واشنطن بوست: ماذا يحضر داعش لمرحلة ما بعد “الخلافة”؟

هيئة التحرير 1.9K مشاهدات0

داعش من الداخل ... الدواوين

ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن تنظيم داعش بدأ يحضر أتباعه لنهاية “الخلافة”، التي باتت محتومة، وأن هناك عددا من الإشارات والرسائل الصادرة عن قادة التنظيم في سوريا، التي توحي بيقينهم أن ما تبقى من معاقل تحت سيطرتهم آيل للسقوط في أي مرحلة.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين في مكافحة الإرهاب قولهم إنه رغم ذلك، فإن التنظيم راغب بمواصلة عملياته الإرهابية التي بدأها في الخارج، حتى لو اضطر للعمل تحت الأرض، مشيرة إلى أن المحللين يتوقعون في هذه الحالة تصعيدا في العمليات الخارجية، خاصة في المرحلة التي ستعقب سقوط معاقل الجهاديين الأخيرة.

ويورد التقرير نقلا عن المسؤولين، قولهم إن التنظيم سيصبح شبكة سرية، لها فروع في أماكن مختلفة في العالم، وأضافوا أن خسارته أراضيه، التي كانت توفر الملجأ الآمن للتدريب، والتخطيط للعمليات، وجمع الأموال، لا تعوض، مستدركا بأنه رغم ذلك، إلا أن الطبيعة اللامركزية له ستؤكد أنه سيظل تنظيما خطيرا ولمدة غير قصيرة.

وتذكر الصحيفة أن المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه” الجنرال مايكل هايدن، يرى أن تنظيم داعش يختلف عن تنظيم القاعدة، الذي كان ذا تراتبية هيكلية، مشيرا إلى أن مقاتلي تنظيم الدولة لديهم الطاقة والغموض، اللذان يميزان أي حركة شعبية.

ويلفت التقرير إلى أن مسؤولي التنظيم لم يتخلوا في بياناتهم العامة ومقابلاتهم عن مشروع “الخلافة”، الذي يقولون إنه لا يزال قائما، حيث أجبرتهم التراجعات الميدانية على تغيير الاستراتيجية، مشيرا إلى قول ناشط في التنظيم إنه “في الوقت الذي يتعرض فيه جوهر التنظيم في العراق وسوريا لهجوم، فإننا توسعنا، وحولنا قيادتنا وإعلامنا وماليتنا إلى دول أخرى”، مضيفا أن قيادة التنظيم تتلقى يوميا طلبات من أشخاص للانضمام وإعلان الولاء للخلافة، لكنها تنصح المتقدمين بالبقاء في بلادهم والانتظار.

وتستدرك الصحيفة بأن علامات حالة اليأس تتزايد لدى التنظيم، الذي خسر خلال الستة أشهر الأولى من عام 2016، 12% من أراضيه، بحسب تقديرات مؤسسة “إي أتش أس” للاستشارات الأمنية.

ويجد التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، أن الإشارات عن قرب سقوط الخلافة جاءت كلها عبر سلسلة من البيانات التي أصدرها التنظيم خلال الأسابيع الستة الماضية، وهي الفترة التي شهدت انسحابه من مدن عدة، أهمها مدينة الفلوجة في وسط العراق.

وتفيد الصحيفة بأنه ورد في صحيفة “النبأ” الأسبوعية، الصادرة عن الجناح الإعلامي للتنظيم، افتتاحية حول منظور خسارة التنظيم معظم أراضيه، وجاءت تحت عنوان “أوهام الصليبيين في عصر الخلافة”، وأكدت فكرة استمرارية الخلافة حتى لو سقطت المدن كلها أمام زحف “الصليبيين”، لافتة إلى أنها ذكرت أن “الصليبيين وحلفاءهم من المرتدين يعتقدون أنهم قادرون على القضاء على تنظيم الدولة، إلا أنهم لا يستطيعون إزالتها؛ لأن هذا يعني سحق الجيل الذي شهد ولادتها كله وقتله”.

وينوه التقرير إلى كلام المتحدث باسم التنظيم أبي محمد العدناني، الذي دعا إلى استغلال حلول شهر رمضان لتوجيه ضربات موجعة للدول المعادية لتنظيمه، حيث لمح في خطابه إلى تاريخ التنظيم الجهادي، عندما واجه مخطط تدميره على يد التحالف الأمريكي، مع “صحوات الأنبار” عام 2008، لكنه استطاع البقاء والمواصلة، وقال: “كدنا نهزم عندما فقدنا معظم المدن”.

وتنقل الصحيفة عن طالب الدكتوراه في جامعة برنستون كول بانزل، قوله إن “الجهاديين” لا يريدون خسارة مناطقهم، ولهذا فإنهم “يحاولون تذكير أتباعهم بتاريخهم الطويل، وسيواصلون ذلك، مثلما فعلوا في الأيام الأولى”، مشيرة إلى أن الباحث في معهد بروكينغز ويليام ماكانتس يعتقد أن الهجمات الأخيرة في اسطنبول وبغداد ودكا، التي تعد أهدافا سهلة، هي جزء من محاولة التنظيم تطمين أتباعه بحيوية الدولة.

ويورد التقرير نقلا عن ماكانتس، قوله إن “الهجمات الخارجية الناجحة هي إشارة إلى خوف عميق في الداخل”، حيث إنه بعد سنوات من الانتصارات، بدأ قادة التنظيم، مثل أبي محمد العدناني، بالاعتراف بالهزيمة في ساحة المعركة، وتقديمها عبر منظور إيجابي، مشيرا إلى أن ما هو غائب عن هذه الاعترافات هو الحديث عن أخطاء ارتكبها القادة، التي تسببت في المأزق الحالي للتنظيم، مثل استفزاز قوى دولية مشتركة ضدهم، سواء كانت أمريكا أو روسيا، أو الأكراد، أو الشيعة، أو العرب.

وبحسب الصحيفة، فإن ماكانتس يرى أن القادة لا يحاولون الظهور بمظهر الطرف الذكي، بقدر ما يريدون تحضير أتباعهم لتقبل فكرة أن “الخلافة” لم تعد خلافة، لافتة إلى أنه في السياق ذاته، أكد الناشط الذي تحدث للصحيفة أن الكثير من أتباع التنظيم شعروا بالإحباط؛ بسبب أخطاء ارتكبها القادة، لكنه أكد أن سقوط الرقة لن يمضي دون انتقام.

وتختم “واشنطن بوست” تقريرها بالإشارة إلى أن القادة الأمنيين يخشون من بداية الوجه الجديد للتنظيم، في الوقت الذي يحاولون فيه التكيف مع المرحلة الأولى، التي اتسمت بعملية السيطرة على المناطق، منوهة إلى أنه أثناء التركيز على طرد التنظيم من مناطقه، فإنه يركز عمله على نقل المعركة إلى الدول التي تسهم في هزيمته، وقال مسؤول أمني فرنسي إن “الخطوة المقبلة بدأت”.

 

المصدر : عربي 21

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: