استياء اهالي بغداد من الاختناقات المرورية .. وقيادة العمليات والمرور توضح الاسباب

هيئة التحرير 3.3K مشاهدات0

 

 

اشتكى اهالي بغداد من شدة الازدحامات المرورية والاجراءات الامنية المشددة في العديد من المناطق والشوارع الرئيسية في العاصمة، فيما اوضحت قيادة عمليات بغداد، ان هناك معلومات استخباراتية تفيد بان داعش ينوي شن هجمات جديدة، كما أكدت مديرية المرور أن تلك الاختناقات "الطبيعية" مستمرة لحين ورود معلومات تؤكد "زوال الخطر" عن العاصمة، وكشفت عن تنفيذ "خطة جديدة" لتخفيف الزخم عن جسر الجادرية.

 

 

ولا يرى أهالي بغداد جدوى من الإجراءات الأمنية المشدّدة التي تتخذها الأجهزة الأمنية في عموم مناطق العاصمة، معتبرين أنّها متخلّفة جدّا ولم تستطع منع أعمال العنف المستمرة منذ سنين. وذلك بحسب اراء المواطنين الذين اثاروا استياهم عبر مواقع التواصل.

 

وتزيد الأجهزة الأمنيّة في كل يوم حواجزها المتنقلة في أغلب شوارع بغداد، ما خلق حالة من الفوضى والإرباك في الشوارع بسبب الاختناقات المرورية، الأمر الذي عطّل المواطنين من أداء أعمالهم.

 

تفجيرات مرتقبة

 

وقال ضابط في قيادة عمليّات بغداد، بحسب العربي الجديد إنّ "معلومات استخبارية وردت إلى القيادة، تؤكّد أنّ تنظيم "داعش" يسعى لتنفيذ غزوة في بغداد، من خلال تفجير العديد من السيّارات المفخخة في الأسواق والمواقع التجارية وقرب المناطق المزدحمة، وأنّ السيارات المفخخة موجودة في بغداد حالياً، وجاهزة للتنفيذ".

 

كما أشار إلى أنّ "القيادة قرّرت اتخاذ سلسلة إجراءات أمنيّة، مشدّدا في إطار بحثها عن تلك السيارات لإحباط الهجوم". ولفت إلى أنّ "الخطة ركّزت على مضاعفة عدد الحواجز الأمنية المتنقّلة، وفرض إجراءات شديدة من خلال تفتيش كافة السيارات التي تمرّ عبر تلك الحواجز".

 

وأضاف "تم أيضاً تنفيذ عمليات تفتيش في عدد من المناطق السكنية والبحث عن المشتبه بهم. هذه الإجراءات أربكت بالفعل الشوارع في العاصمة، وتسببت باختناقات مرورية كبيرة، لكنّها اتخذت حرصا على حياة المواطنين وحماية لهم".

 

انتقادات الاهالي

 

بدوره، انتقد الخبير الأمني، سنان الجنابي، "تمسّك القوات الأمنية بإجراءاتها التقليدية التي لا تخدم سوى الإرهاب، من خلال خلق حالة من الزحام الشديد وتعريض المواطنين الى الاستهداف".

 

وأكد أن "وسائل الإرهاب وطرقه تتطور يوميّا، بينما وسائل الدفاع والخطط التي تتخذ لمواجهته تتراجع، وتتمسّك بنفس الأسلوب الذي لم يُجد نفعاً منذ عدّة سنوات"، مستغرباً من "تمسك الحكومة والقيادات الأمنية بهذه الأساليب وعدم تحديثها لتكون على قدر مواجهة خطط الإرهاب".

 

واعتبر أنّ "مواجهة الإرهاب تحتاج الى تفعيل البعد الاستخباري، وكسب المواطنين وفتح أبواب التعاون معهم، وعدم اتخاذ إجراءات تتسبب بمعاناتهم وتزيد من استيائهم وغضبهم على الأجهزة الأمنيّة".

 

من جهته، رأى المواطن حسام العبودي، أنّ تلك الإجراءات "لم تراع المواطنين، ولن تقدّم لهم أي حماية".

وقال العبودي إنّ "حالة من الاستياء والغضب الشعبي تتفاقم في الشارع العراقي بسبب تلك الإجراءات، التي أصبحت عوائق أمام المواطنين بتنفيذ أعمالهم ووصولهم إلى دوائرهم"، مؤكّداً أنّ "عجز الحكومة عن مواجهة الإرهاب يدفعها لاتخاذ هذه الإجراءات التي أثبتت فشلها منذ عدة سنوات".

 

المرور توضح الاسباب

 

الى ذلك، عزت مديرية المرور العامة، بحسب صحيفة صوت العراق، الاختناقات المرورية التي تشهدها العاصمة منذ يومين الى وجود "خطر" يهدد امن المواطنين وقدم شبكة الطرق فيها، وفيما أكدت أن تلك الاختناقات "الطبيعية" مستمرة لحين ورود معلومات تؤكد "زوال الخطر" عن العاصمة، كشفت عن عزم قيادة العمليات تنفيذ "خطة جديدة" لتخفيف الزخم عن جسر الجادرية.

 

وقال عضو المكتب الاعلامي لمديرية المرور العامة العميد عمار وليد إن "مديرية المرور العامة هي جزء من عمليات بغداد فيما يخص الجانب الفني من خلال تنظيم حركة السير"، مبينا أن "الجانب الامني هو من اختصاص قيادة العمليات".

 

وأضاف وليد، أن "قيادة عمليات بغداد تتخذ اجراءات احترازية تتضمن قطع بعض طرق العاصمة في حال وجود معلومات عن وجود تهديد لامن المواطنين"، موضحا أن "مديرية المرور تساند قيادة العمليات من خلال تنظيم حركة السير".

 

وأشار عضو المكتب الاعلامي لمديرية المرور، الى ان "مشكلة قدم شبكة الطرق في بغداد وعدم اجراء اي تحديث لها، بالتزامن مع تضاعف عدد المركبات في العاصمة والتدقيق المشدد، ما يؤدي الى ايقاف حركة السير وحصول اختناقات"، مؤكدا أن "الزخم المروري في العاصمة طبيعي لحين ورود معلومات للجهات المختصة تؤكد زوال الخطر عن العاصمة".

 

خطة جديدة

 

وكشف وليد، عن "خطة جديدة مخففة لقيادة العمليات سيتم تنفيذها على جسر الجادرية، قد يلمس من خلالها المواطن تحسنا في حركة السير"، مؤكدا عدم "امتلاك اي تفاصيل عن نوع تلك الخطة وكيفية العمل بها".

 

وفرضت القوات الأمنية خلال اليومين الماضيين إجراءات امنية مشددة في العاصمة بغداد ومداخلها وجسورها، حيث تشهد العاصمة اختناقات مرورية وانتشارا امنيا مكثفا ترافقه سيارات اسعاف، مما اثار الكثير من ردود الفعل لدى المواطنين بين معترض ومتوجس من امكانية وقوع هجمات ارهابية كبيرة.

 

ولم تحل حالة الطوارئ التي شهدتها اغلب احياء العاصمة بغداد، منذ ليل السبت 24 ايلول 2016، من وقوع تفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف تجمعا للمواطنين في حي الاسكان الواقع غربي بغداد، مما اسفر عن مقتل واصابة 24 شخصا، قبل أن يتبنى تنظيم داعش التفجير لاحقا.

 

يذكر أن العراق يشهد منذ 2013، تصاعداً في اعمال العنف، فيما اعلنت بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق، (اليونامي)، في (الاول من ايلول 2016)، مقتل وإصابة اكثر من 1700 عراقي بحوادث عنف شهدتها مناطق متفرقة من البلاد باستثناء محافظة الأنبار خلال شهر آب الماضي، وأكدت أن العاصمة بغداد كانت الأكثر تضرراً من اعمال العنف، وفيما جددت دعوتها لجميع الأطراف في بذل كل الجهود الممكنة لحماية أرواح المدنيين، طالبت العراقيين بـ"إظهار القوة في توحيد صفوفهم بوجه هذا العنف الذي لا يهدأ".

 

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: