حقائق مغيّبة : السياحة الدينية الايرانية في العراق
31/05/2016 8:14 ص 4.6K مشاهدات0

تعتبر مدينة كربلاء الوجهة الايرانية الاولى لها في السياحة الدينية، كما اعتبرتها جامعة اهل البيت بانها احتلت المرتبة الاولى في مؤشرات السياحة الدينية بين جميع المدن العراقية بأستثناء بغداد، في الوقت الذي قال فيه رئيس القطاع السياحي الخاص في العراق، محمود عبد الجبار موسي، إن السفارة العراقية في إيران تصدر يومياً 6 آلاف تأشيرة زيارة للإيرانيين، مؤكداً أن العدد سيزداد من خلال تفعيل زيارة المعالم السياحية بين البلدين.
وبحسب وكالة أنباء “إرنا” الإيرانية، دعا المسؤول السياحي العراقي، خلال الاجتماع الأول المشترك بين القطاع الخاص السياحي في إيران والعراق، الذي عقد السبت في طهران، إلى منح التسهيلات القانونية بالنسبة للسياح في كلا البلدين، مؤكداً أن ذلك يخدم الصناعة السياحية في العراق.
وبحسب موسى فإن اجمالي عدد السياح الإيرانيين المتجهين إلى العراق، يبلغ 3 ملايين شخص حالياً، معرباً عن أمله في أن يزداد هذا العدد من خلال تعاون البلدين، خاصة القطاع السياحي الخاص، لافتاً إلى أنه تم اختيار10 شركات عراقية و10 شركات إيرانية للبدء في المحادثات الخاصة بهذا المجال.
وأكد المسؤول السياحي العراقي أهمية تعزيز الزيارات الجماعية في الوقت الراهن بين البلدين، مبيناً أنه سيتم تقديم رزم تحفيزية؛ بما فيها خفض أسعار الفنادق وتذاكر رحلات تشارتر الجوية، خاصة بالزيارات الجماعية.
يشار إلى أن الزوار الإيرانيين يقصدون المزارات الدينية “الشيعية” في العراق، لا سيما في مواسم الزيارات التي يقصدونها مشياً على الأقدام من مسافات بعيدة.
ماهي حقيقة زيارة المقدسات ؟
يبدو إن التغلغل الإيراني في العراق وصل إلى مراحل خطيرة حيث ظهر ذلك من خلال استغاثة العراقيين في كل مكان وزمان من هذا التدخل وفي جميع القطاعات في حين الحكومة نجدها صامته تجاه هذا التغلغل الذي يأخذ إشكالاً مختلفة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية وغيرها.
وتفيد مصادر اقتصادية إن النظام الإيراني يسعى للسيطرة الاقتصادية في الأماكن المقدسة من اجل تمرير أجندته السياسية التوسعية وعد اقتصاديون ان حكام ايران يريدون توجيه ضربة قوية للاقتصاد العراقي المحلي عبر تشغيل شركات إيرانية في المدن المقدسة لتكون واجهة هذا النظام في أي محادثة سياسية مستقبلاً في حالة انهيار عملاءه وأزلامه في العراق.
ولاحظ المراقبون ان الحكومة الإيرانية تحاول جاهدة للسيطرة على السياحة الدينية في العراق وإيران لانها تدر عليها أموالاً طائلة تنافس أموال النفط.
وفي هذا الجانب اتهم أصحاب الفنادق في كربلاء هيئة الحج والزيارة الإيرانية وشريكاتها بالسيطرة على المدينة وفرضها لشروط صعبة فيما يتعلق بإيواء وسكن الزوار الإيرانيين للمدينة فيما يزعم قنصل النظام الإيراني في كربلاء أن زيارات مواطنيه لها تسهم بتطوير أوضاعها الاقتصادية لافتاً عن وجود تراخيص منحتها الداخلية العراقية بموجب اتفاق مع شركات أمنية خاصة لتأمين حماية الزوار الإيرانيين.
ويدخل بحسب ما تؤكده جهات رسمية عراقية ما لا يقل عن مليون ونصف إلى مليوني زائر إيراني سنويًا إلى العراق وتنظم دخولهم هيئة الحج والزيارة الإيرانية عبر شركة سياسية شريكة اسمها (شمسا)، فيما اعتبرها اعلاميون ان تلك الارقام مبالغ فيها وسط تجييش اعلامي لنشر التشيع في العراق.
وتتركز زيارات الإيرانيين بالدرجة الأولى على المراقد الدينية في كربلاء والنجف تأتي بعدها الكاظمية في بغداد ومن ثم سامراء. 24 دولارا باليوم مقابل المبيت و3 وجبات وخدمات أخرى ويقول مدير فندق سفير كربلاء كاظم خضير عليوي “إن “هناك شركة شمسا الإيرانية تسيطر على كل ما يتعلق بالزوار الإيرانيين الذين يصلون إلى كربلاء والذي يصل عددهم إلى نحو 2500 زائر يوميا”.
ويبين عليوي أن “شركة شمسا توزع هؤلاء الزوار على الفنادق في المدينة وفق اتفاق سابقاً معها على أن تعطيها حصة مالية على كل زبون” لافتا إلى أن “شركة شمسا بدأت تفرض أسعارا محددة على الفنادق بما يجعل عملها غير ذي جدوى أو في الكثير من الأحيان خاسر”.
يوضح صاحب الفندق أن “الشركة الإيرانية السياحية تحصل على أغلب الأرباح من عائدات السياحة وخاصة الفنادق” ويتساءل بحسرة “فهل يعقل أن يوفر صاحب الفندق المنامة وثلاث وجبات غذائية في اليوم ويتحمل مصاريف الكهرباء والماء وغسيل الملابس مقابل 24 دولارا يوميا تعطيها له شركة شمسا عن كل زائر”. ومعلقاً بالقول “مثل هذه الأسعار غير موجودة في العالم بأسره”.
ويؤكد العليوي أن “أسلوب تعامل الشركة الإيرانية هذا متبع منذ فترة ليست بالقصيرة إلا أن أصحاب الفنادق لا يستطيعون فعل شيء بسبب اقتصار زوار المدينة على الإيرانيين”. إلا أن عليوي يلفت إلى أن ما يزيد من معاناة أصحاب الفنادق في كربلاء هو أن “هيئة الحج والزيارة الإيرانية لا تدفع لنا مستحقاتنا إلا كل ثلاثة أشهر”.
ويضيف أنهم “يقومون بتفتيش مرافق الفندق ويقرون صلاحيتها من عدمها”، واصفاً التعامل بهذا الشكل بأنه “جريمة بحق أصحاب الفنادق السياحية”.
وترى رابطة أصحاب الفنادق في كربلاء أن سببه انعدام وجود السياح من دول أخرى مثل البلدان الخليجية ولبنان وغيرها يمثل عاملاً سلبيًا على قطاع السياحة في العراق ويعطي للشركات الإيرانية حرية التحكم بالأسعار من دون وجود أي منافسة.
ويقول رئيس رابطة الفنادق العراقية في كربلاء محمد صادق الهر “إن منح تسهيلات للشركات في الدول الخليجية والعربية والإسلامية مماثلة للتسهيلات التي تحصل عليها الشركات الإيرانية سيخلق جو من المنافسة وبالتالي يمنع الشركات الإيرانية من احتكار الأسعار وفرضها على الفنادق”.
ويلفت الهر إلى أن “العديد من المواطنين العرب والخليجيين بدأوا يتوافدون على مدن كربلاء والنجف خلال السنتين الماضيتين” إلا انه يستدرك بالقول إن “أعدادهم لا يمكن مقارنتها بأعداد الإيرانيين فلا يمكن أن يشكلون منافسة”.
ويطالب الهر بـ”تسهيل إجراءات موافقات الدخول إلى البلاد (الفيزة) وإنشاء مطار كربلاء الدولي” معتبرًا أن ذلك “سيمنح أصحاب الفنادق حرية بفرض أسعار يرونها مناسبة بما يمكنهم من كسب الأموال التي يمكن أن يوظفونها بالتالي على تطوير القطاع بأكمله وإضافة خدمات سياحية جديدة”.
وتدافع إيران من جانبها عن تواجدها في كربلاء واعتبرت أن زيارات مواطنيها للأماكن المقدسة في العراق تعود بشكل ايجابي على الأوضاع الاقتصادية فيه واعتبرت الحديث عن كربلاء أصبحت مدينة إيرانية بأنه وصف غير منطقي منتقدة إجراءات الجانب العراقي على الحدود.
وزعم القنصل الإيراني في كربلاء أبو الفضل محمد علي خاني “إن “الحديث عن وجود تدخلات أو سيطرة من الجانب الإيراني على مدينة كربلاء أمر غير صحيح وغير منطقي”.
ويضيف خاني “كما أن الحديث عن أن كربلاء أصبحت مدينة إيرانية أمر غير منطقي”. وادعى ان “تواجد إيران في كربلاء وغيرها من المدن العراقية من خلال زيارات مواطنيها للأماكن المقدسة يعود بشكل ايجابي على الأوضاع الاقتصادية في العراق” مبينًا أن “أكثر من مليون ونصف المليون إيراني يدخلون العراق وينفقون أموال طائلة فيه خلال زياراتهم العتبات المقدسة”.
ولا يكتفي القنصل الإيراني في كربلاء بالدفاع عن تواجد بلاده في العراق إذ يعرب عن عدم رضاه عن بعض الأمور التي يعاني منها الإيرانيون الداخلين إلى العراق منتقدا بهذا الإطار الإجراءات التي تتخذها الحكومة العراقية على الحدود من تأخير للزوار الإيرانيين مع سوء خدمات الراحة لاسيما الخدمات الصحية فيها”.
ويلفت القنصل الإيراني إلى أن “هناك اتفاقا بين العراق وإيران حول تنظيم حجم الوفود السياحية الزائرة للأماكن المقدسة بما يضمن سلامتهم وانسيابية تحركاتهم”.
ويكشف خاني عن “اتفاق مع شركات أمنية خاصة لديها تراخيص من وزارة الداخلية العراقية لتأمين حماية الزوار الإيرانيين” متوقعًا أن تقوم هذه الشركات في المستقبل بتقديم خدمات أفضل للزوار” بحسب قوله.
المصدر : الخليج اون لاين + موقع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية