معاناة اهالي الكرادة : الحلول ترقيعية لاعادة الحياة التجارية
19/07/2016 9:00 ص 2.7K مشاهدات0

ما تزال معاناة اهالي الكرادة الشرقية في بغداد مستمرة بعد الفاجعة الاليمة التي لحقت بالمنطقة جراء التفجير الارهابي في الثالث من تموز الجاري ، وبالرغم من اعلان الجهات الرسمية عن اعادة افتتاح الشارع التجاري الرئيس الا ان واقع حال المنطقة يعكس غير ذلك حيث تمتد عشرات السيارات في طابور امام مدخل الكرادة داخل.
حيث نصبت السيطرة الامنية قرب مستشفى الراهبات مفرزة تفتيش مزودة بكلب بوليسي ويفرض على اصحاب السيارات النزول منها واطفاء المحركات وفتح ابواب السيارات وصناديقها ليمر عليها الكلب ثم التحقق من مستمسكات راكبي السيارات قبل السماح لهم بالمرور، فيما لا يزال الجانب القادم من الاسواق المركزية القديمة وحمام حجي مهدي مغلقا امام حركة المركبات.
تلك المشاهدات وغيرها تحدث بها اهالي المنطقة امس وهم مستاؤون من ما الت اليه اوضاعهم حيث قالوا ان (معظم المحال التجارية اغلقت ابوابها وما يزال اخرون من اصحابها على امل عودة الحياة الطبيعية للمنطقة ليزاولوا اعمالهم التي تعطلت منذ اكثر من اسبوعين وتسببت لهم بخسائر فادحة).
مشيرين الى ان (الاجراءات الامنية الجديدة تمثلت بغلق الطرق الرئيسة والفرعية وتحويل المنطقة اشبه بالمحمية التي لم يعد احد يرغب بالمرور فيها جراء التشديدات والتعطيل في ظل ارتفاع درجات الحرارة حيث يلجأ اصحاب السيارات الى اتخاذ الطرق البديلة تحاشيا للمرور في الكرادة وهو ما اراد الارهاب ان يتحقق).
بحسب قولهم.واضافوا ان (الحلول الامنية ما تزال ترقيعية وتلقي بتبعات الفشل في الحد من الخروقات على اهالي المناطق كما هو حاصل في منطقة الكاظمية).ملفتين الى ان (الكاظمية لها اكثر من منفذ يؤدي الى مركز المدينة وشوارعها عريضة وتتحمل فتح ثلاثة معابر للتفتيش على عكس الكرادة وشوارعها الضيقة).
مؤكدين ان (الحلول ليس بغلق المناطق وعزل سكانها عن الاخرين بسبب العمليات الارهابية واذا استمر الوضع على هذا الحال ستتحول بغداد الى مدينة اشباح ومقاطعات معزولة عن الاخرى حيث هناك عشرات الاسواق الاخرى مهددة بخطر الارهاب ولا تقل اهمية عن الكرادة منها زيونة وبغداد الجديدة والبياع والجامعة والشعلة ومدينة الصدر وجميلة والشورجة والسنك والباب الشرقي وغيرها من مناطق العاصمة الحيوية).
واعرب الاهالي عن تخوفهم من تسويف موضوع تعويضاتهم ولاسيما بعد احالة الموضوع الى مؤسسة الشهداء التابعة لمجلس الوزراء بسبب عدم قدرتها على تسديد ما وعدت به ذوي شهداء النظام السابق الذين مايزالون لم يتسلموا حقوقهم كاملة ومايزال قانونهم معطلا ولم ترد تعليماته الى الوزارات المعنية.
موضحين ان (العشرات من ذوي ضحايا النظام السابق من اهالي منطقة الكرادة ومايزالون لم يتسلموا قطع الاراضي التي وعدوا بها منذ سنين طويلة كما لم تلتزم المؤسسة بتعويضهم ببدل مالي عن قطع الاراضي بسبب عدم توفر الاراضي وايضا بسبب عدم توفر الاموال منذ سنوات وليس خلال العام الحالي وما يحاول البعض ان يعزوه الى التقشف والازمة المالية اضافة الى ذلك ان مخصصاتهم الاخرى كمستحقات بدل الدراسة للطلبة وتوفير وظائف لذوي الشهداء ومنحهم هويات معنوية لعدم التعرض لهم وابداء الاحترام الواجب لهم في الدوائر والمؤسسات الحكومية وغيرها من المميزات الجيدة لكنها مجرد حبر على ورق منذ سنين).
ولم يتسن لـ (الزمان) الحصول على تعليق من المؤسسة لتوضيح ملابسات استفسارات ذوي الشهداء.وكانت تقارير قد افادت باعادة فتح طريق الكرادة الرئيس.وشكلت لجنة من الامانة العامة لمجلس الوزراء ومحافظة بغداد ومؤسسة الشهداء وممثل عن القطاع الخاص تتولى تعويض عوائل شهداء الكرادة واعمار ما دمره الارهاب، وتخويل اللجنة عمليات الصرف الاصولية والمواد العينية.وكان مدير اعلام مؤسسة الشهداء باسم جهاد قد ذكر في بيان انه (تنفيدا لقرار مجلس الوزراء وبتوجيه من رئيس الوزراء تم تشكيل غرفة عمليات في مقر مؤسسة الشهداء في الجادرية لاستقبال عوائل شهداء مجزرة تفجيـــــــر الكرادة لانجاز معاملاتهم).
وبحثت أمينة بغداد ذكرى علوش مع أعضاء المجلس البلدي لقاطع الكرادة مقترحا ينص على إغلاق شارع الكرادة داخل وتحويله إلى شارع للمشاة فقط مع تطويره ونصب ترام صغير ليكون وسيلة للمواصلات.بحسب بيان للامانة اضاف ان (الاجتماع تناول مناقشة اجراءات امانة بغداد لتأهيل البنى التحتية لموقع الانفجار الاجرامي في منطقة الكرادة داخل التي تتضمن أعمال إصلاح انبوب تصريف مياه الأمطار بطول 40 م وصيانة احواض التفتيش وعدد من أنابيب الماء المتضررة وإصلاح الرصيف والقالب الجانبي المتضرر ثم إعادة اكساء الشارع).
وكانت سيارة مفخخة يقودها انتحاري فجر نفسه قرب مجمع تجاري بمنطقة الكرادة في الثالث من تموز الجاري أسفرت عن استشهاد 292 شخصاً واصابة اكثر من 200 اخرين وفقدان اخرين بحسب الاحصائيات التي تباينت ووصل بعضها الى اكثر من هذا العدد من الضحايا.واكدت مصادر ان (احد المواطنين من سكنة مدينة الكاظمية استنجد امس بدورية للنجدة بشان وجود جسم غريب عند باب داره تبين بعد الفحص انه عبوة ناسفة).واشارت الى (رفع العبوة وابطال مفعولها من جانب الجهد الهندسي دون وقوع اي خسائر بشرية او مادية تذكر).
المصدر : جريدة الزمان