الغارديان : كيف ستواجه بغداد نزوحاً متوقعاً لأكثر من مليون وربع المليون إنسان من أهالي الموصل

مشرف 4.3K مشاهدات0

تساءلت صحيفة “الغارديان” البريطانية، قائلة: “إذا كان الهجوم، المتوقع أن يبدأ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) على مدينة الموصل (شمالي العراق) لاستعادتها من قبضة تنظيم داعش، سيسجل هزيمة لهذا التنظيم، فإن الشكوك ما زالت تحوم حول عدة مشاكل تعترض هذه المعركة الكبيرة”.

وأكدت الصحيفة البريطانية أن أبرز هذه المشاكل، “المليشيات الشيعية الطائفية ودورها المرتقب في هذه المعركة، وأيضاً كيف ستواجه حكومة بغداد نزوحاً متوقعاً لأكثر من مليون وربع المليون إنسان من أهالي الموصل ما زالوا يقطنون المدينة؟”.

وتضيف الصحيفة البريطانية في متابعاتها ليوميات التحضير لمعركة الموصل، أنه “على الرغم من أن الجيش العراقي يسعى ليكون رأس الحربة في التقدم بمعركة الموصل، فإنه يجب الإشارة إلى أن هذا الجيش يتألف في أغلبه، ضباطاً وجنوداً، من الشيعة، حيث سيتقدم هذا الجيش صوب الموصل ذات الأغلبية السنية”.

ويعتقد أن عدد مقاتلي داعش في الموصل يتراوح بين 5 آلاف إلى 8 آلاف مقاتل، منذ أن سيطر على المدينة في يونيو/حزيران 2014، حيث أعلن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي إقامة “دولة الخلافة” في خطبة الجمعة، بشهر يوليو/تموز من عام 2014، ونصب نفسه خليفة لهذه الدولة.

وتنقل “الغارديان” عن مسؤول أمني عراقي قوله: إنه “عندما يكون لديك مليون شخص، فإن عليك أن تكون دقيقاً في كل هجوم، وهذا الأمر يتطلب جهداً استخباراتياً كبيراً، الأمر الذي قد يؤدي إلى إبطاء تقدم القوات المهاجمة، وقد يستغرق الأمر وقتاً يمتد من أسبوعين إلى شهرين. سنتقدم وسنرى. ما زال الوقت مبكراً للحديث عن الزمن الذي قد تستغرقه العملية”.

مسؤولون في بغداد وواشنطن وأربيل، توقعوا أن تكون المعركة طويلة وصعبة ومعقدة، فالتنظيم زرع الآلاف من الألغام والمتفجرات، كعادته في كل مدينة يسيطر عليها، وفقاً لـ”الغارديان”.

الصحيفة اللندنية تشير إلى أن “الحاجة الأكثر إلحاحاً هي في كيفية تلبية حاجات أكثر من مليون شخص، سيضطرون إلى النزوح من مدينة الموصل عقب انطلاق الهجوم المرتقب عليها، إذ يتوقع أن يفر نصف مليون شخص باتجاه الشرق، حيث المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، ونصف مليون آخر باتجاه الغرب أو الجنوب، وهي مناطق يسيطر عليها الجيش العراقي”.

ووفقاً لإحصاءات منظمة اليونيسف، فإن نحو ربع مليون شخص فروا من الموصل منذ مايو/أيار من هذا العام، في وقت بلغ عدد النازحين العراقيين منذ عام 2014 نحو 3,3 ملايين شخص.

المنظمة الدولية، “اليونيسف”، تعاني نقصاً كبيراً في الموارد وهي تتهيأ لمعركة الموصل، فحتى الآن لم يتم تجهيز سوى مخيم بمنطقة مخمور جنوب (شرقي الموصل)، استعداداً لإيواء النازحين المتوقع هروبهم من المدينة بعد اندلاع معركة الموصل المرتقبة.

المشكلة الأخرى التي تواجه معركة الموصل قبل انطلاقتها، تقول الصحيفة: “هي مشاركة الحشد الشعبي الشيعي، المتهم بارتكاب جرائم ضد المدنيين السنة خلال مشاركته في معركة الفلوجة (غربي بغداد)، الأمر الذي قد يؤدي إلى رفع وتيرة المشاكل الطائفية في حال أصر هذا (الحشد) على المشاركة، رغم وجود اتفاق على أن يبقى دوره سانداً وألا يشترك في المعركة مباشرة”.

وتضيف “الغارديان”، أنه “وفقاً لمصدر في المخابرات العراقية، فإن هناك اتفاقاً حول هيكلية مشاركة القوات المختلفة في معركة الموصل؛ منها أن تشارك مليشيات الحشد ولكن في مناطق بعينها”، مبيناً أنه “يجب طمأنة السنة، وأن نسمح لهم بالمشاركة في تحرير مناطقهم”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: