معركة تحرير الموصل.. البنتاغون يؤجل العمليات شهراً اخر

هيئة التحرير 2.7K مشاهدات0

 

  في مسعى منها لتعبيد الطريق أمام انطلاق عملية تحرير الموصل، يرجّح مسؤولون أن ترضخ الولايات المتحدة للقبول بمشاركة محدودة لفصائل مختارة من الحشد الشعبي لاستعادة المدينة من داعش. ويدور جدل واسع في العراق، منذ أشهر، حول الجهات التي سيسمح لها بالمشاركة فيما توصف بالمعركة الحاسمة مع التنظيم. ويرجّح أن يعطى للحشد، على ضوء الموافقة الاميركية ، مهمة تحرير الشريط الحدودي القريب من سوريا، حيث تتواجد بعض البلدات الشيعية.


ووفقاً لتصريحات مسؤولين في البنتاغون، فمن المتوقع ان تبدأ عملية تحرير الموصل الشهر المقبل. وكان مسؤولون محليون في نينوى قد  تحدثوا عن خلافات عراقية – أميركية حول مشاركة الحشد، أدت الى سحب قوات "مكافحة الإرهاب" الى قاعدة القيارة، بعد اسابيع قليلة فقط من تحرير مركز الناحية الواقعة جنوب الموصل.


وتعتزم واشنطن إرسال قوات إضافية للعمليات الخاصة لتقديم المساعدة والمشورة للوحدات العراقية التي ستتحرك باتجاه الموصل. ومن المرجح ان يتواجد المستشارون الاميركيون على خطوط التماس خلافا للعمليات السابقة التي اكتفى فيها الجانب الاميركي بتقديم دعمه عن بعد للقطعات العراقية. 


وتضم قاعدة القيارة مئات من عناصر الجيش الأمريكي التي تستعد لتقديم الدعم للوحدات العراقية، كما يؤكد مسؤولون عراقيون مطلعون. وتتوقع مصادر عراقية واخرى اجنبية ان تبدأ في غضون ايام قليلة الضربات الجوية تمهيدا لانطلاق العمليات البرية.


لكنّ مسؤولين عراقيين يشددون على ان توقيت العملية يرتبط ارتباطا وثيقا باستكمال إجراءات ضم نحو 15 ألف متطوع من ابناء نينوى لـ"هيئة الحشد الشعبي". وسيتولى هؤلاء المقاتلون مهام مسك الارض لسد الفراغ الذي قد تخلفه القوات المحررة في مناطق شاسعة.


مرونة أميركيّة


ويقول مسؤول موصلي، مقرب من الاطراف العراقية والكردية والاميركية، ان "واشنطن قد توافق على اعطاء الحشد الشعبي دورا مشابها لما حدث في عملية تحرير الفلوجة".
ويؤكد المصدر، الذي تحدث لـ(المدى)، شريطة عدم كشف هويته لعدم تخويله بالتصريح، ان "الخطة الامريكية تقضي بالسماح لبعض الفصائل الشيعية ضمن الحشد الشعبي بدخول مناطق تل عبطة مرورا بتلعفر الشيعية وصولا الى الحدود السورية".


وكانت أطراف من الحشد الشعبي،  قد شاركت في حزيران الماضي، في عملية تحرير الفلوجة، لكنها منعت من دخول مركز المدينة، بحسب القيادة العراقية.
ويؤكد المسؤول المطلع  ان "واشنطن ترفض بشكل قاطع دخول قوات الحشد الى داخل الموصل".


وشهدت بغداد وأربيل، خلال الايام الماضية، مباحثات ماراثونية قادها وفد اميركي رفيع برئاسة انتوني بلينكن نائب وزير الخارجية، اجرى خلالها لقاءات مع رئيس الوزراء العبادي وزعماء سياسيين، واستكمالها في إقليم كردستان بلقاء رئيس الاقليم مسعود بارزاني.

مواقف متناقضة


بدوره يؤكد عبدالرحمن الوكاع، عضو مجلس محافظة نينوى، ان "عدم مشاركة الحشد الشعبي في تحرير الموصل هي من ضمن تدابير ما بعد الخلاص من داعش".


الوكاع، الذي يرأس كتلة مدنيون في مجلس المحافظة، اشار الى ان "مجلس المحافظة يريد اعطاء رسالة ايجابية لسكان الموصل، ولتشجيع النازحين  على العودة بعد تحرير المدينة".
واضاف المسؤول الموصلي ان "وجود الحشد الشعبي يخيف السكان، من حدوث خروق، كما حدث من بعض العناصر في معارك سابقة شاركت بها تلك الفصائل".


وكان مجلس محافظة نينوى قد صوت على "رفض" مشاركة الحشد الشعبي في عملية تحرير الموصل. وعزا المجلس، آنذاك، قراره الى رغبة "مشاركة" ابناء الموصل في عملية التحرير. وقال المجلس انه "سيتعرض للوم ويتهم بالتخاذل اذا لم يفعل ذلك".لكن داود جندي، عضو اللجنة الامنية في مجلس نينوى، انتقد كتلة النهضة برئاسة محافظ نينوى الحالي نوفل العاكوب، واتهمها  بـ"التناقض" في موقفها تجاه مشاركة الحشد الشعبي.


وأضاف جندي، في تصريح لـ(المدى) أمس، ان "كتلة العاكوب هي من جاءت بمشروع قرار منع مشاركة الحشد، ودفعت الاطراف في المجلس للتصويت على مشروعها، لكن رئيسها يتفق في بغداد مع فصائل شيعية على دخول الموصل".


ويصف رئيس اللجنة الامنية في مجلس نينوى  منع الحشد الشعبي من المشاركة في تحرير الموصل بانه "أمر غير منطقي". ويلفت الى وجود لواءين من تركمان تلعفر (لواء تلعفر 1 و2)، المنضوين ضمن قوات الحشد الشعبي. ويؤكد جندي "لايمكن ان يمنعهم اي طرف من المشاركة في تحرير مناطقهم". كما يقول جندي ان "هناك قوات إيزيدية واخرى عربية تسمى بالنوادر، وهي تابعة للنائب عبدالرحمن الشمري، وهما ضمن الحشد الشعبي، وتتواجد حاليا في سنجار ومناطق شمال غرب نينوى".


خلافات أخرى


وينفي جندي توصل الاطراف العراقية حتى الآن الى "اتفاق" حول الجهات التي ستشارك في معركة الموصل. كما انه يؤكد ان "الخلافات حول مستقبل المدينة تعقّد الامر اكثر".
وتتهم اطراف في دولة القانون رئيس كتلة متحدون اسامة النجيفي بالسعي الى اقامة "اقليم سني في الموصل" بدعم امريكي.


بالمقابل اعتبرت كتلة إياد علاوي أن الدعوات الرامية لتقسيم محافظة نينوى الى عدة محافظات من شأنه ان يخدم "داعش". ودعت للبدء بمشروع "مصالحة مجتمعية" لادارة المحافظة لمرحلة ما بعد هزيمة التنظيم.


بالمقابل تتسع الخلافات في الموصل لتشمل رفض بعض الجهات مشاركة القوات التابعة لمحافظ نينوى السابق أثيل النجفي، فيما عادت الدعوات المطالبة بإخراج القوات التركية.
ويقول عبدالرحمن الوكاع ان "تركيا لن تتحرك دون موافقة الحكومة العراقية"، متوقعا ان يكون دورها ضمن انشطة التحالف الدولي.


ويكشف الوكاع عن اتفاق بين هيئة الحشد الشعبي واثيل النجيفي لضم "الحشد الوطني" الى مستشارية الامن الوطني. وكان فالح الفياض، مستشار الامن الوطني ورئيس هيئة الحشد،  قد رهن، مشاركة حشد النجيفي بانضامه الى الهيئة. 


وتنفرد قوات البيشمركة بعدم وجود فيتو على مشاركتها في معركة الموصل، بحسب العضو الكردي في مجلس نينوى داود جندي.


وتشير المعطيات الراهنة الى ان "ساعة الصفر" لمعركة الموصل تتوقف على حل الخلافات الحالية، فضلا عن تسريع عملية استيعاب 15 ألف متطوع من ابناء نينوى ضمن الحشد الشعبي.
ويقول الوكاع ان "مساحات كبيرة ستتركها القوات المحررة في الطريق الى الموصل، ويتعين حمايتها من قبل المتطوعين الجدد". 
ويلفت عضو مجلس نينوى الى "بطء عملية التطويع، وان العدد وصل الى النصف حتى الآن".

المصدر: جريدة المدى

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: