ترقباً لكارثة الموصل.. مساعي اممية لجمع 284 مليون دولاراً

هيئة التحرير 1.4K مشاهدات0

 

  

عقدت في مقر الأمم المتحدة جلسة حول الأوضاع الإنسانية في العراق. وقد ناقش المجتمعون السيناريوهات المحتملة لعملية تحرير الموصل، التي من المؤكد أنها ستتم في المستقبل دون تحديد موعد زمني.  وقد أشارت السيدة ليز غراندي، منسقة الشؤون الإنسانية في العراق، إلى أن نحو مليون ونصف المليون سيتأثرون بالعملية بشكل أو بآخر، ومن المتوقع أن عدد الفارّين والنازحين من منطقة العمليات قد يتجاوز المليون. وقالت إن عملية تحرير الموصل ستشهد  أكبر عملية إغاثة إنسانية في العالم لعام 2016.

امريكا تقدم 181 مليون دولار كمساعدات قبيل معركة الموصل

الصليب الاحمر: كارثة انسانية تحدّق بنزوح مليون موصلي

وأضافت “ومن المحتمل أن يتعرّض المدنيون للأخطار الجسيمة من عدة مصادر، فقد يقعون في مرمى تبادل النيران بين الجهات المتحاربة، وقد يصابون من جراء القصف، وقد يستخدمون دروعاً بشرية. قد لا يستطيعون الهروب، وإن تمكّنوا فسيجبرون على الهروب العاجل، الشيء الذي قد يؤدي إلى تشتت العائلات، ومقتل بعضهم وجرح آخرين”.

وأكدت السيدة غراندي أن عملية الموصل قد تبدأ في القريب العاجل، ولذلك “جمعنا كل إمكانياتنا للاستعداد لنتائج تلك العملية الكبرى”.  

وتسعى بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق إلى جمع مبلع 284 مليون دولاراً استعداداً للكارثة القادمة، وخاصة ما تتطلبه من إقامة مخيمات لجوء سلفاً، استباقاً للحدث، لم يصل إلا نصفها.

وفي مؤتمر صحفي عقدته اللجنة رفيعة المستوى المتابعة للشأن العراقي، بمن فيهم ممثل عن منظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين وليز غراندي منسقة الشؤون الإنسانية في العراق، لبحث آخر المستجدات في التحضير لمواجهة آثار معركة الموصل.

وقال ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الإنسانية السيد كريستاني إن أكبر تحد يواجهنا هو كيفية حماية المدنيين في العراق على ضوء التطورات القادمة “ستكون عملية تحرير معقدة جداً، وتحتاج إلى تحضير.  نستطيع أن نحدث تغييراً في العراق إذا هزمنا الكراهية والانقسام وخاصة في المعركة الأيديولوجية، وكذلك إذا استطعنا أن نحافظ على كرامة الشعب العراقي وسلمه ومصالحاته الداخلية. “علينا أن نضع مصلحة المدنيين  والبنى التحتية المدنية أولاً”.

وقد أعلن السيد كريستانو عن تقديم تبرع بقيمة 30 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي. كما أعلن ممثل المملكة المتحدة عن تقديم تبرع بقيمة 40 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل 95 مليون دولار إضافية.

وقد أعلن هشام يوسف، ممثل منظمة التعاون الإنساني، الاستعداد “للعاصفة القادمة”،  وشكر حكومة العراق واستعداداتها وتعاونها، كما وجّه الشكر لحكومة كردستان العراق للكرم والتضحية والتعاون الذي أبدوه استعداداً للنتائج المتوقعة من عملية تحرير الموصل، وما ستتركه من آثار على كردستان العراق.

ورداً على سؤال للسفير هشام يوسف حول ما قدمته الدول العربية والإسلامية للعمليات الإنسانية في العراق أسوة بالأوروبيين والمملكة المتحدة، قال: “دورنا أن نحشد الدعم المالي من الدول الأعضاء لتقديم الأموال والدعم.  وقد كانوا متعاونين.  وعندما زرنا العراق شعرنا بالأثر الكبير الذي تركته تبرعات المملكة العربية السعودية التي قدمت لوحدها مبلغ 500 مليون دولار، وكم ساهم هذا المبلغ في حماية الأرواح ومساعدة المحتاجين.  سنبقى شركاء وسندعو الدول الأعضاء مرة أخرى بتقديم المساعدات، وسنحشد أيضاً الدعم الدولي لمساندة العراق.  صحيح أن العراق بلد غني لكنه يمرّ الآن في كارثة إنسانية بحاجة إلى دعم الجميع″.

وفي معرض ردها على سؤال ثان حول حماية المدنيين، والدروس التي تعلمها المجتمع الدولي لما عانى منه سكان الفلوجة بعد تحريرها على أيدي قوات “الحشد الشعبي”، فكيف يمكن أن يثق المدنيون في الموصل وأي ضمانات، قالت السيدة غراندي إن من بين الدروس التي تعلّمناها من الفلوجة  أن تقوم قوات الأمن العراقية بعملية التحقق والتدقيق في المدنيين.  واتفقنا كذلك على تسريع عملية التدقيق، بحضور مراقبين من طرف ثالث.  ما تعلمناه من الفلوجه وضعناه قيد الحسبان في عملية الموصل القادمة.  لقد قدمت لنا قوات الأمن العراقية ضمانات بأن المدنيين سوف تتم حمايتهم.  سيتم إطلاق التحذيرات ببدء العملية العسكرية.  سيتم تحضير بطاقات تعريف خاصة لتسهيل مرور المدنيين وسيتم التعريف بالطرق الآمنة للهرب وتحضير المواصلات وتمييزها ووضع الأعلام البيضاء للتعرف على المناطق الآمنة.  لقد وضعنا دروس الفلوجة في الحساب الآن، وسنتأكد أن عملية الموصل ستضع في حسابها أولاً سلامة المدنيين”.

المصدر: القدس العربي

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: