مظاهرات وسط بغداد وحرق مقرات الاحزاب في الجنوب .. والعبادي يهدد

هيئة التحرير 4K مشاهدات0

تظاهر الآلاف من أتباع مقتدى الصدر (زعيم التيار الصدري الشيعي) مساء امس الجمعة، وسط العاصمة بغداد، للمطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط، ومكافحة الفساد في البلاد، فيما أغلقت السلطات الأمنية جميع الجسور والطرق الرئيسة المؤدية إلى “المنطقة الخضراء”، التي تضمّ مقارّ الحكومة، والبرلمان، والبعثات الدبلوماسية منعاً لاقتحامها.

Iraqi security forces stand guard behind barbed wire during a demonstration of supporters of Iraqi Shiite cleric Moqtada al-Sadr to call for governmental reform and elimination of corruption on March 4, 2016 near Baghdad's heavily-fortified Green Zone, where the Iraqi government is headquartered.  / AFP / SABAH ARAR        (Photo credit should read SABAH ARAR/AFP/Getty Images)
وأفاد مراسل “الأناضول” أن الآلاف من أتباع الصدر تظاهروا في ساحة “التحرير” وسط بغداد، للمطالبة بـ”تشكيل حكومة تكنوقراط، ومحاسبة الفاسدين في العراق”.
من جانبها، أغلقت قوات من الجيش والشرطة العراقية، جسري السنك والجمهورية، والطريق الرئيسة المؤدية إلى المنطقة الخضراء (وسط بغداد) بالكتل الإسنتمية والحواجز الأمنية، منعاً لوصول المتظاهرين إلى المنطقة.
ورفع المتظاهرون الأعلام العراقية، فيما ردّد بعضهم شعارات تطالب بمحاسبة نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق، لمسؤوليته عن تمكّن تنظيم “داعش” من السيطرة على مدن الموصل، وصلاح الدين (شمالي) والأنبار(غربي)، قبل عامين.
وكان أنصار زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، هاجموا العديد من مكاتب الاحزاب في المحافظات الجنوبية بالرغم من تهديد زعيم منظمة بدر هادي العامري بردع المتظاهرين الذين يهاجمون مقرات منظمته ووصفهم بالدواعش وسط أنباء عن وقوع مواجهات واصابات بين المتظاهرين وحمايات المكاتب.

حرق مراكز الاحزاب في الجنوب

بينما تتواصل المظاهرات المناوئة للأحزاب السياسية في العراق، أقدمت مجموعات غاضبة أمس على حرق صور رموز دينية مرتبطة بتلك الأحزاب، بينها صور للخميني والمرشد الإيراني علي خامنئي، في مدن ومحافظات بوسط البلاد وجنوبها. وقالت مصادر بأحد المجالس المحلية في المحافظات الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» إن «عمليات الحرق شملت الكثير من مقرات الأحزاب والفصائل، بينها فصائل تابعة لإيران وتوجد على واجهاتها لافتات وشعارات تحمل صور من يقلدونهم من رجال الدين».

20160610_095852-300x168وحذر رجل دين شيعي بارز، هو خطيب النجف صدر الدين القبانجي من حدوث مواجهة شيعية ـ شيعية بعد اتساع نطاق عمليات إضرام النار في مقرات الأحزاب السياسية في عدد من المحافظات الوسطى والجنوبية، ومنها البصرة وذي قار والعمارة وواسط. وقال القبانجي في خطبة صلاة الجمعة أمس إنه «في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات لتحرير الفلوجة نشهد عمليات لإيقاع فتنة في الصف الشيعي لخلق معركة شيعية ­ شيعية»، مبيًنا أن «هناك مجموعات مجهولة الهوية تعتدي على مؤسسات الدولة ومقرات كيانات سياسية وممتلكات عامة، وهذه أعمال مرفوضة ومدانة».

575b039e13146ودخل زعيم التيار الصدري (الشيعي) مقتدى الصدر على خط هذه التطورات، ودعا إلى إبعاد مدينة النجف عن المظاهرات. وقال الصدر ردا على سؤال لأتباعه من أهالي مدينة النجف: «أبعدوا النجف عن التظاهر؛ فلها قدسية ولها ظرفها الخاص، ومن شاء فليتظاهر في بغداد». وأضاف الصدر أن «الضغط على مقار الأحزاب الفاسدة يجب أن يكون سلمًيا سواء في النجف أو في باقي المحافظات».

وكان الصدر قد دعا إلى تأجيل المظاهرات المطالبة بالإصلاح خلال شهر رمضان وانطلاق معركة الفلوجة. بدورها، قطعت الأجهزة الأمنية أمس كل الطرق والجسور المؤدية إلى ساحة التحرير وسط بغداد التي تشهد مظاهرات أسبوعية كل جمعة منذ نحو سنة احتجاجا على الفساد وعجز الحكومة عن تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين. وحذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مما سماها التصرفات «المتهورة» التي تستهدف أي مؤسسة عامة أو مكتب كيان سياسي.

العبادي يهدد المتظاهرين

هدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، يوم أمس الجمعة، بردع اي تجاوز من المتظاهرين على مكاتب حزب الدعوة الإسلامية الذي ينتمي اليه والأحزاب الاخرى، بالتزامن مع تصاعد التظاهرات التي تستهدف مقرات ومكاتب الأحزاب الرئيسية الحاكمة.

222117Image1
وذكر بيان لمكتب العبادي، إنه «في الوقت الذي تتقدم فيه قواتنا الأمنية في الفلوجة، ونحن نقطف الانتصارات المتتالية لنعيد ارضنا المغتصبة إلى حضن الوطن، تقوم بعض الجهات المجهولة بحرق مقار ومكاتب الكتل السياسية تحت غطاء التظاهرات»، محذرا وبشدة من كل التصرفات المتهورة والأعمال الاجرامية التي تستهدف اي مؤسسة عامة او مكتب كيان سياسي، متوعدا بالوقوف» بقوة وحزم لردع المتجاوزين على النظام العام وارواح الأبرياء».
وطالب «قادة الكتل السياسية برفض هذه الأفعال المشينة واستنكارها كما طالب المتظاهرين الوطنيين بإعلان البراءة من هذه الأفعال المتطرفة التي تسببت بوقوع ضحايا واشاعة الرعب والقلق في صفوف المواطنين».
ومن جانبه، هاجم زعيم المجلس الأعلى العراقي، عمارالحكيم، أمس الجمعة، اغلاق متظاهرين لمقرات احزاب وفصائل في الحشد الشعبي، متسائلا : «متى كان الهتك والتشهير والاساءة إلى المؤمنيين منهجا للاصلاح؟»
ونقل بيان لمكتب الحكيم خلال كلمة له امام اتباعه في الامسية الرمضانية الثالثة، قوله ان «لجوء البعض إلى تكسير مقرات المجاهدين هو منطق غريب»، متسائلا «هل يمكن للاصلاح ان يتحقق بوسائل غير اصلاحية ومنذ متى كان الهتك والتشهير والاساءة إلى المؤمنين واتهام جميع المخلصين بالسرقة منهجا للاصلاح؟!».
واعلن الحكيم رفضه لـ«المنطق المكيافيللي الذي يقول ان الغاية تبرر الوسيلة»، واصفا تلك التظاهرات بـ«الفساد لا الإصلاح».

وعلى مدى اليومين الماضيين هاجم المئات من المتظاهرين التابعين للتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر، مقار الأحزاب السياسية في محافظات النجف وكربلاء والمثتى وذي قار، بينها مكاتب حزب «الدعوة» بزعامة نوري المالكي وحطموا الصور الخاصة بالأخير، و»المجلس الأعلى» بزعامة رجل الدين عمار الحكيم، كما أغلقوا مكاتب «كتلة الأحرار»، و»تيار الإصلاح الوطني» بزعامة وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، احتجاجاً على تأخر تنفيذ إصلاحات يطالبون بها منذ أشهر.

المصدر : القدس العربي + الشرق الاوسط

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: