موسم العيد : عودة السياحة المفقودة في كردستان

هيئة التحرير 2.8K مشاهدات0

عيد آخر يمر على العراقيين وهم لا يجدون سوى إقليم كردستان العراق، شمالي البلاد، مكاناً آمناً لقضاء أيامه.

فقد شهدت الأيام الأخيرة من رمضان توافد الطلبات لشركات السياحة ببغداد ومحافظات وسط العراق وجنوبه لحجز مقاعد في رحلات إلى مدن كردستان؛ والسبب الأساس هو الأمان المفقود في كثير من مناطق العراق، ولا سيما العاصمة بغداد.

وكانت التفجيرات التي ضربت مؤخراً العاصمة العراقية -خاصة تفجير الكرادة الدامي الذي أوقع ضحايا فاق عددهم 250 مواطناً بين قتيل وجريح، وما زال آخرون حتى الآن في عداد المفقودين يعتقد أنهم قضوا نحبهم حرقاً- رفعت عدد الهاربين من بغداد بحثاً عن قضاء عيد سعيد.

المحزن، يقول قيس الشمري، يعمل في شركة للنقل والسياحة أن "بعض الحجوزات إلى إقليم كردستان في العيد ألغيت"، والسبب بحسب قوله: أن "أصحابها قتلوا في تفجير الكرادة، وآخرون يلفهم الحزن على ضحايا من أقاربهم وأصدقائهم قضوا نحبهم في الحادث الأليم".

وتعرف مناطق كردستان العراق بتمتعها بأماكن سياحية وطبيعة جميلة، حيث تكثر المصايف والشلالات على سفوح الجبال، وتدفع الرغبة العراقيين للسفر إليها -بالإضافة لجمال طبيعتها- لكون كردستان منطقة آمنة، على خلاف غالبية مدن العراق.

– التواصل مع المغتربين في العيد

لقاؤها بإخوتها وعوائلهم في أربيل كان سبباً إضافياً لأن تشد ندى الرفاعي الرحال إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان، وتقول الرفاعي لـ"الخليج أونلاين": إن إخوتها الأربعة غادروا العراق منذ أكثر من عشرين عاماً، وهم يستقرون في أوروبا، مضيفة أنه "بسبب الخوف من الأوضاع الأمنية المتردية في بغداد يرفضون القدوم إليها، لكنهم يحضرون إلى أربيل أيام العيد ونلتقي هناك".

 

ومنذ غزوه في 2003، بدأ العراق يحتل مراتب متقدمة في تقارير عالمية تصنف البلدان الأسوأ معيشة في العالم، وتعتمد التقارير في تصنيفاتها تلك على نقاط عديدة، منها الأمن في تلك البلدان.

– آلاف العوائل تبحث عن الراحة في كردستان

حسين العبيدي، موظف في شركة القمة للسياحة والسفر، أكد "وجود إقبال كبير من قبل أهالي بغداد على حجز تذاكر للسفر إلى إقليم كردستان، وبعض الدول؛ مثل تركيا ومصر وتونس"، لافتاً إلى أن "أغلب العوائل باشرت بالحجوزات قبل أسبوعين من موعد الرحلات".

العبيدي لفت النظر إلى أن "الخطوط الجوية العراقية لا تملك مقاعد كثيرة للمسافرين جواً تغطي الأعداد الكبيرة من العراقيين، لذلك لا يجد معظم المسافرين حجوزات طيران، فيقصدون الشركات السياحية"، مؤكداً أن "عدد العوائل التي حجزت عن طريق شركات السفر والسياحة إلى كردستان يصل إلى عشرات الآلاف".

 

مواطنون من بغداد أكدوا أن انعدام الأمن في مدينتهم يجبرهم على البحث عنه في كردستان، "وإن كان ذلك في أيام العيد بأقل تقدير وليس بشكل دائم"، يقول مهند النعيمي.

وتابع موضحاً: "أصحبت الأماكن الترفيهية في بغداد خطرة جداً، وما حصل في الكرادة من تفجير لأحد المراكز التجارية أصابنا بالذهول لحجم قوة التفجير وعدد الضحايا، لذلك قررت الذهاب أنا وعائلتي لقضاء عطلة العيد في إقليم كردستان للخلاص من الوضع الأمني المزري".

أما حنين عبد الوهاب التي غادرت في رحلة بأول أيام العيد قاصدة مدينة السليمانية في كردستان، فقالت: "اعتدنا في العيد الذهاب إلى الأقارب لتبادل التهاني في هذه المناسبة، والخروج إلى المتنزهات والحدائق العامة لقضاء أوقات ممتعة، لكن هذا العيد قررنا الذهاب إلى محافظة أربيل مع إحدى الشركات السياحية؛ هرباً من التفجيرات التي باتت تستهدف الأماكن العامة".

– أمن الإقليم فوق الجميع

بدورها تعمل حكومة إقليم كردستان جاهدة للحفاظ على أمن الإقليم، وهو ما يدعوها إلى أخذ التحوطات الأمنية بنسبة أكبر كما يجري في كل مناسبة مهمة، كالعيد، حيث يدخل الإقليم عشرات الآلاف من الزوار.

آيدن مصطفى، النقيب في جهاز أمن إقليم كردستان، أكد لمراسل "الخليج أونلاين" وجود اهتمام رسمي كبير في مراقبة الأمن بكردستان، لافتاً إلى "وجود تحديات أمنية كبيرة يواجهها كردستان، خاصة أن الإقليم يحاذي مناطق يسيطر عليها داعش، لذلك علينا تدقيق مستمسكات القادمين من الزوار لمنع حصول خروقات أمنية، وكشف المندسين".

وأضاف مصطفى: "أوعزت القيادة الأمنية إلى جميع السيطرات الأمنية والمداخل الرئيسة لإقليم كردستان بتقديم تسهيلات كبيرة إلى السياح القادمين من بغداد وباقي المحافظات".

وأشار إلى أن "هناك إجراءات لا بد منها، مثل تدقيق هويات السياح، خاصة القادمين من محافظات تشهد عمليات عسكرية؛ وذلك لأن أمن الإقليم فوق الجميع"، لافتاً إلى أن "جميع الأجهزة الأمنية في إقليم كردستان دخلت في حالة التأهب القصوى؛ وذلك لرصد أي عملية اختراق من قبل التنظيمات الإرهابية".

المصدر : الخليج اونلاين

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: