داعش من الداخل … الدواوين

هيئة التحرير 3.9K مشاهدات0

داعش من الداخل ... الدواوين

     

     غيث حسين / الموصل

في اللحظة التي دخل تنظيم داعش مدينة الموصل،  سجل التاريخ مرحلة جديدة عرّفها أنها أسوء لحظة مرت على تاريخ المدينة.

فمنذ الأيام الأولى لدخول تنظيم داعش إلى الموصل بدأ بتأسيس مجتمعه الجديد والقائم على تهجير مئات الآلاف من خيرة أبناء المدينة واستقطاب الآف الأجانب الذين ينصاعون لأوامره ويؤمنون بفكره ونظرياته، يمكننا القول أنه عمد إلى تأسيس مجتمع يؤمن فقط بأفكاره أو هكذا أراد له أن يكون.

 

عمد تنظيم داعش على تأسيس دولته مبكرا وأطلق على مؤسساته مصطلح الديوان، فجعل المؤسسات والمديريات بأسماء الدواوين مستوحاة بذلك من أفكار الإرث الإسلامي.

أنشأ ديوان العقارات ليصادر ممتلكات من يخرج من المدينة أو من يصنفهم التنظيم مرتدين او موالين للكفار، كما أنشا ديوان الحسبة ليتدخل بأمور الناس الخاصة وليحاسبهم على كل كبيرة وصغيرة، وأنشأ ديوان الركاز ليسرق ما أركزه الله في أرض المدينة من ثروة نفطية وكنوز وآثار

أيضا أنشأ المحاكم الاسلامية ليحكم على الناس بقطع اليد والحكم بالقتل بشتى الوسائل من رمي بالرصاص او حرقاً بالنار وغرقاً بالماء أو لربما برمي الناس من ارتفاع شاهق

وأنشأ ديون القضاء ليقضي بأكل أموال الناس بالباطل ، والعيش بالمدينة أصبح لا يطاق.

أما فيما يخص التعليم فيكفي ما قاله الاستاذ احمد الموصلي : المناهج الدراسية لتنظيم الدولة ستمنح أبناءنا شهادة بكلوريوس بالدعشنة بسبب المناهج التي وضعها التنظيم والمنافية لشرع الله جملة وتفصيلا مما جعل أهالي المدينة يمتنعون عن إرسال أبناءهم الى المدارس داخل الموصل ، الأمر الذي سيؤدي الى ضياع جيل كامل بسبب حماقة خليفة تنظيم الدولة.

كما تم إنشاء ديوان الدعوة والمساجد، الذي اصدر مسوؤله في وقت سابق قرارا يقضي باستبدال جميع الائمة والخطباء الذين لم يبايعوا خليفتهم على السمع والطاعة مما أدى الى ترك المئات من الائمة والخطباء لوظائفهم واستبدلت المنابر بسفهاء الاحلام الذين لا يعرفون من الاسلام إلا قشوره فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلوا.

أما ديوان الزكاة ، فيُعتبر احد اهم الدواوين التي أنشأها التنظيم، والذي بدأ بعمل جرد كبير جداً على جميع ممتلكات المواطنين من مخازن ومحلات ومصانع وفرض على أصحابها مبالغ طائلة بأرقام خيالية تؤخذ منهم عنوة بحجة الزكاة.

 

أما شرعي التنظيم في المدينة فالحديث عنه لا تكفيه بضعة أسطر في مقال ، يكفي أنه أصدر أمراً بإعدام على كل من ثبت انتسابه لوزراة الداخلية او الدفاع او مفوضية الانتخابات وهذا يعني أنه حكم بالقتل على الالاف من سكان المدينة.

يذكر أن تنظيم داعش يحكم سيطرته على المدينة إعتمادا على سياسة التخويف التي يتعامل بها وبكل وحشية، فيضرب من يسيء له بكل وحشية ويسومه سوء العذاب.

 

 

——————-

تابع الكاتب عبر تويتر : @GhaithMosul  او  فيسبوك  

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: