين في العراق

هيئة التحرير 5.4K مشاهدات0

مدارس النازحين

خاص

ربما يكون التعليم واحد من أكثر مجالات الحياة تضرراً من الأحداث الأمنية وهذا ما يتجسّد عند دراسة الواقع التعليمي للنازحين في العراق، فطلبة المدارس بين ترك الدراسة أو عدم الانتظام فيها بسبب ضعف قدرتهم على مواصلة مسيرتهم الدراسية.

وينقل تقرير المفوضية العليا لحقوق الإنسان معلومات مهمة عن واقع التعليم بالنسبة للنازحين في العراق تكشف عن مأساة إنسانية غير مسبوقة، فيما ترى منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة والمعنية بالتربية والثقافة والعلوم أن آثار النزوح على العملية التعليمية كانت “مدمرة”، وأن الأمر يهدد جيل كامل من العراقيين بالحرمان من التعليم.

من جهتها، تؤكد وزارة التربية أن (70%) من الأطفال النازحين فقدوا فرصتهم في التعليم لعام دراسي كامل، وبالمقابل فإن (5300) مدرسة في عموم العراق باتت غير صالحة لأداء وظيفتها التعليمية لأنها تضررت نتيجة المعارك الأخيرة أو لتحولها لملجأ للعوائل النازحة.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فالأحداث الأمنية لم تؤثر على الواقع التعليمي للنازحين فحسب وإنما امتد أثرها إلى الواقع التعليمي في عموم العراق، إذ اضطرت المدارس لتوسع دائرة استيعابها للطلبة النازحين حتى بدأت اليوم الصفوف المدرسية تعمل بطاقة استيعابية تصل إلى (60) طالب أو طالبة وعلى أكثر من وجبتين دراسية.

كذلك الهيئات التعليمية تعرضت لخسائر كبيرة ضمن كوادرها العاملة، إذ ونتيجة للتهديد الأمني الذي عانته محافظات العراق فرّ أكثر من (14000) معلم من مكان سكنه.

وأمام عجز الحكومة المركزية في حل أزمة التعليم بالنسبة للنازحين تدخلت المنظمات الدولية لتواجه هذا الواقع المؤلم، وتقول منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم أنها تمكنت من بناء (40) مدرسة وتركيب (141) غرفة صف في مختلف أنحاء العراق وإنشاء (1585) مساحة تعليم مؤقتة لتمكين أكثر من (220000) شخص نازح، إضافةً لتوزيع مستلزمات دراسية على أكثر من (200000) طفل نازح.

إلاّ أن هذه الأرقام لا تقارن بحجم طلبة المدراس من النازحين، فهي ضئيلة للغاية وغير قادرة على حل أزمة التعليم بالنسبة للنازحين.

وبدراسة أوضاع النازحين بعمومها، يبقى الفهم العام لما تعانيه هذه الفئة المليونية من الشعب العراقي أنه ما من استراتيجية حكومية واضحة للتعامل مع معاناتهم، والتعليم واحدة من مجالات المعاناة تلك.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: