عراقية ناجية من داعش: “باعوني لأكثر من ثمان مرات”
11/07/2016 9:04 ص 1.4K مشاهدات0

دهوك – ماري اسكندر عيسى
" باعوني لأكثر من ثمان مرات" تقولها نهاد (اسم مستعار) الناجية من داعش بصوت خافت ومرتجف وكأنها مازالت تحاول استيعاب ما حدث معها، وتصمت بعدها لدقائق ثم تسرح في عالم بعيد.
رغم الفرار، فمأساتها لم تنتهي، إذ ماتزال طفلتاها بيد داعش، واحدة عمرها 11 سنة موجودة بتلعفر والثانية عمرها 3 سنوات موجودة بالرقة.
أشعر أنني لن أتمكن من لقائهما مرة أخرى، لا اعرف أين هما الآن، ماذا تفعلان؟ ماحالهما؟ كنت مضطرة أن أنجو بأطفالي السبعة الآخرين وأتناسهما، فقد كنت وحدي بعد أن أخذوا زوجي وإخوتي"، تقول بحزن وألم.
نجت نهاد (40 عاماً) بعد سنة وأربعة أشهر، لكنها اليوم منهكة حزينة، عاجزة عن تعليم أطفالها القوة والعزيمة والأمل وهي من فقدت بسبب داعش كل احساس بالامان والأمل.
أصبحت مهمة إدخال الفرح من جديد لقلوب صغارها وحمايتهم من الخوف والرغبة بالانتقام مهمة شبه مستحيلة، بعدما رأوا كيف عُذّب والدهم، وكيف أهينت وعُنّفت أمهم.
حين تتكلم، تتجمد الدموع في عينيها، تتحدث وكأنها تحكي قصة امرأة أخرى فهي حتى الآن لم تصدق كل ماحدث، ولم تستوعب بعد ما مر معها. هل هو حقيقة أم كابوس مستمر؟ وهي من أمست بلا معيل وبلا زوج ولا تجهل مصير إخوتها وطفلتيها.
التعرض للعنف والاهانة امام الاطفال
بتاريخ 4-8-2014 وقعت نهاد أسيرة بيد داعش هي وزوجها وأطفالها وأهل زوجها بعد أن دخل داعش تل عزير في القحطانية (قضاء سنجار).
كانت مع عائلتها وعوائل اخرى تعيش بتلعفر تحت إمرة داعش بعد أن اضطروا لاعلان إسلامهم تحت التهديد بالقتل. كانوا يخدمون مقاتلي التنظيم، يطبخون لهم، ويغسلون ثيابهم، ويرعون الغنم لهم.
بدأت معاناتها الحقيقية ببداية الشهر الخامس من عام 2015 حين أخذ مقاتلوا داعش الرجال، ونقلوها إلى الرقة مع بقية النساء، رغم كونها حاملا بجنين عمره سبعة أشهر.
تعرضت للعنف والضرب والاهانة أمام أطفالها بسبب حملها، كانوا يسخرون منها، ويعذبونها.
عانت الكثير حتى ولدت طفلها "هاوار" بالشهر السابع 2015 في ظروف قاسية وبدون أدنى مساعدة. "أنزلوني بعدها لسوق النساء في الرقة حيث تم بيعي لأكثر من ثمان مرات خلال ثلاثة أشهر، وبقيت ثلاثة أشهر أخرى بسجن تدمر، حتى وصلت لمنطقة منبج"، تتذكر نهاد، مضيفة انها التقت هناك بشخص حزن لوضعها وقرر مساعدتها بإيصال صورها لأهلها عن طريق الفيس بوك، فاتفق أقاربها مع مهرب ليهربها مع خمسة أطفال مقابل ثلاثين ألف دولار. بعد ذلك، ساعدتها النائبة فيان دخيل لتحرير طفلين آخرين لها، في حين بقيت طفلتان بيد داعش.
الحاجة الى المساعدة النفسية والمادية
تعاني نهاد اليوم من اكتئاب وحزن وآثار ما بعد الصدمة، فهي بحاجة لرعاية نفسية، اضافة الى الدعم المادي لاسئناف الحياة بشكل طبيعي وإطعام أطفالها السبعة وتأمين ملبس وتدفئة لهم.
حاليا، تعيش مع والدتها التي تعاني بدورها من مشاكل صحية ونفسية، بسبب عدم سماعها أي خبر عن أبنائها وعائلاتهم، بعد أن تحررت من أسرها أيضا، حين عادت مع وجبة العجائز، التي حررها داعش في الشهر الرابع في عام 2015.
تحسن وضع نهاد قليلا بعد حصولها مؤخراً على خيمة في أحد مخيمات دهوك لتعيش بها مع أطفالها بعد أكثر من شهر من وصولها 24-12-2015. ولكن معاناتها مستمرة…
المصدر : مجلة عراقيات