في العراق فقط .. قيادة الميليشيات بيد امرأة ومربي طيور!

هيئة التحرير 3.4K مشاهدات0

  

عمامة سوداء ولحية كثة وملابس عسكرية، أعلام وشعارات طائفية وبعض المسلحين يرتدون الزي العسكري بصفة مرافقين، وعلاقات ببعض المليشيات، ستجعل من الشخص صاحب نفوذ وسلطة.

كذلك فإن حضور مناسبات ثقافية واجتماعية تقيمها المليشيات، وتقوية العلاقات بقادة المليشيات، وزيارات لمواقع وجود المليشيات في مناطق تحررت من تنظيم داعش كفيلة بمنح المرأة الشهرة الساعية إليها، التي تساعدها في الوصول لمطمح ما.

ذلك ما يؤكده واقع الحال في العراق، الذي يشهد ظهوراً متزايداً لنشاطات المليشيات، واستمرار ظهور مليشيات جديدة وقادة جدد، يسمح بظهورهم السلطة الواسعة التي منحت لمليشيات بسبب مقاتلتها تنظيم داعش.

فظهور علي الباقري النجفي، الذي شاع ذكره بشكل واسع في العراق مؤخراً، وأنعام السويعدي التي تعتبر أول امرأة في تاريخ العراق تقود مليشيا مسلحة، معطيات لمرحلة أشد خطراً بعد مرحلة تنظيم داعش في العراق، بحسب مختصين.

الحكومة العراقية أصدرت قراراً ينص على أن جميع المليشيات المنضوية تحت راية "الحشد الشعبي" تصبح كقوة رسمية ترتبط بمكتب رئيس الوزراء، حيدر العبادي، ويتمتع أفرادها بمخصصات مالية ومعنوية مختلفة؛ ممّا شجع كثيراً من الشخصيات "الشيعية" لتأسيس فصائل مسلحة، حتى وصل عدد عناصر تلك المليشيات إلى نحو 122 ألف مسلح، موزعين على أكثر من 70 مليشيا.

– من مربٍ للطيور إلى رجل دين وقائد مليشيا

من مرب للطيور إلى رجل دين وقائد مليشيا وأتباع يقدسونه، إنه علي الباقري النجفي، الذي يسكن قضاء بعقوبة، شمال شرق العاصمة العراقية بغداد.

170816021323_14_1

تشير المعلومات التي توصل إليها "الخليج أونلاين" إلى أن الباقري النجفي، كان يعمل موظف خدمة في مديرية الهلال الأحمر في ديالى، وهي مهنة تعني أن صاحبها يعمل بصفة "فراش" أو "منظف" في الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة، وتعتبر من المهن الدنيا، التي يسعى لنيلها الفقراء ممّن يفتقدون للمؤهلات العلمية، وغالباً من الأميين.

وبحسب حسين الدليمي، الموظف في الهلال الأحمر، فإن الباقري فصل من المديرية؛ وذلك بسبب عدم التزامه بأوقات الدوام الرسمي.

وأكد الدليمي، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن النجفي "بعد فصله انتقل إلى قضاء الخالص في حي الزهراء، وانتمى إلى كتائب حزب الله الغالبون (إحدى المليشيات البارزة في العراق)".

وبعد أقل من عام، يقول الدليمي: "ارتدى الباقري العمامة، وعين قائداً ميدانياً في كتائب حزب الله في ديالى؛ وذلك بسبب جرائمه الشنيعة بحق الأبرياء في بعقوبة والمقدادية".

وكانت المقدادية، إحدى مدن بعقوبة، تعرضت مطلع 2016 لأعمال عنف طائفي، أكدت مصادر أمنية ومحلية من داخل المدينة لـ"الخليج أونلاين"، حينها، أن المليشيات كانت تقود تلك الأعمال، وتسببت بمجازر استهدفت السكان "السنة".

– امرأة تؤسس مليشيا مسلحة

أنعام السويعدي، حملت لقب أول امرأة في تاريخ العراق تؤسس مليشيا مسلحة، وذلك بعد تأسيسها مليشيا حملت اسم "مسلم بن عقيل".

CqOQXSBXYAAw2Cv

مسلم بن عقيل، المليشيا التي أسستها السويعدي، نالت ترخيصاً رسمياً من الحكومة العراقية للعمل في جبهات القتال، ضد داعش.

وتضم مليشيا السويعدي نحو ألف مقاتل بينهم نساء.

السويعدي ظهرت في وقت سابق في مناسبات تقيمها المليشيات، كما عملت ضمن لجان خاصة بتعبئة النساء والتثقيف النسوي، تابعة لمليشيا "الحشد الشعبي".

وعلم "الخليج أونلاين" من مصادر داخل مليشيا الحشد الشعبي أن السويعدي تتمتع بـ"سمعة طيبة" بين قيادات الحشد الشعبي، و"تعمل بجد" لدعم المقاتلين والاهتمام بتوفير ما تحتاجه قوات الحشد الشعبي؛ "لكي تنجح في مهماتها بالقضاء على الإرهاب".

ونتيجة لتلك السمعة التي تتمتع بها، تحصلت السويعدي على دعم واسع من قبل قادة "المليشيات" وفقاً للمصادر.

لكن المدعو علي الباقري النجفي ألقي القبض عليه من قبل قوات الأمن، مؤخراً، وتم إيداعه السجن، بعد أن حشّد ناشطون حملات واسعة ضده على مواقع التواصل الاجتماعي، متهمينه بـ"تشويه" سمعة الحشد الشعبي.

ذلك دعا هيئة "الحشد الشعبي" إلى الإعلان عن أن النجفي "منتحل صفة" وليس له علاقة بـ"الفصائل" المنضوية تحت رايتها، في حين تواصل السويعدي حصد دعم "الحشد الشعبي".

بالمقابل، دعا المتحدث باسم هيئة الحشد الشعبي، أحمد الأسدي، في بيان تلقى "الخليج أونلاين" نسخة منه، إلى "التمييز بين الحشد (الشعبي) ومديرياته وتشكيلاته الرسمية، وبين الذين يدعون التصاقهم به للإساءة له، ولاستغلال اسمه لانتهاك القانون والاعتداء على الناس".

ويرى مراقبون أن انتشار الجماعات المسلحة يعني دخول البلاد في مرحلة أشد خطراً بعد مرحلة داعش، لا سيما من خلال منح المليشيات وشخصيات قيادية فيها صلاحيات واسعة؛ تتجسد في السيطرة على الأرض والمشاركة في العمليات العسكرية.

يشار إلى أن الحشد الشعبي تشكل في 14 يونيو/حزيران 2014، من المتطوعين للقتال ضمن صفوف القوات الأمنية، وذلك بفتوى من المرجع "الشيعي" علي السيستاني؛ لمقاتلة داعش الذي فرض سيطرة على مناطق واسعة من البلاد حينها.

وانضمت جميع المليشيات، من بينها مليشيات متهمة بارتكاب فظائع وأعمال عنف طائفي ضمن قوات "الحشد الشعبي"، التي تحولت إلى هيئة معترف بها من قبل الحكومة العراقية

وكان رئيس الوزراء، حيدر العبادي، اعترف، في مايو/أيار الماضي، بوجود أكثر من 100 فصيل مسلح في العاصمة بغداد، قال إنها لا تنتمي لـ"الحشد الشعبي"؛ ما أثار موجة من الانتقادات اللاذعة.

المصدر: الخليج اونلاين

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: