على غرار داعش : الحرس الثوري يعلن الحرب على الستلايت في ايران
26/07/2016 3:14 م 2.2K مشاهدات0

خاص – الخلاصة
يبدو ان تدفق الاخبار على اوتار الحرب في سوريا والعراق، وانتشار المحطات الفارسية التي تبث من خارج ايران، واخرى تكشف عن خسائر فادحة للحرس الثوري وفشل الحكومة في حل تداعيات الازمات الاقليمية وخسارة سمعتها امام جمورها وشعبها، يرى مراقبون للشان الايراني، ان ذلك دفع حكومة خامنئي لاقرار قانون بمنع اجهزة استقبال المحطات الاذاعية والتلفزيونية “الستلايت”، والتصدي العسكري المباشر لكل من يحاول امتلاكه.
الخبر الذي اخذ صداه الاعلامي وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بان السلطات الايرانية نزلت في الشوارع بدبابات وعجلات عسكرية مع قوة كبيرة، ودمرت 100 ألف طبق لاقط ووسائل استقبال أخرى للبث التلفزيوني بالأقمار الاصطناعية، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الإيرانية، بالاضافة الى مداهمة المنازل في إطار سياسة التضييق والرقابة الصارمة التي تنتهجها المؤسسة العسكرية لخامنئي .. بحق الإيرانيين للحد من الحريات وتغييبهم عن العالم.
المشهد من الجانب الايراني
المشهد بدا الاحد الماضي (24-تموز) في مدينة شيراز جنوبي إيران، حيث افادت مصادر اعلامية ان هناك مراسم في شوارع المدينة بدات بالترويج لمنع مشاهدة القنوات الفضائية من خلال جلب دبابات وآليات ثقيلة في شوارع المدينة لتدمير أجهزة استقبال الأقمار الصناعية.
وخلال المراسم وضع القائمون أطباقا لاقطة وأجهزة استقبال على الأرض ثم ظهرت دبابات وآليات ثقيلة تجوب الشوارع لتصل الى مكان الاستعراض وتقوم بتدمير هذه الأجهزة وسط هتافات منتسبي الحرس للترويج لعدم مشاهدة القنوات الفضائية والاكتفاء بمشاهدة القنوات التي يبثها التلفزيون الحكومي.
وحضر المراسم عدد من المسؤولين في محافظة “فارس” وأعلن الحرس الثوري أن المراسم جرت لحث الناس على تسليم أجهزة استقبال القنوات الفضائية بشكل طوعي، الا ان ذلك دفع بعض المواطنين الايرانين بالاستجابة للقرار خشية التعرض للاعتقال اثناء مداهمة المنازل.
وتكرر المشهد في عدة مناطق اخرى، اذ لجأت قوات التعبئة (البسيج) التابعة للحرس الثوري الإيراني بالعاصمة طهران، إلى شن حملة مماثلة لجمع ومصادرة أطباق الساتلايت عن أسطح منازل المواطنين.
وذكرت وسائل إعلام رسمية، إن “نحو مئة ألف من أطباق الساتلايت تمت مصادرتها من أسطح المنازل غرب العاصمة طهران، وحطمت قوات من التعبئة “البسيج” تلك الأجهزة أمام مرأى المواطنين”.
وقالت وكالة أنباء “ميزان” التابعة للسلطة القضائية، إن “رئيس قوات التعبئة (البسيج) التابعة للحرس الثوري الإيراني، العميد محمد رضا نقدي، شارك في عملية مصادرة وتحطيم أطباق الساتلايت”.
ووصف نقدي في تصريحات للصحفيين “عملية جمع مئة ألف من أطباق الستالايت وأجهزة الرسيفر بأنها عملية ناجحة”، داعياً المواطنين في طهران إلى تسليم أجهزة الصحون اللاقطة “غير المشروعة” في البلاد.
وأوضح العميد نقدي أن 2 مليون إيراني سلموا أجهزة الدش الخاصة بهم، بالإضافة إلى العثور على 100 طبق دش تم تحطيمها بالكامل في حملة مداهمة أمنية بالعاصمة طهران.
لماذا تمنع ايران الاعلام الخارجي؟
ويرى مراقبون ان تلك توقيت هذه الحملة وتداعياتها الاعلامية تاتي بعد تصاعد الخلافات المعارضة بين الجناح المتشدد وحكومة الرئيس حسن روحاني الذي أبدى امتعاضه من عمليات مداهمة المنازل ومصادرة أطباق الساتلايت التلفزيوني والرسيفر، واشار اخرون الى وجود انقسامات حقيقية “غير معلنة” داخل الحكومة بعد تسريب العديد من الوثائق والاخبار عن فشل خطة اصلاح الحكومة.
ويؤكد اعلاميون ومدونون ان الفكرة جاءت في هذا التوقيت لمنع انتشار الضعف الايراني العسكري لدى مواطنيها والمقيمين داخل الاراضي الايرانية، خصوصا بعد انتشار الالاف الاخبار المتتالية بشان فشل الجانب العسكري المساند لنظام بشار الاسد في سوريا ومقتل المئات من الحرس الثوري هناك، ادت الى نشر الصورة الذهنية لضعف الواجهة الاقليمية وهشاشة نظامها العسكري وبدت انها حلول غير منطقية وغير مجدية لتحقيق “ولاية الفقيه” او لدواعي “حماية المقدسات”.
وتنتشر صور ومقاطع فيديو للحرس الثوري الايراني في سوريا والعراق تشير الى الرعب الذي يدب في صفوف تلك القوات مع وصول عشرات الجثث يومياً في العمليات العسكرية، اذ يؤكد المحرر الصحفي نيكولاس هنين، ان عدد القتلى الإيرانيين في سوريا بلغ 30 ألف، في حين تذكر تقارير محلية متابينة بشان اعداد قتلاهم في العراق، الامر الذي يشير الى فقدان ايران السيطرة على الحرب الدائرة التي تشارك فيها وتحاول التغطية على قتلاها في الاعلام الايراني.
على غرار داعش .. فرض الراي بالقوة
وبحسب محللين ايرانيين معارضين ومصادر اعلامية تؤكد عن قيام الاعلام الحكومي الايراني بفرض المفاهيم العسكرية لدى الشعب الايراني، وتسييس الراي العام شرعيا بادخال جوانب تخص “حماية المقدسات” و “وجوب اتباع ولاية الفقيه”، على غرار داعش “وجوب الخلافة” وضرورة “مبايعة الخليفة”، الا ان وجود الانترنيت وفضائيات المعارضة والاخرى مواقع التواصل، حالت دون تحقيق اهدافهم وفضح المخططات، بالاضافة الى انتشار حسابات عبر تويتر وفيس بوك تختص بالجانب الايراني وفضح المؤامرات التي تحاك ضد البلاد العربية.
من جانب اخر، على الرغم من قوة الماكنة الاعلامية لدى داعش، واصداراته المتتالية التي تفرض الوجه الايجابي بفرض القوة ومشاهد الاعدامات والاغتيالات والهجمات العسكرية والمفخخة، الا ان مغردون واعلاميون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كشفوا زيف العديد منها، ومحاولتهم اعطاء التبريرات الاسلامية للقتال، وحجب الرؤية للجانب الاهم والابرز من الحقائق.. ياتي ذلك مع نفس التوجه الذي يستخدمه الحرس الثوري والفصائل الايرانية الاخرى بنشر “اللطميات” والاغاني التي تدافع عن “ارض الوطن”.
وعلى الرغم من قوة السلطة الرابعة لللاعلام لدى الطرفين، فان هناك ضغوط شعبية كبيرة لكشف الحقائق بعد ضعف السيطرة العسكرية والهيمنة التي تحاذي الجانب الدموي بنشر الفضائع وقتل الابرياء، بانهما وجهان لعملة واحدة، بالاضافة الى ارتفاع وتيرة الرفض الشعبي بخصوص التدخل الايراني في العراق وسوريا، والرفض الدولي لهم، بالاضافة الى تجييش القوى الدولية والاعلامية الى محاربة الارهاب والتطرف وقيام التحالف الدولي بشن ضربات جوية دقيقة تستهدف داعش في مناطق عدة بسوريا والعراق.
ويشير اخرون ان فشل الجانب الاعلامي للترويج على نجاح “ولاية الفقيه” خارج بلاد ايران، وتوسع النطاق الفارسي داخل المنطقة، ومنع انتشار الفشل العسكري ..ادى لاتخاذ قرار مماثل لقرارات داعش في مدينة الموصل، حينما منع التنظيم تلك الاجهزة مع الوهلة الاولى لانطلاق العمليات العسكرية العراقية لتحرير المحافظة.
من جانب اخر؛ اشارت تقارير محلية أن الإيرانيين لا يمتلكون تلفزيونا حكوميا شعبيا أو إعلاما يمكن النظر إليه كمرآة كاشفة للواقع الإيراني، لكن بدلا من ذلك يسيطر المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي على الإعلام الرسمي الذي يتحرك خارج إطار طموح الرئيس حسن روحاني وحكومته.
ويشاهد أكثر من 40% من الإيرانيين القنوات الفضائية بالفارسية التي تبث من الخارج رغم حظر الأطباق اللاقطة للأفراد في البلاد وفقا لدراسة نشرتها وسائل الإعلام في أغسطس/آب 2013.
وحظرت إيران أي تعاون مع الإذاعات والتلفزيونات الناطقة بالفارسية التي تبث من الخارج، خصوصا بي بي سي وصوت أمريكا، وتتهمها السلطات بالمشاركة في “مؤامرة” غربية لزعزعة النظام الإيراني.
مبررات وازدواجية
وكتبت السلطات الايرانية وهي تدعو الاعلام لمبررات منعها لاستخدام الاطباق والستلايت، أن “مشاهدة المسلسلات والأفلام الأجنبية تؤدي الى انعدام الحياء والغيرة لدى المواطنين”.
ورغم ازدواجية القرارات الواضحة لدى الحكومة الايرانية فانها من جهة تمنع ضمن قرار رسمي استخدام أجهزة استقبال القنوات الفضائية العالمية، وتوجه الراي العام لمواطنيها نحو مشاهدة ومتابعة المحطات المحلية التي تؤدلج وتسيس ضمن سياسات الدولة المتبعة لمواجهة الاعلام الحر الخارجي.
وقال وزير الثقافة الإيراني علي جنتي السبت، أن “70 بالمئة من الإيرانيين يستخدمون أطباق الساتلايت التلفزيوني والرسيفر، ولا يمكن مواجهتهم بأساليب القوة”.
وحول ذلك قال الرئيس حسن روحاني في رده على سؤال بشأن قانون منع امتلاك هذه الأجهزة، خلال زيارته الاخيرة لنيويورك، ان: “أجهزة استقبال القنوات الفضائية موجودة في كل مكان في إيران… يكفي أن تلقوا نظرة على سطوح البيوت لتروا الأطباق اللاقطة”.
وأضاف: “الحكومة الإيرانية تريد العمل لحصول جميع المواطنين على المعلومات بشكل حر”.
وفي إيران يمنع القانون استخدام أجهزة استقبال القنوات الفضائية ولم تتوفر هذه الأجهزة في الأسواق لكنها متوفرة في جميع أنحاء البلد بشكل غير علني ويملك غالبية المواطنين هذه الأجهزة.
وينص القانون الإيراني على حظر أطباق الدش والستالايت أو توزيعها أو استخدامها وتصليحها، حيث يتعرض المخالف لغرامة مالية تصل إلى 2800 دولار، كما يمكن تشديد العقوبة لتصل إلى السجن 6 أشهر.
وتؤكد المصادر الاعلامية الايرانية ان الدولة تملك الامتياز الحصري للبث التلفزيوني والإذاعي في البلد ويعين مرشد الجمهورية الإيرانية رئيس منظمة الإذاعة والتلفزيون ويشرف المرشد على سياسات وسائل الإعلام التابعة لهذه المؤسسة.
وخلال الانتخابات الرئاسية في عام 2009 حاول الزعيم الإصلاحي المعتقل مهدي كروبي إطلاق قناة تلفزيونية تبث من إحدى الدول المجاورة لإيران لكن السلطات منعت تنفيذ المشروع وضبطت الأشرطة التي سجلها القائمون على مشروع كروبي.