الميليشيات في بغداد وديالى .. أرهاب وسلطة فوق الجميع

هيئة التحرير 3.3K مشاهدات1

 

  

وأنت في طريقك من كركوك إلى بغداد، عليك أن تمر بطريق ملغوم بالميلشيات، ويعتبر معقلها في العراق، ألا وهو طريق الخالص التابع لمحافظة ديالى.

هذا الطريق من عام ٢٠٠٣ وإلى يومنا هذا أكل من رجال سنة العراق ما يعادل سكان أقضية ونواحي؛ بل وأُجزم لكم أكثر من ذلك.

فحرب جيش المهدي على السنة في عام ٢٠٠٦ و٢٠٠٧ ابتدأت من هناك، ومن هناك أيضًا سابت الميلشيات في العراق، وصارت حكومة أخرى في بطن الحكومة العراقية.

أحد ضحايا هذه الميلشيات السائبة ابن خالي الذي فقدناه أثناء سفره من كركوك إلى بغداد.

بعد يومين من فقدانه، اتصل بنا عن طريق هاتف ابن خالي أحد منتسبي الميلشيا الخاطفة لها، يقايضنا على مبلغ من المال مقابل إطلاق سراحه.

لكن كيف نؤمن على أنفسنا الذهاب إلى ديالى لتسليم المال واستلامه، وهم لا عهد ولا أمان لهم. وبهذه الحالة سنخسر كل شيء. لذلك قررنا خسارة فرد أهون فاجعةً من خسارة اثنين أو أكثر.

دور الميلشيات السائبة في العراق يكون فعالًا بالجرائم وبقوة في محافظتين أكثر من باقي محافظات العراق، وهي بغداد وديالى.

الحقيقة التي يعرفها جميع العراقيين سنة وشيعة أن الميلشيات في هذين المحافظتين هي سلطة فوق سلطة الدولة العراقية.

تخلع الحكومات المحلية وتُنصب أُخرى، وتُصدر الأوامر بالاعتقال وتعفي عن السجناء، تعدم وتهجر وتفجر المنازل، تسرح وتمرح دون رادعٍ من أي قوة حكومية.

الميلشيات في بغداد حكومة تخافها الدولة

قبل أسبوع تقريبًا حدثت في بغداد حادثة جعلت سكان بغداد يعيشون رعبًا جديدًا، بالإضافة إلى الرعب الذي يعيشونه كل يوم، حيث قامت ميلشيا النجباء بخطف أحد أصحاب الصيرفات في منطقة الزعفرانية، بعد تبليغ القوات الأمنية بهذه الحادثة، قامت قوات من الشرطة الاتحادية والمغاوير باعتقال عناصر من الميلشيا، وهذا ما تسبب بإثارة غضب ميلشيا النجباء لترد على القوات الأمنية بخطف ضابط شرطة، ومساومة العناصر الأمنية على إطلاق سراح عناصرها مقابل إطلاق سراح هذا الضابط، وبعد مفاوضات بين العناصر الأمنية والميلشيا حدثت هدنة بين الطرفين أُطلق على أثرها عناصر ميلشيا النجباء والضابط المخطوف.

وميلشيا النجباء هذه مدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني مباشرة، وتعتمد بفتاويها على مرجعية النجف، وتؤمن بولاية الفقيه، وتقاتل من أجلها.

خطورة الميلشيات لم تقف عند هذا الحد؛ بل ذهبت أكثر عندما كشفت عن مخازن أسلحتها الخطيرة في بغداد، والتي أمرت الحكومة في وقتٍ سابق بتحويلها إلى مكان آخر لقربها من المنازل السكنية، لكن هذه الميلشيات لم تعط أمر الحكومة أي اهتمام. وذهبت تصنع الأسلحة وتستوردها من إيران، وتقاتل وتعطي الأوامر إلى سكان بغداد، وكأنها هي الحكومة الشرعية في العاصمة.

الميلشيات في ديالى تنهي وتأمر والحكومة تصغي وتنفذ.

ديالى محافظة عراقية ذات غالبية سنية، نسبة السنة في هذه المحافظة يتجاوز ٧٠٪‏.

تعتبر هذه المحافظة مهمة جدًّا بالنسبة لإيران فهي ممر إيران إلى العراق بشكلٍ عام، وممرها إلى بغداد بشكلٍ خاص، حيث لا تتعدى المسافة بينها وبين العاصمة سوى العشرات من الكيلومترات. لذلك السيطرة على هذه المحافظة تعني السيطرة على بغداد.

زخت إيران وبكل ما تملك من قوة ميلشياوية في هذه المحافظة، حتى خرجت ديالى عن سيطرة الحكومة، وأصبحت تحت سيطرة الميلشيات وبشكل مباشر،

بعد سيطرتها على المحافظة بشكل علني قامت بخلع محافظ ديالى السني المنتخب عامر المجمعي، وتنصيب مثنى التميمي عنوةً بدلًا عنه.

والتميمي هذا قائد لميلشيا بدر في ديالى، والتي تعتبر الميلشيا الأقوى في المحافظة.

قبل هذه الأحداث ارتكبت الميلشيات جرائم بحق أهل السنة في محافظة ديالى، أدت إلى تفريغها من سكانها الأصليين، كما قامت بمجازر تعتبر من أبشع المجازر في تأريخ العراق، كمجزرة جامع سارية ومجزرة المقدادية، والكثير من المجازر التي دونتها جميع منظمات حقوق الإنسان.

كما قامت هذه الميلشيات من منع رئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب من الدخول إلى المقدادية السنية، بعد أن طوقتها، وارتكبت فيها مجازر، وفجرت مساجدها، وهجرت الكثير من أهلها.

في الواقع أن دور الميلشيات في العراق أكبر من ذلك بكثير، وهي قوة فعلية تقوم بما تريد دون خوف أو جزع.

ويبقى السؤال الذي يسأله المواطن العراقي والسني بوجه الخصوص: متى سنعيش في عراقٍ خالٍ من الميلشيات؟

والإجابة الحقيقة عن هذا السؤال هي أننا سنعيش عراقًا سليمًا بلا ميلشيات، عندما تكف إيران عن دعمها لهذه الميلشيات، وعدم زجها في المناطق التي يحتدم فيها الصراع السني- الشيعي، وترك المجال للحكومة العراقية لكي تمارس دورها في بسط السيطرة على جميع المحافظات العراقية.

وليد المفرجي- ساسة بوست

تعليقات (1)

  1. ياحكومتنا الملتهية بالمشاكل نرجو العدالة في توزيع الثروات ومعاملة العراقيين بالحسنى بعيدا عن التخندق الطائفي البغيض والعمل على عودة سلطة القانون دون تمييز-

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: