إيران تخلط الاوراق وتجاهر بمشاركتها في معركة الموصل
10/07/2016 9:20 ص 2.2K مشاهدات0

تخلّت طهران نهائيا عن كلّ تحفظ في الكشف عن تدخلها العسكري المباشر في أكثر من دولة عربية وخاصة في العراق وسوريا، وبدا أنها لم تعد تشعر بأي "حرج" أو خوف سواء من القوى الدولية الكبرى، أو دول الجوار الإقليمي وخاصة المملكة العربية السعودية التي ترفض رفضا قاطعا مثل هذا التدخل، وتعتبره خطرا ماثلا على أمنها الوطني وأمن دول مجلس التعاون الخليجي، وأمن الدول العربية التي يتأجج فيها صراع طائفي شرس تساهم إيران واتباعها هناك في تأجيجه على نحو غير مسبوق وينذر بمزيد التوسع والانتشار.
وفي حين تقيم ايران معسكرات تدريب على الأسلحة لآلاف المتطوعين الشيعة إيرانيين وباكستانيين وأفغان لإرسالهم إلى جبهات القتال في سوريا والعراق كما هو معلن وربما الى غيرهما من الدول العربية، قال العميد أيرج مسجدي المستشار الأعلى في الحرس الثوري الإيراني السبت إن بلاده ستشارك رسميا في معركة الموصل شمال العراق المرتقبة ضد داعش.
وأضاف العميد مسجدي الذي يشغل منصب المستشار الأعلى لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في تصريح صحفي له السبت ان "إيران سوف ترسل مستشارين وخبراء عسكريين لدعم القوات العراقية لتحرير الموصل".
ودائما ما تلزم حكومة البعادي الصمت إزاء مثل هذه التصريحات التي تؤكد على تواجد القوات الايرانية على الاراضي العراقية ومشاركتها تحت غطاء المليشيات الحليفة لها في معارك تحرير المدن العراقية من داعش.
وبرر المسؤول العسكري الإيراني هذا التدخل في معركة الموصل بخطورة داعش في هذه المدينة العراقية، قائلا إن التنظيم المتطرف لديه "قوة كبيرة وقوية في الموصل وأن المعركة ستكون حاسمة"، معتبرا أن "تحرير الموصل سينهي وجود التنظيم في العراق".
ويتطابق تصريح مسجدي مع تصريحات سابقة لكبار المسؤولين الأميركيين الأمر الذي ربما يوحي بأن طهران قد تلقت الضوء الأخضر الأميركي للمشاركة في هذه المعركة.
وتوقع الرئيس الأميركي باراك أوباما في نيسان/أبريل أن يتم تحرير الموصل قبل نهاية العام 2016.
وقبل ذلك بأيام قليلة، أكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري من بغداد، أن تحرير الموصل على رأس الأولويات، مضيفا أن المدينة "ستتحرر بنهاية المطاف".
واستعادت القوات العراقية السبت قاعدة القيارة الجوية جنوبي مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، شمالي البلاد، من سيطرة داعش.
وأفاد محافظ نينوى نوفل حمادي السلطان بأن "القوات العراقية المشتركة، تمكنت من السيطرة التامة على قاعدة القيارة الجوية بعد هروب كافة عناصر داعش منها، وترك أغلب معداتهم وأسلحتهم فيها".
وسيطر داعش على قاعدة القيارة، بالكامل في العاشر من حزيران/يونيو 2014، بعد فرض سيطرته على مدينة الموصل ثاني كبرى مدن العراق ومشارفها.
وقال السلطان إن "الأجهزة الأمنية تتمركز حاليا داخل القاعدة، التي ستكون موقع انطلاق لعملية تحرير مدينة الموصل، ودحر عناصر داعش من داخل المدينة".
وبدأ الجيش العراقي فعليا عمليات لتحرير الموصل وقد تمكن من تحرير مجموعة من القرى جنوب المدينة وتأمينها كممرات للمدنيين.
لكن الجيش العراقي بدا في أكثر من معركة غير مؤهل بشكل تام للانتصار بجهوده الذاتية حتى في المعارك التي تعتبر أقل ضرواة من معركة الموصل لو لا أنه كان مدعوما من المليشيات الشيعية الحليفة لإيران والتي يقول مراقبون إن قادة عسكريين إيرانيين يقدمون لها المشورة بشكل مباشر، مثلما بينته زيارة الجنرال قاسم سليماني إلى الفلوجة ولقائه بأبرز قادة الحشد الشعبي الشيعي في أوج المعركة التي انتهت بتحريرها من تنظيم داعش.
ويقول محللون إن أهداف إيران من الحرب على تنظيم داعش في الموصل تتعدى هذه الحرب إلى ما بعدها، حيث يرجح المحللون أن تشتعل حرب السيطرة على المدينة وعلى الكثير من الأراضي في محافظة نينوى خاصة من قبل الأكراد.
كما تخشى طهران من عودة أي نشاط لحزب العمال الكردستاني الإيراني في المنطقة تكون منطلقا لأعمال عسكرية على اراضيها.
وقال قاسم سليماني في وقت سابق إن "ولاية الفقيه عامل أساسي في الحفاظ على وحدة العراق وشعب العراق.
وأضاف "لا يمكن الدفاع عن الإسلام بدون نظرية ولاية الفقيه، وفي العراق أثبتت ولاية الفقيه بأنها هي من كانت العامل الأساسي في وحدة العراقيين بكافة أطيافهم في وقت الأزمات الكبيرة".
المصدر : موقع كتابات