أسبوع على معركة الموصل.. تقدم بطيء ومخاوف من فتح جبهات أخرى

مشرف 1.5K مشاهدات0

… مضى أسبوع على انطلاق معركة الموصل التي تهدف لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل الواقعة شمال العراق بعد نحو عامين ونصف العام على سيطرة تنظيم داعش على المدينة التي تعد ثاني أكبر مدن العراق حيث يبلغ عد سكانها قرابة الثلاثة ملايين نسمة بالإضافة إلى أهميتها الجغرافية كونها تحاذي تركيا شمالاً وسوريا غرباً.

فجر الاثنين، 17 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، أعلن حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، انطلاق عملية استعادة الموصل التي أطلق عليها لاحقاً اسم “قادمون يا نينوى”. ورغم أن اليوم الأول شهد تقدماً من محاور الخازر شمال شرقي المدينة، والتي نفذتها قوات البيشمركة الكردية، حيث أعلنت استعادة 9 قرى، فإن العمليات شهدت بعد ذلك تباطؤاً واضحاً، خاصة في محاور أخرى كان يفترض لها أن تنطلق عقب انتهاء صفحة اليوم الأول، وتحديداً المحور الجنوبي الذي تتمركز فيه قوات عراقية وأخرى تابعة لمليشيا الحشد الشعبي.

البيانات الرسمية تؤكد أن القوات العراقية نجحت في استعادة الكثير من القرى المحيطة بالموصل، وهي قرى في أغلبها كانت تعد بعيدة نسبياً عن مركز المحافظة حيث ثقل التنظيم هناك.

يقول المحلل العسكري العراقي صبحي ناظم توفيق، إن العملية وإن بدأت سريعة وإن كان التقدم واسعاً، إلا أن الخطة لا يبدو أنها كانت محكمة، كان المفروض ألا يكون هناك اهتمام بهذه القرى المتناثرة على أطراف المدينة، فهي قرى لا يوجد فيها عناصر من التنظيم إلا القليل منهم، ومن ثم كان يمكن أن تسقط من دون أي قتال لو اعتُمد على سياسة التخطي.

 

وأضاف توفيق في تصريحات إعلامية: أن “أمريكا طبقت خطة التخطي العسكري في احتلالها العراق عام 2003، كان الكثير من المحافظات لم يسقط بعد ولم تصل إليها حتى النيران الأمريكية، غير أن الإنزال العسكري في بغداد ومن ثم اختيار أقصر الطرق للدخول للعاصمة أدى إلى سقوط تلقائي لتلك المحافظات”.

الانطلاق الذي وصفه حيدر العبادي رئيس وزراء العراق، بالسريع نحو الموصل، شهد أياماً صعبة على القوات المهاجمة، فلقد أشارت إحصاءات غير رسمية إلى أن العشرات من مقاتلي البيشمركة الكردية وقعوا في فخاخ تنظيم داعش، وكذا الحال ينطبق على القوات العراقية.

الجيش الأمريكي الذي يشارك مشاركة فعالة في معارك الموصل، تدخل براً لدعم القوات المهاجمة، خاصة بعد أن تعرقلت خطة الدخول إلى مناطق شرقي وشمالي الموصل، حيث أظهرت تسجيلات لجنود عراقيين تقدّم القوات الأمريكية البرية للمشاركة في العمليات العسكرية، في وقت لم يُرضِ التدخل الجوي الأمريكي أطرافاً سياسية وعسكرية عراقية عدة، فلقد عد الكثير من المسؤولين العراقيين، عسكريين وسياسيين، الدعم الجوي الأمريكي في الموصل أقل بكثير من ذاك الذي لعبته تلك المقاتلات في معارك مثل بيجي والفلوجة، رغم أن الطائرات الأمريكية لا تغادر سماء المنطقة، وفقاً لشهود عيان.

وإذا كانت معركة الموصل، تعد مصيرية بالنسبة إلى العراق ومعه دول التحالف الدولي ودول إقليمية أخرى، مثل إيران وتركيا، فإنها تبدو كذلك بالنسبة إلى تنظيم داعش الذي يبدو أنه لا ينوي التفريط في هذه المدينة حتى لو اضطر إلى استخدام كل ما يملكه من أوراق ضد خصومه.

 

فجر الجمعة الماضي، استيقظ أهالي كركوك -المدينة النفطية الواقعة شمالي العراق- على جنود ومقاتلي تنظيم داعش وهم يتجولون في المدينة بعد أن أعلنوا سيطرتهم على عدد من أحيائها، في عملية وصفها مراقبون بأنها تأتي في إطار خطة التنظيم للدفاع عن الموصل، كما يقول الباحث والمحلل السياسي الدكتور لقاء مكي.

وعلى الرغم من إعلان حكومة بغداد أنها استعادت السيطرة على كركوك بعد يومين من تسلل ما يقارب 80 عنصراً من مقاتلي التنظيم، فإن مصادر محلية في داخل المدينة أبلغت “الخليج أونلاين” استمرار المواجهات في عدد من أحياء المدينة.

وإذا كان التنظيم فتح جبهة كركوك بسرعة خاطفة في إطار تشتيت جهود القوات المهاجمة على الموصل، فإنه يتوقع أن يفتح جبهات أخرى بمناطق أخرى، حسب مكي، الذي أكد لـ”الخليج أونلاين” أن المعركة الحقيقية ليست في الموصل المدينة وإنما حولها، وأبرزها سهل نينوى وتلعفر.

ويتوقع مراقبون أن تشهد الأيام المقبلة مزيداً من الجبهات التي سيسعى تنظيم داعش لفتحها من أجل تخفيف الضغط على عناصره في الموصل، وهو ما يطرح مخاوف من استعادة التنظيم السيطرة على مدن ومحافظات أخرى سبق أن خرج منها بفعل العمليات العسكرية.

 

النزوح الذي طالما تخوفت منه منظمات إنسانية دولية، لم يبدأ بعد على ما يبدو، خاصة أن المعارك التي دارت خلال أسبوع كامل، تركزت على قرى بأطراف الموصل، وهي قرى بالغالب لا تشكل ثقلاً سكانياً كبيراً كما هو الحال في مركز المدينة، فضلاً عن أن أهالي تلك القرى فضلوا البقاء بمنازلهم وعدم النزوح خشية من ظروف غير إنسانية قد يتعرضون لها سواء على يد العناصر المسلحة التابعة للمليشيات الشيعية، أو في مخيمات النزوح التي لا يبدو أنها مستعدة أصلاً لاستقبالهم.

أسبوع مضى على انطلاق معركة الموصل، غير أنه لا يُعرف بعدُ التوقيت الذي ستنتهي فيه هذه المعركة، ومتى ستتمكن القوات المهاجمة من استعادة السيطرة على المدينة، خاصة أن هذه المعركة رافقتها تجاذبات إقليمية كبيرة، بعد أن أعلنت تركيا عن موقفها الرافض لاستبعادها من تلك المعركة، والخلاف بينها وبين بغداد، الذي يبدو أنه خلاف بينها وبين إيران التي لا تريد أن تعكر تركيا سير خططها الرامية إلى إنشاء طريق بري آمن يربطها بالسواحل السورية.

تنظيم داعش، وبعد نحو أسبوع من انطلاق المعركة، بدا كأنه استعاد توازنه، وعادت ماكينته الإعلامية، المتمثلة بوكالة “أعماق”، بالدوران وبدأت تنشر العشرات من الفيديوهات التي تظهر عمليات قام بها عناصر التنظيم ضد القوات المهاجمة.

الحسم في معركة الموصل سيبقى مؤجلاً إلى حين، خاصة أن التنظيم أظهر قدرة على امتصاص الضربة الأولى التي كان يفترض أن تكون الأكثر إيلاماً، كما أن القوات المهاجمة لا يبدو أنها قادرة على أن تتقدم دون غطاء جوي أمريكي، ما يجعل قرار الحسم بيد الولايات المتحدة الأمريكية التي يبدو أنها ستلعب به حتى تتمكن من تحقيق ما تريد من معركة الموصل، وربما ما بعد الموصل.

 

المصدر | الخليج اونلاين

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: