الديلي بيست: قصص مروّعة يرويها فلوجيون تعرضوا للتعذيب على ايدي الميليشيات
29/06/2016 6:21 ص 2.3K مشاهدات0

وصفت صحيفة الديلي بيست الأمريكية جانباً ممّا تعرض له أهالي الفلوجة النازحين عقب اندلاع المعارك هناك بأنه مأساة حقيقة، مشيرة في تقرير موسع لها اشتمل على لقاءات مع ناجين من أيدي المليشيات، إلى أن المئات من رجال الفلوجة فروا من قبضة داعش عقب المعارك، ليجدوا أنفسهم في قبضة مليشيات قتلت بعضهم وغيبت البعض الآخر، في حين يروي من نجا منها فظائع عمّا ارتكب بحقهم من قبل تلك المليشيات.
رسول، واحد من بين القلة القليلة من الناجين، تحدث للصحيفة الأمريكية قائلاً إنه شاهد كيف قامت تلك المليشيات بقتل 13 شخصاً أمامه، دون أن يكون لديه القدرة على تذكر أسماء القتلى؛ بسبب التعذيب الذي تعرض له على يد تلك المليشيات.
فظائع ما شاهده رسول من عمليات تعذيب كانت غاية في الغرابة، كما يقول: "لقد تعرضت للتعذيب الجسدي؛ حيث قام أحد عناصر المليشيات بضربي على ظهري بعصا مدببة برأس حديدي، قبل أن يقوم بإطفاء سيجارتين في أذني اليسرى، وعندما فقدت الوعي قام بحرق ركبتي وضربي بقطعة من حديد".
وممّا شاهده رسول قيام أحد عناصر المليشيات بتعذيب أحد المعتقلين، بوضع مسمار في رأسه ثم داسه بقدمه، ثم جاء بمفك البراغي وراح يحفر في رأس الضحية.
أما محمد فلاح، وهو ناج آخر من قبضة المليشيات، فإنه يتحدث عن الضرب المتواصل بالعصي وأنابيب الحديد الذي تعرض له منذ الصباح حتى الليل، بالإضافة إلى شفرات حادة كانت توضع في رأس أنابيب الحديد التي كانوا يضربون بها، مؤكداً أنه شاهد ثلاثة من المعتقلين وقد غادروا الحياة بفعل التعذيب "شاكر كمال الهايس، وشبيب نجم عبد الله عبد، وليث إسماعيل عبيد"، وهي الأسماء ذاتها التي وجدتها الصحيفة في قائمة أعدها مجلس محافظة الأنبار للقتلى على يد المليشيات .
المفارقة، تقول الصحيفة، إن الاتهامات من قبل مجلس محافظة الأنبار أو بعض الناجين الذين تم التواصل معهم، كانت تشير إلى كتائب الإمام علي، وهي مليشيا مدرجة على قوائم الإرهاب الأمريكية، في وقت كانت الطائرات الأمريكية توفر غطاءً جوياً للقوات العراقية وهذه المليشيات وغيرها من أجل استعادة الفلوجة من قبضة داعش.
مجلس محافظة الأنبار أكد أن لديه قائمة من 49 معتقلاً تم إعدامهم من قبل المليشيات، بالإضافة إلى تغييب 643 من الفارين من المدينة، حيث لا يعرف مصيرهم حتى اللحظة.
وتنقل الديلي بيست عن مصادر أمريكية قولها إن لدى واشنطن مخاوف حقيقية من أن تؤدي هذه الأفعال التي قامت بها المليشيات إلى عودة التوتر مرة أخرى إلى الفلوجة بعد استعادتها من داعش، مؤكدين أن واحداً من أسباب سقوط المدينة بيد التنظيم كان التوترات الطائفية التي أحدثتها الحكومة العراقية السابقة برئاسة نوري المالكي.
الديلي بيست التقت بالمسؤول الإعلامي في كتائب حزب الله، جعفر الحسيني، الذي اتهم حكومة الأنبار بأنها تسعى للانتقام من فصيله الذي كان سبباً في قتل 10 آلاف عنصر من عناصر داعش، مبيناً أن فصيله اعتقل عناصر يعتقد أنها تنتمي إلى داعش، وقام بتسليمهم إلى الحكومة العراقية.
ورداً على سؤال عن إمكانية حصول الصحيفة على قوائم بأسماء المعتقلين لديه، تهرب الحسيني، مؤكداً أن هذه القوائم ليست للنشر.
بالإضافة إلى 643 مفقوداً من أهالي الفلوجة خلال المعركة الأخيرة، فإن مجلس محافظة الأنبار يتهم المليشيات بتغييب 1200 مدني، خلال العام الماضي، قرب بحيرة الرزازة خلال اندلاع العمليات العسكرية في الرمادي مركز محافظة الأنبار.
وتشير الاتهامات أيضاً إلى كتائب حزب الله، في وقت أكد المتحدث باسم هذه الكتائب بأن نقطة التفتيش قرب الرزازة فيها جيش وشرطة وليس فقط كتائب حزب الله، وهو الأمر الذي نفاه بشده العقيد يحيى رسول، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، مؤكداً أن القوات الأمنية ليس لديها أي وجود هناك وليس لديها أي معتقل.
وتنقل الديلي بيست عن مسؤول في مجلس محافظة الأنبار، طلب عدم ذكر اسمه، قوله إن مثل هذه العمليات ستؤدي إلى تفاقم الأوضاع من جديد، "قد تعود الأنبار مرة أخرى إلى نقطة الصفر"
المصدر : الخليج اونلاين