«الإندبندنت»: تفجير «الكرادة».. أبشع هجمات «داعش» لا تحظى باهتمام العالم إن كانت في بغداد

هيئة التحرير 2.2K مشاهدات0

منذ الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003، لم تتوقّف النزاعات الطائفية، وهجمات القاعدة، والآن فظاعات داعش عن تمزيق العراق. صحيحٌ أن الجيش العراقي حقق عددًا من الانتصارات على التنظيم مؤخرًا، من ضمنها استعادة مدينة الفلوجة، لكن داعش لم تتوان عن ارتكاب فظائعها ضد شعب العراق. ولا يبدو أن التفجير المروّع الذي وقع صباح الأمس، الأحد، سيكون الأخير. لكن يبدو أن المجتمع الدولي قد اعتاد العُنف في بغداد منذ أمدٍ بعيد. يستعرِض تقرير بجريدة «الإندبندنت» آخر هجمات الجهاديين المسلحين في أنحاء العالم، وردّ الفعل الفاتر من المجتمع الدولي تجاه أسوأ هجمة نفذتها داعش في الأسابيع الأخيرة.

داعش تتوغّل

 

في أسبوعٍ واحد، نفّذت الجماعات الجهادية 3 هجمات كُبرى في بِقاع مختلفة من العالم. أولّها كان الثلاثاء الماضي، حين هاجم 3 مسلّحين مطار أتاتورك الدولي في تركيا، مطلقين الرصاص على عددٍ من الركاب والموظفين، ليفجروا أحزمتهم الناسفة بعدها. قُتل 45 شخصًا في الهجوم، وسط فزع عالمي إزاء هذا الاختراق لأحد أكثر المطارات المحصّنة في الشرق الأوسط وأوروبا.

ثمّ جاء الدور على دكا، العاصمة البنجلاديشية. احتلّ مسلحون مطعمًا في أحد أحياء المدينة، محتجزين العديد من الرهائن. انتهى الأمر بافتحام السلطات للمكان، ومقتل 20 من الرهائن على يد المسلحين، أغلبهم مواطنون إيطاليون ويابانيون، ومنهم طلاب أمريكيون. أعرب العديد من الخبراء الأمنيين عن قلقهم من التوغّل الداعشي، والانتشار خارج الشرق الأوسط، لتضع الأجانب في خطرٍ داهم في كل أنحاء العالم الإسلامي.

مذبحة كرادة.. مئات الضحايا وردود أفعال فاترة

 

لكن الهجوم على بغداد، يُعدّ أعنف هجومٍ تشهده المدينة منذ أسابيع. في ساعات الصباح الباكر من يوم الأحد، انفجرت سيارة مفخخة وسط حشد من العراقيين في حي الكرادة التجاري المزدحم، مخلّفة عددًا صادمًا من الضحايا: 121 قتيلًا، من ضمنهم العديد من الأطفال. (ارتفع العدد إلى 213 بعد نشر التقرير). المنطقة أغلب سكانها من الشيعة، وهو ما يجعلها هدفًا محتملًا للجماعات السنية المتطرفة، وعلى رأسها داعش.

لكن رد الفعل الدولي على الهجوم لم يرقَ إلى سابقيه في تركيا وبنجلاديش. اعتاد العالم، وفقًا للتقرير، تفجيرات السيارات المفخخة في بغداد، حتى لم يعد الأمر يستثير تغيير الصور الشخصية على موقع فيسبوك، أو كتابة تقارير للصفحات الأولى بالجرائد الغربية، تنعي الضحايا، وتستعرض قصصهم التي وضع التفجير نهايتها المؤلمة.

الغضب الشعبي ينصب على الحكومة

 

ينقل التقرير عن BBC خطًّا زمنيًّا للهجمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم داعش في 2016: في 28 فبراير (شباط)، تفجيران في أحد أسواق مدينة الصدر، راح ضحيتهما 70 عراقيًّا. وفي 6 مارس (آذار)، انفجرت ناقلة وقود عند نقطة تفتيش بالقرب من مدينة الحلة، لتحصد 47 نفسًا. أمّا شهر مايو (أيار) فقد شهد العديد من التفجيرات في مدن السماوة، والصدر، والعديد من المدن الشيعية الأخرى.

في أعقاب انفجار الكرادة، لم ينصبّ الغضب الشعبي تجاه «المتآمرين الأجانب»، أو حتى المسلحين الإرهابيين، وإنمّا على الحكومة في بغداد، التي فشلت في إرساء الأمن في العراق. وينقل التقرير عن أحد سكّان الكرادة قوله:

«ليلة البارحة، كان الشارع نابضًا بالحياة. والآن، رائحة الموت تملأ المكان بأسره».

عبدالرحمن طه – ساسة بوست 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: