وداعا بزيبز .. آمال في عودة الخط السريع الى الرمادي

محمد عبد الرحمن 4.3K مشاهدات0

للوهلة الاولى عند مشاهدة تواتر الاخبار بشان “تحرير” الفلوجة على مواقع التواصل الاجتماعي، واستبشار المواطنين بامل العودة لمنازلهم، وبعد اعلان قيادة العلميات بقرب اعادة فتح الطريق الدولي السريع .. تفكر العديد من العوائل الانبارية بنقل امتعتها عبر الطريق القديم او السريع من كوردستان الى بغداد ومن ثم الى الرمادي والفلوجة، اذ سيصبح بزيبز محط تاريخ الازمات ومعبرا تذكاريا اليما للنازحين على مر السنين القادمة.

وقالت قيادة عمليات بغداد في بيان مقتضب، إن “القوات الامنية والجهد الهندسي تمكنت، اليوم، من فتح وتنظيف الخط السريع المؤدي الى مدينتي الفلوجة والرمادي”.

وبعد سماع الخبر اعلاه، توجهت انظار العوائل النازحة في كوردستان ومناطق اخرى، الى امكانية نقل الامتعة والاغراض عبر الطريق البري الى بغداد، ومن ثم يأمل اعادة فتح الطريق السريع وتسهيل الامور والعقبات امامهم، ونقلها مرة اخرى من بغداد وبصورة مباشرة الى مناطق سكناهم الى الرمادي والفلوجة.

الامال انطلقت لتحلق في السماء .. وتفكير عقل شعب النزوح يتمسك اليوم باي شيء يدعو للحياة نحو امل العودة، فاصبحت العوائل تنظر على العصافير العشرة على الشجرة املا منها في الحصول على واحدة بايديها .. فالاحلام هي الوحيدة التي اصبحت اليوم مجانية وغير ملاحقة قانونياً !.

ويوحي اسم بزيبز للعوائل النازحة .. الكثير من الالم والخوف والحسرة والارهاق، فقد مرت عليهم ايام عجاف على هذا الجسر الصغير وسطرت قصص تاريخية سيحكيها الاباء لاحفادهم لمدى السنين القادمة، حيث الاذلال وحيث الاغلاق بوجه العوائل والاختطافات والاعتقالات وتارة اخرى عدم سماع للانباريين بالعبور ..

لقد اصبح جسر بزيبز اليوم، محط انظار واخبار العوائل الانبارية، هل بزيبز مفتوح اليوم ام مغلق ؟ ما هي اخباره ؟ .. ومع اعلان القيادة المشتركة بشان تحرير الفلوجة، يترقب المواطنون وبشغف .. الاتصالات من الاقرباء بشان اعادة فتح الخط الدولي السريع من بغداد وصولا الى الرمادي.

فالعوائل النازحة المقيمة حاليا في كوردستان يفكرون بالعودة الى الرمادي بعد عيد الفطر، ويفكر البعض الان في امكانية نقل الامتعة والاغراض التي اقتنوها عبر عامين من النزوح؛ الى منازلهم الاصلية في الرمادي التي اصبحت فارغة بفعل السرقات المتتالية، بالاضافة الى تفكير الاخرين بتسهيل الامور وتخفيف السيطرات من بغداد الى مركز الرمادي.

مدينة الرمادي التي تبعد عن العاصمة بغداد 110 كم، كان يصلها المواطن بسيارة الاجرة بحوالي ساعتين عبر الطريق السريع (قبل 2003) واليوم في ظل الانهيارات الامنية والمناطق الساخنة على طول الطريق .. تحول الى رعب العوائل في عبور المواطنين عبر اربعة مناطق متتالية وملتفة حول الصحراء وصولا الى مشارف الرمادي.

ويتوجه المواطن من مركز بغداد الى جسر بزيبز ثم يعبر الجسر الصغير مع امتعته مشيا على الاقدام، ثم يستقل سيارة اخرى الى عامرية الفلوجة عبر الطريق الصحراوي حول الفلوجة، وهو ما يسمى “المكسّر” لوعورة الطريق الترابي، ومن ثم يستقل سيارة اخرى من العامرية الى الخالدية .. عبر طريق يلتف حول منطقة العنكور والحبانية وصولا الى المحطة الاخيرة في مناطق الخالدية حيث من هناك يستقل سيارة اخرى الى منزله في مركز المدينة.

وتتراوح المدة في هذه المحطات الاربع من 6 ساعات الى ثلاثة ايام، في طريق اصبح الموت فيه واردا على كبار السن والعجزة من اصحاب الامراض المزمنة، بفعل حرارة الجو وخطورة الطريق والساعات الطوال، فمرة يغلق بلا سبب لعدة ساعات مما يجعل الاهالي يبيتون في العراء بانتظار افتتاح تلك السيطرة او تلك.. وصولا الى بغداد.

ويبدو ان الامال الجديدة تتوجه اليوم الى نسيان جسر بزيبز ويتامل الكثيرون من اعادة فتح الخط السريع وصولا الى الرمادي وتسهيل وتقليل السيطرات الامنية وتذليل العقبات امام العوائل التي ترنو للرجوع الى منازلها في اقرب وقت، ..

وحتى ذلك الحين .. يفكر المواطن بكلمة “وداعا بزيبز” ليرسم في الافق القريب لعودته من كوردستان مع اهله بسيارة حمولة مع جميع اغراض منزله التي جمعها لعامين خلال فترة النزوح هناك، بدل بيعها في سوق “سورجي” في اربيل بسعر بخس، وبدل شراء الامتعة الجديدة هناك من الرمادي مع تقشف المعيشة وغلاء الاسعار وتقطيع الرواتب.

ولسان الحال يقول “لاتكول سمسم الا تلهم”، حيث يستيقظ ذلك المواطن فزعا على صوت يناديه من صالة المنزل، فلان .. استيقظ من نومك، فأذان الفطور سيحين بعد قليل .. لينهض من فراشه مبتسما على الحلم الجميل ليكون ذلك حلقة النقاش اثناء وجبة الفطور مع الاهل!

%d مدونون معجبون بهذه: