“هالك ايران” وحقيقة الحرب النفسية العكسية التي تخوضها ايران

هيئة التحرير 2.3K مشاهدات0

من هو هالك ايران ؟

سجاد غريبي
سجاد غريبي

انتشرت صور الشاب الإيراني، سجاد غريبي، والذي أصبح يُلقب بـ”هالك إيران”، لضخامة جسمه، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال غريبي في حوار مع وكالة أنباء “فارس” الإيرانية: “بعض أصدقائي الأجانب أطلقوا علي لقب هالك إيران، نظراً للشبه بيني وبين الشخصية الخارقة المعروفة، في حين دافع أصدقائي الإيرانيون عني قائلين أنه يجب عدم تسميته بهذا اللقب، لأنها شخصية فظيعة وهمجية.”

وأضاف غريبي: ” وصل وزني في إحدى المرات إلى 180 كيلوغراماً، ولكن من أجل دخول بطولة ملاكمة وزيادة الضغط على الكبد، قمت بإنقاصه إلى 155 كيلوغراماً.” ووصف الشاب العشريني نفسه بأنه “مسلم شيعي، ودائماً يدافع عن آل البيت، وسجل اسمه في (مدافعين الحرم) لإرساله إلى سوريا، وإذا كنت لائقاً بالطبع سأذهب، وسأقاتل على قدر طاقتي عن الحرمين ووطني.”

وأعلن الشاب العشريني، بحسب الوكالة الإيرانية، أنه جاهز للقتال في سوريا، ولا يمانع في الانخراط في الحرب هناك، وعرف نفسه بأنه “مسلم شيعي”، وأنه سجل اسمه في سجل (مدافعي الحرم) لإرساله إلى سوريا، مضيفا أنه “إذا كنت لائقا بالطبع سأذهب، وسأقاتل على قدر طاقتي عن الحرمين ووطني”.

وأضاف غريبي: “وصل وزني في إحدى المرات إلى 180 كيلوغراما، ولكن من أجل دخول بطولة ملاكمة وزيادة الضغط على الكبد، فقد قمت بإنقاصه إلى 155 كيلوغراما”. ونشر غريبي صورا له من بينها صورة مكتوب عليها “هالك إيران”، ويبدو أنه لا يمانع في إطلاق اللقب عليه.

وتناولت وسائل الإعلام العربية والأجنبية موضوع “هالك إيران” باهتمام مبالغ فيه، ما يشير إلى هدف إيران من تناول الإعلام لها ولتحركاتها في المنطقة، مستخدمة له بوصفه أداة من أدواتها في الحرب النفسية على الخصوم الأعداء.

وانتشرت صور “هالك إيران” في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو الشاب الإيراني الذي أبدى استعداده للانضمام للمليشيات الشيعية المقاتلة ضمن صفوف نظام بشار الأسد.

ورغم أن مصطلح الحرب سرعان ما يجذب الأنظار نحو الأعمال القتالية العسكرية، إلا أن الواقع يشير إلى استخدامه في مستويات أخرى بعيداً عن الأعمال القتالية، أهمها الحرب الإعلامية والنفسية.

مراقبون أشاروا إلى أن ترويج إيران لـ “هالكها” ليس الأول من نوعه، فسبقه محاولات عديدة؛ غرضها بث الريبة والقلق في نفوس المقاتلين، أو الطرف الرافض لوجودها على الأرض، ومنها الإعلان عن إرسالها نحو 80 ألفاً من المقاتلين إلى سوريا، فضلاً عن الإعلان عن مشاركة قوات من عناصر القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، ومشاركة قادة من الحرس في الحرب.

– إيران والحرب النفسية ضد السعودية

التحالف الإسلامي العسكري، ومن قبل العربي، اللذان قادتهما السعودية، كان لهما اهتمام بالغ من قبل إيران، الأمر الذي دفعها للعب حرب نفسية في محاولة لإرباك الطرف الآخر، حيث ردد إعلامها في مرات عديدة أن “أربع دقائق تكفينا لإعادة السعودية إلى العصر الجاهلي”.

واستمراراً للحرب النفسية الإيرانية ضد السعودية فقد استبعد سابقاً المستشار الأعلى للمرشد الإيراني بالحرس الثوري، العميد يد الله جواني، الضغوط السعودية ضد نظام الأسد أن تصل لإرسالها قوات لحسم المعركة على الأرض، ومشككاً -حسب زعمه- في قدرة السعودية على إرسال 150 ألف مقاتل إلى سوريا، وعده نوعاً من أنواع “الحروب النفسية” ليس أكثر.

– الحرب النفسية العكسية

وبرغم الحرب النفسية التي تمارسها إيران، إلا أن صور قتلاها على أيدي جيش الفتح وفصائل المعارضة السورية أدت بدورها حرباً نفسية ضد إيران ومليشياتها، حيث أشار مراقبون إلى وجود عدد كبير من القتلى الإيرانيين، أو ممن يقاتلون تحت لوائها، ولم يُعلن عنهم بعد.

وأرجع آخرون زيارة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إلى ريف حلب الجنوبي، وإعلانه قيادة المعارك هناك، إلى حشد الهمم، وبث الثقة في النفوس، بعدما انتشرت صور القتلى الإيرانيين هناك.

– وسائل الإعلام غير الإيرانية

ولكون الإعلام الإيراني لا يحظى بمصداقية في الشارع العربي والإسلامي السني، فقد عمدت إيران في حربها الإعلامية إلى التوجه للمؤسسات الإعلامية غير الإيرانية، سواء كانت أجنبية بتسريب الأخبار أو بدفع مبالغ، أو بتأسيس منابر إعلامية بمناطق أخرى خارج حدودها، وتحمل صفة ومسمى لا يرتبط بمنظومة إعلامها الرسمي، الذي يضع الخطط الإعلامية لتلك المؤسسات الجديدة بما يخدم أجندتها الرئيسة.

وتحرص إيران في مؤسساتها التي تطلقها بعيداً عنها ألا يكون أشخاصها محسوبين عليها بشكل مباشر، وأن يظهروا بأنهم حياديون.

– شائعات إيران

وفي سياق متصل، أكد الخبير في الشؤون الإيرانية، الدكتور نبيل العتوم، في حديثه مع “الخليج أونلاين”، أنّ الشائعات والأخبار الكاذبة التي تروجها إيران تندرج في إطار الحرب النفسية على السعودية ودول التحالف التي شاركت في عملية “عاصفة الحزم”، وهذا يأتي لسلسلة من التصريحات الكاذبة، والأخبار الزائفة التي تبثها إيران، والتي تنبني على عدة محاور وأهداف؛ وعلى رأسها محاولة الترويج لخلافات بين قوات التحالف الإسلامية، وأن هناك فجوة عميقة بين السعودية وتركيا وباكستان.

ويرى العتوم أنّ الإعلام الإيراني يعمد الترويج لهوة كبيرة بين الرغبة المصرية ودعوة السعودية لمصر بالانضمام في العمليات العسكرية، ومحاولة إيجاد شرخ بالعلاقة بين مصر والسعودية؛ من خلال وسائل إعلام تابعة للنظام الإيراني.

من جانبه يرى الإعلامي ناصر الصرامي، “بأنّ مثل هذه الأكاذيب والإشاعات ليست بالغريبة على الإعلام الإيراني؛ فهذه طريقتهم وديدنهم، التي يسعون من خلالها لنشر الأراجيف والأكاذيب”، منوهاً إلى أنّ “العالم العربي أصبح أوعى وأقدر على فهم ما يدور حوله، ولن تنطلي عليه مثل هذه الإشاعات التي تروجها الماكينة الإعلامية التقليدية التابعة لإيران، مشيراً إلى أنّ هذه الإشاعات تحتمل وجهاً إيجابياً؛ وذلك عبر إظهار مدى التناقض الكبير في تصدر مثل هذه الأخبار والتصريحات الكاذبة من حين لآخر، فهي تفتقد إلى المعلومات والحقائق الصحيحة التي لا يمكن تصديقها”.

المصدر : الخليج اون لاين + BBC عربية

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: