اجماع عراقي لرفض مقترح الاديب بشان الغاء مجانية التعليم في العراق

هيئة التحرير 3.1K مشاهدات0

   الخلاصة – بغداد 
لليوم الثاني على التوالي من مقترح وزير التعليم العالي السابق علي الاديب بشان الغاء مجانية التعليم في العراق، ينتشر الانقتاد بصورة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ورفض الكثيرين للمقترح، فيما طالب تربيون واكاديميون بالخروج من ازمة المدارس وقلتها وتطوير الجانب العلمي والتربوي ودعم التدريسين والطلبة في وقت يشهد فيه البلد اسوا مرحلة تحولات عسكرية وسياسية.
 
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل اعلام مقطعاً فيديوياً لرئيس كتلة ائتلاف دولة القانون البرلمانية علي الاديب في مداخلته بجلسة البرلمان عن واقع التعليم في العراق قوله انه “دعا الى إلغاء التعليم المجاني ودعم الحكومة له بعد المرحلة المتوسطة وتكون الدراسة بعدها على النفقة الخاصة للطالب”.
 
من جانبه، انقد العديد من التربويين والتدريسيين مقترح الاديب، واصفين اياه بغير المنطقي والعلمي وفي غير محله، في الوقت الذي يلزم فيه الجانب التربوي والعلمي في العراق الى تكثيف الجهود لتطوير عجلة العلم وتنشئة الطلاب ورفد مستوى التفكير وانتاج جيل حقيقي يخدم البلاد.
 
وقال محمد عبدالرحمن (مدرس لمادة الفيزياء)، في حديث لموقع الخلاصة، ان :”المدارس في العراق فقيرة جدا وتحتاج المئات منها الى اعادة التاهيل، لست هنا اتكلم عن صبغ الجدران وتجديد الاثاث، بل اتكلم عن مستوى المناهج المتدني وازالة الجانب العملي من اغلب المدارس لاسباب عديدة بالاضافة الى مشاكل اخرى كبيرة”.
 
واضاف بقوله ان :”واقع التعليم في العراق يشهد تراخيا ملحوضا مع الازمة السياسية والعسكرية التي يشهدها البلاد منذ عدة اعوام، فتجد اليوم مدارسنا بلا مختبرات ومعظمها بلا كهرباء، ومشاكل متعددة في الصرف الصحي والمرافق العامة، واخرى تتعلق بالمستوى الاكاديمي للمدرسين”.
 
واشار بقوله :”ان مقترح الاديب في غير محله، في الوقت الذي تستمر فيه الازمة الاقتصادية في البلاد نحو التقشف والمزيد من حالات الفقر ووجود نحو 5 ملايين نازح، مبيناً ان الاسرة العراقية من ذوي الدخل المتوسط والمحدود تفضل المدرسة الحكومية، لان ما تطلبه المدارس الخاصة والاهلية من اموال طائلة .. يستخدمها العوائل للعيش وسد رمق الحياة اليومية”.
 
الى ذلك عبر اخرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتقاداتهم بشان توقيت مقترح الاديب، واخرين جابهوا الفكرة بالرفض القاطع، وتوجيه الحديث نحو طمر الفساد وتحسين واقع التربية والتعليم في المدارس الحكومية ودعم المدارس وتاهيل المدرسين والطلبة.
 

العراق بحاجة الى 20 الف مدرسة

 
وانطلاقاً من أهميّة التعليم لإعادة بناء العراق، أعلن وزير التربية العراقي محمد إقبال أنّ بلاده تعاني من نقص حاد في الأبنية المدرسية وهي تحتاج بالتالي إلى تشييد نحو 20 ألف مدرسة لضمان حصول الجميع على مقاعد دراسية.
 
وقال إنّ القطاع التربوي يحتاج إلى مجموعة من الإصلاحات، تشمل المنظومة التشريعية والعاملين في القطاع، مشيراً إلى أنّ وزارته “بدأت تعيد النظر في القوانين والأنظمة الخاصة بالتربية، بالإضافة إلى اقتراح مشاريع قوانين جديدة لتطوير هذا القطاع وتأمين الأموال اللازمة لتشييد الأبنية المدرسية”.
 
من جهته، أعلن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أنّ “حلّ المشاكل السياسية والاقتصادية التي يشهدها العراق ينطلق من قطاع التربية والتعليم”، مضيفاً أنّ هذا “القطاع هو الوحيد القادر على بناء جيل جديد مدرك للأزمات التي تمرّ بها البلاد، وتقديم حلول حقيقية من خلال منظومة تعليمية تجعل من المناهج العلمية أدوات لعلاج هذه المشاكل”.
 
وتابع الجبوري أنّ “ما تعرّض له أبناؤنا النازحون بسبب الأوضاع الأمنية، يحتّم على وزارة التربية وضع خطة عاجلة لتعويضهم، وذلك من خلال إعادة تأهيل المباني المدرسية”. ولفت إلى أنّ “الوقت قد حان لإعطاء قطاع التربية الأولوية القصوى من أجل تأهليه وتطويره، حتى يساهم في إعادة بناء العراق لما فيه من مصلحة لأبنائه”.
 

عراقيون يتهمون الاديب بالفساد

 
تداول عراقيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما نشرته المجلة النماركية “سي اوغ هوير” بتقرير عن الاديب عام 2014، واوضحوا فيه ان “الاديب حل في الترتيب 123 خلف كبار رجال الاعمال في العالم وقالت المجلة عن الاديب انه يعد الاغنى في العراق لما يمتلكه من اسهم في شركات عالمية عملاقة وارصدة في البنوك العالمية تقدر قيمتها 16.3 مليار دولار”.
 
وصنفت الاديب على انه :”ضمن قائمة اغنى رجال العالم، في الترتيب 123 خلف كبار رجال الاعمال في العالم، والاول عراقياً حسب تقارير معتمدة وصادرة عن المصارف العالمية”.
 
واتهم عراقيون علي الاديب يتورطه في صفقات فساد متعددة، جعلته يتصدر رجلا الاعمال في العراق، منها صفقات تجارية كبيرة لتجهيز الكليات والمعاهد والجامعات بشتى انواع الاجهزة الوهمية وتغيير اسعارها الحقيقية بالاضافة الى عمل استثناءات خاصة مخالفة للقانون لقبولات الجامعات وتزوير الوثائق والسجلات لمحسوبية سياسية وحزبية.
 
الصدر يدعو الاديب للاستقالة
 
الى ذلك، طالب مقتدى الصدر ، رئيس كتلة دولة القانون النيابية وزير التعليم العالي السابق علي الأديب بالاستقالة اعتذارا للشعب العراقي ، متهما إياه بانه من الذين سرقوا أموال الشعب العراقي.
 
وعلق الصدر في اجابة له على سؤال حول مداخلة علي الاديب بخصوص الغاء مجانية التعليم، بقوله” لا يكتفي هو وأمثاله بسرقة أموال الشعب العراقي ، اليوم يريدون نهب أموال الشعب”. وقال” عليه أن يستقيل فورا ولا أقل ، من باب الاعتذار للشعب العراقي”.
 
وكان الاديب طالب في مداخلة بمجلس النواب ، بالغاء مجانية التعليم ، وجعل التعليم ‏الالزامي مجانيا حتى المرحلة المتوسطة فقط ، متذرعا بعدم امكانية الدولة تحمل ‏نفقات التعليم بعد الان .
 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: