هل بدأت معركة تحرير الموصل فعلياً دون إعلان رسمي؟
14/07/2016 6:46 ص 5.6K مشاهدات3

تشير دلائل ميدانية عراقية إلى أن معركة تحرير مدينة الموصل (450 كم شمالي العراق) من سيطرة تنظيم داعش بدأت، لكن دون إعلان رسمي.
الساحة العراقية شهدت في الأيام الأخيرة تحركات تنبئ بحصول اتفاق مع الجانب الأمريكي -كونه قائد التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم داعش- حول معركة الموصل، لعل ذلك ما تبين من خلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، الاثنين الماضي لبغداد، التي وصفت بـ”المفاجئة”.
وتطرق كارتر إلى عدد من القضايا مع الجانب العراقي، تمحورت حول معركة الموصل، بحسب ما صرح به، مؤكداً استمرار دعم بلاده للقوات العراقية.
وبحسب ما أكدته مصادر عسكرية في جنوب الموصل، شاركت قوات برية أمريكية في قصف مواقع للتنظيم بالموصل، مؤكدة أن تلك القوات تقوم بعمليات عسكرية مشتركة مع القوات البرية العراقية.
ويرى مراقبون أن بروز الدور الأمريكي في العراق، وإعلان المسؤولين الأمريكيين مشاركة قوات بلادهم في معركة الموصل، وتقديم كل أشكال الدعم للقوات العراقية، بالإضافة إلى وجودهم العسكري البري، إنما هي رسالة مزدوجة يبعث بها الأمريكيون إلى المليشيات من جهة؛ لتحذيرها من المشاركة في المعركة، ورسالة تطمينية إلى العشائر السنية في الموصل، التي ترفض مشاركتهم وهو ما ذهب إليه بالرأي الكاتب والمحلل السياسي إياد الدليمي.
الدليمي أكد (بحسب الخليج اونلاين) بان “معركة الموصل بدأت دون أن يُعلن عنها”، لافتاً النظر إلى أن عدم الإعلان عن موعد انطلاقها الفعلي هو “قرار أمريكي” وصفه بـ”الذكي”؛ وذلك “لكي يمنع مشاركة المليشيات التي تصر على فرض وجودها بالمعركة”.
قوات الحشد الشعبي، وبحسب ما تكشف من خلال مقاطع مصورة، واعترافات معتقلين وذوي ضحايا، تأكّد قيامها بانتهاكات إنسانية، واعتقالات واعتداءات وجرائم قتل، جرت في المناطق التي يتم تحريرها من تنظيم داعش؛ لأسباب طائفية، كان آخرها ما شهده سكان الفلوجة (62 كم غرب بغداد).
إلى ذلك رأى الكاتب والمحلل السياسي هارون محمد، في حديث مع “قدس برس”، أن “زيارة كارتر إلى العراق تأتي في ظل تطورات سياسية وأمنية بالغة الدقة، لجهة مشروع الحرب على داعش، وإنهاء تواجده بالعراق”.
وأشار محمد إلى أن “زيارة كارتر ستعفي رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، من مواجهة الضغوط المزدوجة بشأن مشاركة قوات الحشد الشعبي في عمليات تحرير الموصل من سيطرة داعش”.
وقال: “حيدر العبادي واقع تحت ضغوط مزدوجة، فالمليشيات ترفض مشاركة الأمريكيين في التحالف ضد داعش، وأهالي الموصل يرفضون مشاركة قوات الحشد، وبالتالي فمجيء الأمريكيين سيعفيه من هذه الضغوط جميعاً”.
وجاءت زيارة وزير الدفاع الأمريكي بعد يومين من إعلان القوات العراقية تحرير مطار القيارة العسكري، وتقدمها نحو وسط المدينة، وتحريرها مساحة كبيرة من الأراضي والقرى، وإخلاء المئات من العوائل.
وكانت القوات المشتركة العراقية تمكنت، السبت، 9 يوليو/تموز الجاري، من تحرير مطار القيارة العسكري جنوبي الموصل من سيطرة التنيظم، بعد ساعات من إعلان عملية لتحرير قضاء الشرقاط، ومطار ناحية القيارة، الذي يبعد نحو 60 كم عن الموصل مركز محافظة نينوى.
وألمح وزير الدفاع الأمريكي إلى إمكانية مشاركة مستشارين أمريكيين في العملية البرية لتحرير الموصل، في وقت تعهد وزير الدفاع الكندي، هارجت سبنغ سجان، الذي وصل إلى بغداد، الاثنين أيضاً، بتقديم الإسناد الهندسي للقوات العراقية.
وقال كارتر إن واشنطن أرسلت 560 جندياً إضافياً لدعم العراق في معركة الموصل، مؤكداً استعداد المستشارين الأمريكيين لمرافقة القوات العراقية -إذا تطلب الأمر- أثناء تحركها باتجاه الموصل.
فيما أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، حيدر العبادي، أن الأخير بحث مع كارتر العمليات العسكرية في العراق ضد التنظيم، إضافة إلى تحديث الخطط الأمنية.
أيضاً، وبحسب بيان لوزارة الدفاع العراقية، استعرض وزير الدفاع العراقي أوجه التعاون العسكري بين بلاده والولايات المتحدة في أثناء لقائه نظيره الأمريكي، كما “بحث الآليات العملية التي تسهم بتطويره في المرحلة المقبلة”.
وأكد كارتر أن “الولايات المتحدة ستقدم كل الدعم المطلوب، وبما يلبي متطلبات القوات العراقية، ويسرع من عمليات تحرير الموصل”، وكان وزير الدفاع الكندي وصل إلى بغداد، الاثنين الماضي، وذلك بعد وصول نظيره الأمريكي، آشتون كارتر.
وبذات السياق أعلنت وزارة الدفاع العراقية الاتفاق مع وزارة الدفاع الكندية على زيادة عدد مدربيها العسكريين في العراق.
وهو ما جاء في بيان للوزارة، الذي أعلن عن حصول اتفاق بين الجانبين العراقي والكندي، خلال استقبال وزير الدفاع العراقي نظيره الكندي، هارجت سينغ سجان، حول تقديم كندا الخبرات للقوات العراقية المسلحة “في مجال الهندسة العسكرية، وزيادة عدد المدربين لمحاربة داعش، وتطوير مشاريع التنمية بين البلدين بعد طرد الإرهابيين من العراق”.
المصدر : الخليج اونلاين
تعليقات (3)