ما هي قائمة الإرهاب التي سيعتمدها التحالف الإسلامي؟

هيئة التحرير 1.3K مشاهدات0

عسيري

الإخفاقات التي وقعت من قبل التحالف الدولي في مواجهة تنظيم الدولة، فضلاً عن تنامي التمدد الإيراني الصفوي في المنطقة العربية والخليجية، كان دافعاً قوياً لإقدام المملكة العربية السعودية على دعوة الدول الإسلامية إلى تشكيل إسلامي يتصدى للإرهاب عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وفكرياً.

وفي مارس/آذار 2014، أعلنت السعودية أسماء منظمات وحركات اعتبرتها “إرهابية”، ضمت تنظيم الدولة، وجبهة النصرة، وجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وحزب الله اللبناني، والحوثيين، وبوكو حرام، وغيرها من الجماعات والمنظمات.

 تساؤلات عدة حول قائمة الإرهاب السعودية الأولى، وحول إعلان التحالف الإسلامي تصديه للإرهاب من كل طائفة، وهل ستكون القائمة محل ترقب ورصد من قبل قيادات التحالف أم لا؟ وما الوسائل التي سيتخذها التحالف غير التحرك العسكري في التصدي للإرهاب؟

وفي هذا السياق، توقع الدكتور محمد بن سعود البشر، أستاذ الإعلام السياسي رئيس مركز الفكر العالمي عن السعودية، أنه ليست هناك قائمة جديدة تحتوي على أسماء منظمات وحركات مصنفة بكونها “إرهابية”، تكون مستهدفة من التحالف الإسلامي بقيادة السعودية.

وأكد البشر أن هناك جماعات أساسية مصنفة على أنها إرهابية، ولها سوابق تؤكد ذلك، مستشهداً بتنظيم الدولة، وتنظيم القاعدة، وحزب الله اللبناني بصفته ذراعاً إيرانية في المنطقة العربية، بالإضافة لبوكو حرام بنيجيريا، وغيرها، وأما غيرها من الجماعات الأخرى فستكون حسب الظروف ونشاط كل حزب وكل جماعة.

وأضاف البشر أن السياسة ليس لها أعداء دائمون، كما أنه ليس لها أصدقاء دائمون، مؤكداً أنها قاعدة معروفة، ومن ثم، فإن النظر إلى جماعة أو حزب بعينه لوصفه بكونه إرهابياً أمر تقدره الظروف التي يمر بها الوضع السياسي حينئذ.

وضرب البشر مثلاً لتأكيد قوله بذكر جماعة الإخوان المسلمين، فقال إنها كانت مدرجة على قائمة الإهارب يوماً ما في بعض الدول العربية والخليجية، إلا أنه توقع ألا تدرج ضمن قائمة الإرهاب التي سيعمل عليها التحالف الإسلامي الجديد.

ودلَّ البشر على صحة كلامه بالقول إن المواجهة تغيرت الآن، إذ أصبح معسكر الإسلام السني كله في مواجهة ما يُسمى بالمعسكر الشيعي الصفوي في إيران الصليبي الصهيوني.

– القائمة السعودية قابلة للمراجعة

ووفق تصريحات المسؤولين والقائمين على التحالف الإسلامي، قال البشر إنه حتى الآن ليس هناك قائمة مدرجة، وليس هناك وجهة محددة أو تصنيف نهائي، غير أن التحالف سيتعامل مع الحركات والجماعات وفق الظروف والمعطيات والمواقف التي تصنع حالة إرهاب.

وأشار البشر إلى أن القائمة الإرهابية التي ذكرتها السعودية سابقاً، أو القوائم المتبادلة بين الدول، قابلة للمراجعة، لأنها ليست محسوبة على التحالف الإسلامي، وخاصةً أنه إلى الآن لم يصدر قائمة تخصه، وإنما هناك قوائم متداولة عند الغير.

وطالب البشر بالانتظار حتى تخرج القائمة التي تحتوي على الأسماء والحركات المدرجة باعتبارها إرهابية.

– التحالف يُنوع وسائل الحرب

وأكد البشر أن الإعلام سيكون وسيلة للتصدي للإرهاب كفكر، باعتباره وسيلة حرب فكرية، مستشهداً بما قاله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من أن التحالف العسكري سيعمل على محورين؛ المحور العسكري والمحور الفكري، فالمحور العسكري لردع الجماعات المسلحة التي لا ينفع معها الحوار، والمحور الفكري سيوجه لمن تشبع رأسه بالأفكار الإرهابية، بتنفيذ برنامج وقاية عبر مشاركة العلماء والمفكرين والناصحين بتوعية إعلامية عن فكر الإرهاب، وضرره ومخاطره، وغير ذلك، بالإضافة إلى الحوار والمناقشة مع من تشبع رأسه بالفكر الإرهابي والشبهات التي أثرت فيه.

– حملة السَّكينة.. خبرة سعودية ضد الإرهاب

وفي الشأن ذاته، قال رئيس حملة السكينة لتعزيز الوسطية، عبد المنعم المشوح، إن السعودية أدارت تحالف إنقاذ اليمن وتخليصه من المليشيات الإرهابية باقتدار، وهذا النجاح يشجع على تنفيذ تحالف شامل، وإن اختلفت بعض التفاصيل، كما أن النجاح يضفي اطمئناناً محلياً وإقليمياً وعالمياً حول تكامل العملية.

وأكد المشوح ، أن السعودية والتحالف نجحوا على المستوى العسكري، وكذلك الدبلوماسي والسياسي والقانوني والفكري والإنساني، التي تعتبر كلها من أهم عوامل النجاح، بما يعتبر حدثاً تاريخياً حقيقياً.

وأضاف رئيس حملة السكينة أن التحالف الأشمل الذي أعلن عنه يرسم خطَّاً أعمق في محاربة الإرهاب، ويضعنا في المواجهة الشاملة، خاصة أن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أكد في مؤتمره الصحفي أن التحالف سيشمل الحرب والمواجهة الفكرية والإعلامية والتنسيق حول ذلك، وبهذا تكتمل أركان التغيير والتأثير.

– التجارب الفكرية علامة فارقة

وأشار المشوح إلى أن الحرب الفكرية التي ستدخلها السعودية ليست جديدة، وإنما تحمل خبرات متراكمة من قيادة السعودية للمواجهة الفكرية مع الجماعات المتطرفة، ومن ثم فإن واقع التجارب والنجاحات التي حصلت على الأرض دليل كبير على ذلك، داعياً إلى ضرورة التنسيق وتهيئة المبادرات بشكل نوعي ومؤثر بين دول التحالف الإسلامي.

– الإخوان ليسوا كداعش أو القاعدة

وحول إدراج جماعة الإخوان المسلمين وبعض الحركات الأخرى على قائمة الإرهاب، أكد اللواء أنور بن ماجد عشقي، ضابط المخابرات السعودي السابق رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية بجدة، أن جماعة الإخوان المسلمين ليست هدفاً لـ”التحالف الإسلامي” الذي تشكّل ومركزه الرياض.

وأشار عشقي، إلى أن جماعة الإخوان المسلمين ليسوا جميعاً إرهابيين، وإنما الإرهابيون هم من يقومون بإزهاق الأرواح وإتلاف الممتلكات لتحقيق غرض سياسي، غير أنه استبعد أن تقوم السعودية بتغيير قائمة الإرهاب التي أدرجت الجماعة ضمنها منتصف العام الماضي.

وأضاف عشقي، المستشار في اللجنة الخاصة بمجلس الوزراء السعودي، والمقرب من دائرة صنع القرار بالمملكة، أنه عندما يقوم الإرهابيون بعمليات مسلحة داخل دولة من الدول المنضمة للتحالف الإسلامي، فإن التحالف يقوم بدوره بدعم الدولة المتضررة، دعماً عسكرياً ومادياً وغير ذلك، حسب الحاجة، شرط وجود عمل إرهابي مسلح.

وفي السياق، أشار عشقي إلى أن التحالف الإسلامي العسكري قد يستبق الحدث في بعض الأمور، بعيداً عن التدخل العسكري، مثل الحرب النفسية والإعلامية والاقتصادية وغيرها، بعيداً عن إرسالها قوة عسكرية دون الحاجة إليها في الدولة المعنية.

ونفى عشقي أن تكون الجماعات التي أدرجتها السعودية في مارس/ آذار 2014 على قائمة الإرهاب هي التي يسعى التحالف الإسلامي للتصدي لها، مفسراً القائمة السابقة باعتبارهم إرهابيين أُطلق عليهم مصطلح الإرهاب ليتخذ ضدهم بعض الإجراءات، منها عدم التعاون معهم، وخاصةً أن بعض تلك الجماعات لا تمارس الإرهاب على الأراضي السعودية.

ورجّح عشقي أن يعتمد التحالف الإسلامي على قائمة الإرهاب التي أصدرتها الأمم المتحدة والتي ستصدرها الأردن أيضاً، بتكليف من مجموعة الاتصال حول سوريا.

يذكر أن السعودية اعتمدت قائمة للجماعات الإرهابية تضم داعش، والنصرة، والإخوان، وحزب الله السعودي، والحوثيين، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتنظيم القاعدة في اليمن، وتنظيم القاعدة في العراق، في مارس/ آذار 2014.

وقالت وزارة الداخلية السعودية، آنذاك، في بيان لها، إن تلك القائمة وضعت بعد تشكيل لجنة من وزارة الداخلية، ووزارة الخارجية، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ووزارة العدل، وديوان المظالم، وهيئة التحقيق والادعاء العام، تكون مهمتها إعداد قائمة تحدث دورياً بالتيارات والجماعات.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: