واشنطن بوست: لماذا فشلت أمريكا في تحقيق الاستقرار بالعراق؟

هيئة التحرير 1.2K مشاهدات0

سلطت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية الضوء على الأسباب التي أدت إلى فشل جهود الخارجية الأمريكية في تحقيق الاستقرار بالعراق، عقب انسحاب القوات الأمريكية عام 2011، مشيرة إلى أن الخارجية الأمريكية كان لديها خطط طموحة لتحقيق الاستقرار بالعراق، غير أن كثيراً من تلك الخطط لم تنفذ بسبب تشكيك الكونغرس بجدواها، وأيضاً تقليص الموازنات التي كانت مخصصة لهذا البرنامج، فضلاً عن الإدارة السيئة لرئيس الوزراء السابق، نوري المالكي.

تقول الصحيفة: إنه "في الأسبوع الذي غادرت به آخر وحدات الجيش الأمريكي العراق عام 2011، كان رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، قد وصل واشنطن من أجل مناقشة والاطلاع على الخطط التي وضعتها الخارجية الأمريكية؛ لغرض تحقيق وجود مدني أمريكي أوسع بالعراق يسهم في تحقيق الاستقرار".

وتؤكد الواشنطن بوست أن "الوفد العراقي كان هو الأرفع الذي يزور البيت الأبيض منذ العام 1940، حيث تمت مناقشة آليات منع عودة الإرهاب إلى العراق وتجنب العنف الطائفي".

وتضيف: إن "كلينتون التي كانت وزيرة للخارجية آنذاك تحدثت عن الوجود المدني القوي لأمريكا بالعراق، وكيف يمكن له أن يساعد في تحقيق الاستقرار للعراق، غير أنه وبعد أقل من ثلاث سنوات من ذلك التاريخ تركت حكومة المالكي البلاد وقد ضاع أكثر من نصفها؛ عقب سيطرة تنظيم الدولة عام 2014، لتؤكد فشل كافة الجهود والبرامج التي سبق أن أعلنت عنها وزارة الخارجية الأمريكية".

وتشير إلى أنه "بالتزامن مع حملة المرشحة للرئاسة هيلاري كلينتون، فإن خصومها السياسيين يلقون اللوم عليها وعلى إدارة الرئيس باراك أوباما في عدم تحقيق الاستقرار بالعراق"، مبينة أن "مراجعة السجلات والوثائق الخاصة بتلك الفترة تشير فعلياً إلى وجود برامج طموحة لدى الخارجية الأمريكية؛ من أجل تحقيق الاستقرار بالعراق، إلا أن سوء التقدير من قبل جهات فاعلة في البيت الأبيض، بما فيها وزارة الخارجية نفسها، بالإضافة إلى حكومة المالكي نفسه والبيت الأبيض والكونغرس، كلها عوامل أدت إلى فشل تنفيذ تلك البرامج وتطبيقها".

برامج وزارة الخارجية الأمريكية لتحقيق الاستقرار في العراق، بحسب الصحيفة، "قوبلت بتشكيك من قبل الكونغرس الأمريكي، فضلاً عن ضغوط أخرى من قبل إدارة البيت الأبيض وتحديداً في العام 2012، كلها أسباب أدت إلى تراجع الخارجية الأمريكية عن تنفيذ جزء كبير من تلك البرامج، يضاف إليها سوء إدارة رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي".

وأوضحت أن "البيت الأبيض سعى إلى تخفيض الإنفاق على العديد من البرامج الخارجية؛ وهو ما أسهم كثيراً في إلغاء عدد كبير من برامج وزارة الخارجية الأمريكية، التي كانت مخصصة لتحقيق الاستقرار بالعراق عقب الانسحاب الأمريكي عام 2011".

وتنقل الواشنطن بوست عن ضباط أمريكيين عملوا في برنامج المساعدات الأمريكي بالعراق عقب الانسحاب، قولهم: إن "تخفيض الميزانيات المخصصة لبرامج تحقيق الاستقرار أدى إلى تدهور عمليات تدريب قوات الأمن العراقية، وتحديداً في الأشهر التي سبقت سيطرة تنظيم الدولة على الموصل ومدن أخرى عام 2014".

وواصلت أن "مسؤولين أمريكيين في الإدارة الحالية بالبيت الأبيض والسابقة أيضاً يرون أن كلينتون ضغطت وبقوة من أجل توفير المال اللازم لتمويل برامج أمنية للمدنيين العراقيين، وهو ما تضمنته أيضاً وثائق مكتوبة من اجتماعات فريق الأمن القومي الخاص بالرئيس أوباما، الذي كانت كلينتون أحد أعضائه".

ولفتت النظر إلى أن "مراجعة العديد من الوثائق والسجلات ومحاضر الاجتماعات تؤكد أنه بعد مغادرة كلينتون الخارجية الأمريكية عام 2013، فإن العديد من البرامج التي وضعتها لتحقيق الاستقرار بالعراق توقفت، وألغي جزء كبير من مخصصات برامج أخرى؛ الأمر الذي أدى إلى حصول حالة من الفراغ الاستراتيجي بالعراق عقب الانسحاب الأمريكي عام 2011".

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: