نادي اربيل وزاخو ينسحبان من الدوري العراقي والسبب.. شعارات طائفية

مشرف 2.9K مشاهدات0

أعلن ناديا «أربيل» و«زاخو» الكرديان انسحابهما من الدوري العراقي لكرة القدم غداة مباراة جمعت الأول مع نادي النجف، تخللها ترديد جمهور فريق المدينة ذات الغالبية الشيعية هتافات مناهضة للأكراد.

واستضاف النجف أربيل على ملعبه الجمعة، وفاز عليه 1 – صفر في المرحلة الثانية عشرة من الدوري. إلا أن المباراة علقت لبعض الوقت إثر انسحاب لاعبي أربيل اعتراضا على هتافات الجمهور الذي نزل أيضا إلى أرض الملعب في ختام المباراة.

ويخشى أن تؤثر هذه الأحداث على سعي العراق لرفع الحظر المفروض عليه من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والذي يحول دون استضافته مباريات دولية بسبب أوضاعه الأمنية والسياسية.

وقال رئيس إدارة نادي أربيل «عبد الله مجيد»: «اتخذنا قرار الانسحاب بسبب الشعارات الطائفية والسياسية التي تعمد جمهور النجف إطلاقها أثناء مباراة الأمس واستهدفت الإقليم ورموزه السياسية»، مضيفا: «هذا أمر مرفوض وليس له علاقة بالرياضة».

ومن الهتافات التي رددها مشجعو نادي النجف، عبارة «أربيل داعشية»، في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مساحات واسعة من البلاد عام 2014.

وتمكنت القوات العراقية والبيشمركة الكردية، بدعم من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، من استعادة مناطق واسعة كان يسيطر عليها التنظيم المتطرف. وعلى رغم مواجهتهما عدوا مشتركا، فإن العلاقة بين حكومة إقليم كردستان، والحكومة العراقية التي تعد القوى الشيعية نقطة الثقل فيها، تشهد مراحل مختلفة من التقارب أو الخلاف.

وبين الطرفين نقاط تباين عدة، أبرزها عائدات النفط وحصة إقليم كردستان الذي يضم محافظات أربيل والسليمانية ودهوك من الموازنة، وصولا إلى قضية المناطق المتنازع عليها.

من جهته، قال رئيس إدارة نادي النجف «خضير العوادي» إن «العبارات التي أطلقها جمهورنا تعود للاحتقان السياسي الحالي»، مؤكدا في الوقت نفسه «رفض» إدارة ناديه لما جرى.

وتضامن نادي زاخو الكردي مع أربيل وأقدم على خطوة مماثلة، بحسب ما أبلغ رئيسه «عبد الوهاب محمد».

وأوضح: «هذا الموقف تكرر وفرقنا تعاني منه باستمرار»، مضيفا: «أصبح الأمر لا يطاق. هذه ليست رياضة بل تحولت إلى مشاكل سياسية».

واستنكر الاتحاد العراقي في بيان أصدره السبت، أحداث المباراة.

وقال: إنه «يستهجن وبشدة، العبارات التي أطلقها بعض المحسوبين على جمهور النجف والتي أساءت للوطن وعكست ثقافة دخيلة لا تتناسب مع تاريخ وعراقة بلدنا وكرتنا»، معتذرا من أربيل.

إلا أن رئيس النادي أكد أنه لن يعود إلى البطولة «إلا بقرار سياسي من الإقليم» الذي يرأسه مسعود بارزاني.

وأربيل من أبرز أندية الإقليم، وأحرز لقب الدوري أربع مرات.

وكانت المباراة علقت في الدقيقة 61، مع ترديد الجمهور الذي يقدر ببضعة آلاف، شعاراته. وكان اللقاء يبث مباشرة عبر قناة «العراقية» الرياضية التي قطعت صوت الجمهور مع ارتفاع حدة الهتافات.

إلا أن المعلق تمنى على جمهور النجف «ألا يسيء للفريق الضيف»، مضيفا: «كل الأندية هي أندية عراقية، وأينما يلعب الفريق الضيف فهو في أرضه وبلده».

وبعد مضي بضع دقائق تخللتها مشاورات بين مسؤولي نادي أربيل والحكام، عاد اللاعبون إلى أرض الملعب لاستكمال المباراة.

إلا أن الفوضى سادت مجددا في الختام، إذ نزل مئات المشجعين إلى أرض الملعب، وسمع معلق «العراقية» يقول: إن «التنظيم سيئ جدا»، وثمة «مهزلة تحدث الآن».

وتعهد الاتحاد العراقي باتخاذ «أقصى العقوبات لردم هوة التصرفات الطائشة والعبارات المسيئة التي بدرت في المباراة للحد منها»، مقدما «اعتذارنا الشديد لفريق أربيل إدارة وملاكا تدريبيا ولاعبين وجمهورا».

ويسعى الاتحاد إلى رفع الحظر المفروض منذ أعوام على استضافة مباريات دولية. وبدأت وزارة الرياضة منذ أسابيع ورشة تأهيل لملاعب في أربيل والبصرة وكربلاء (جنوب)، تحضيرا لزيارة مرتقبة للجنة من الاتحاد الدولي لإعادة تقييم الوضع وبحث إمكان رفع الحظر.

ولم يكشف الموعد المحدد لهذه الزيارة.

وأفاد متحدث باسم الاتحاد الدولي أنه «وعلى إثر طلب من الاتحاد العراقي لكرة القدم، سيراجع الفيفا الوضع الأمني في العراق لتحديد ما إذا كانت الظروف الراهنة تتيح استئناف مباريات كرة القدم الدولية في جو آمن».

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: