دعم ايراني مفتوح للعبادي .. ومعارك الفلوجة لا حسم في الأفق

هيئة التحرير 2K مشاهدات0

تستمر المعارك داخل أحياء وأزقة مدينة الفلوجة، لليوم السابع على التوالي، بلا توقف وسط إصرار حكومي بالسيطرة على المدينة، قبل نهاية شهر رمضان، على الرغم من الصعوبات البالغة في التقدم نحو أحياء الفلوجة الشمالية الغربية (الفلوجة القديمة) التي تمتاز بقدمها وضيق أزقتها، لترتفع بطبيعة الحال فاتورة القتلى من الجيش ومليشيات الحشد الشعبي المشاركة في المواجهات إلى أكثر من 900 قتيل وجريح، منذ اقتحام المدينة قبل أسبوع من محورها الجنوبي، فيما تتحدث مصادر طبية عن آلاف القتلى والجرحى، منذ بدء المعارك، في صفوف القوات المشتركة. في موازاة ذلك، يقول مسؤولون حكوميون، إن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، حصل على دعم عسكري مفتوح من إيران وعلاقته حالياً بها في أفضل حالاتها.

معارك الفلوجة… لا حسم في الأفق

وحول تطورات الساعات الأخيرة في الفلوجة، يقول قائد عمليات الفلوجة، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، إن المعارك داخل المدينة مستمرة مع جيوب مسلحة لتنظيم "داعش". ووفقاً للساعدي، فإن القوات العراقية المشتركة تعمل على استعادة السيطرة على الأحياء الشمالية والشمالية الغربية المحاذية لنهر الفرات (شارع الكورنيش). ويلفت إلى أنّ التقدم بحذر سمة العمليات بسبب الألغام والمتفجرات، لكن في النهاية فإن "داعش" مستنزف بالكامل ولا يمكن له الصمود إلى ما لا نهاية فهو محاصر من أربع جهات، على حد قوله.

من جهتها، توضح مصادر عسكرية عراقية لـ"العربي الجديد" أن المعارك تدور في المناطق الوسطى من الفلوجة أيضاً، وتحديداً في منطقة شارع الأطباء، وشارع الجديد، وساحة النافورة، وقرب ساحة الاحتفالات، وداخل شوارع حي النزال وحي الرسالة.

ووفقاً للمصادر نفسها، فإن الهجمات عبارة عن تفجيرات بقنابل يدوية يرميها مسلحون ثم يختفون أو رشقات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وهي تسقط بشكل يومي مقاتلين من المليشيات والجيش. وتؤكد المصادر أن أكثر من 900 قتيل وجريح من عناصر الجيش والمليشيات سقطوا خلال المعارك داخل الفلوجة، وهو رقم أعلى بكثير من المتوقع من قبل قيادة الجيش. وتشير المصادر إلى "تفوق داعش في قتال أو حرب الشوارع على الجيش والمليشيات بسبب معرفته بالمدينة وتدربه على هذا السيناريو مسبقاً".

أما شمالاً، فتقوم القوات العراقية بالتحشيد على بعد 60 كيلومتراً من مشارف مدينة الموصل الجنوبية والشمالية في محوري مخمور وخازر، وبواقع 20 ألف مقاتل من ألوية المشاة والدروع متحدين مع الآلاف من القوات العشائرية هناك.

وتشير معلومات خاصة حصلت عليها "العربي الجديد" إلى أن القوات العراقية ستبدأ خلال أيام قليلة عمليات عسكرية واسعة تهدف لقضم الأراضي المحيطة بالموصل (مركز محافظة نينوى) واستعادة السيطرة عليها، ومن أبرزها الشرقاط، والبعاج، والجزيرة، باعتبارها عقبات تسبق الوصول الى أسوار مدينة الموصل.

دعم ايراني عسكري وسياسي للعبادي
إزاء التطورات العسكرية الأخيرة التي تصبّ لصالح حكومة، حيدر العبادي، تتناقل أوساط سياسية عراقية ودوائر قريبة من التحالف الوطني الحاكم أن العبادي حصل على دعم عسكري وسياسي مفتوح من طهران وبشكل غير مسبوق لا يشبه سوى الدعم الذي حصل عليه رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، في العام 2010 مع انسحاب القوات الأميركية من العراق.

ووفقاً لوزير عراقي بارز، تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن الأخير حصل على دعم عسكري مفتوح من إيران. وبطبيعة الحال فإنه دعم سياسي كبير على مختلف الأصعدة. ويلفت الوزير نفسه إلى أن "العبادي فتح الباب للحشد الشعبي والحرس الثوري لقيادة جزء كبير من المعارك. كما وافق على مقررات لجنة ترسيم الحقول النفطية في منطقة الفكة شرق محافظة ميسان جنوب العراق الحدودية مع إيران التي تمنح طهران الأفضلية في عمليات الاستخراج من المناطق المنخفضة في الحقل. ويضاف إلى ذلك، قيامه بغض الطرف عن الرحلات الإيرانية إلى دمشق وحملات تجنيد الشبان والمراهقين العراقيين مقابل المال لصالح القتال إلى جانب نظام بشار الأسد والتي تقودها إيران". وبحسب الوزير نفسه، فإن هذه الخطوات جميعها اتخذها العبادي "في غفلة عن الشركاء الآخرين، وبشكل منفرد خلال الأزمة السياسية وانشغال الجميع باقتحام المنطقة الخضراء (في بغداد)".

ويلفت المصدر إلى أن "إيران قدمت، أخيراً، للعبادي 40 شحنة عسكرية مجانية، عبارة عن ذخيرة وسلاح روسي قديم يعود لحقبة الاتحاد السوفييتي. كما قدمت له الدعم في معركة الفلوجة وشارك الحرس الثوري فيها بشكل مباشر". وهو ما يؤكده، أيضاً، مصدر مقرب من دائرة صنع القرار في التحالف الوطني الحاكم لـ"العربي الجديد"، مبيناً أن العلاقة الحالية بين العبادي وطهران "في أفضل مستوياتها". ويقول المصدر نفسه إنه "في السابق كان هناك شد وجذب وريبة من طهران إزاء خطوات اتخذها العبادي وكانت بطلب أميركي أو تصب في صالح الأميركيين، من بينها زيادة عدد الجنود الأميركيين في العراق وقراره السابق التضييق على المليشيات التي ترعاها طهران، لكن حالياً الأمور اختلفت".

ويضيف "يمكن القول، إن العبادي نفذ ما تشتهيه إيران، ولو لم يكن كذلك لاستمرت الأزمة السياسية وواصلت المطالبات بإقالته". ويعتبر المصدر أن "إيران استخدمت زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أو استغلت حراكه في تطويع العبادي لصالحها"، على حد وصفه.

المصدر : العربي الجديد

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: