رموز اللوبي الصهيوني: نتمنى الهجوم على إيران بأقرب وقت

هيئة التحرير 1.5K مشاهدات0

تأليف: باولو سنسيني
ترجمة وتحرير: مالك الواسطي
 
تقدمة المؤلف
 
إن الاحداث التي نعيشها اليوم والتي تمثل لنا “حاضرنا المعاش” ، تظهر لنا اليوم أكثر ضبابية وعتمة وكأنها محاطة بهالة من الغموض وعدم الفهم. فحاضرنا قد نجده اليوم خاضعا لوسائل الاعلام التي يستطيع اصحابها أن يقنعوا الآخرين بما يرونه هم دون غيرهم حتى وان كانت تلك الرؤى غير متطابقة والواقع نفسه.
إذ يكفي أن تقوم المؤسسة الاعلامية بـ”تكرار” الخبر على العامة لتتمكن من اقناعهم بما تريد. فالأيديولوجيات أو “القص الايديولوجي” الذي كان السمة الاكثر شيوعا في حياة العصر ابتداء من منتصف القرن التاسع عشر حتى بداية الالفية الثانية والذي كان محور الاحداث المؤثرة في حياة المجتمعات أي في حياة الملايين من البشر لم يعد اليوم المصدر الرئيس الفاعل في صياغة الاحداث وتفاعلها.
 
وقد ضربت اسرائيل في شهر أيلول – سبتمبر من عام 2007م ما زعمت بأنه موقع لتطوير الاسلحة النووية السورية، إذ شنت الطائرات المقاتلة الحاملة لنجمة داود هجوما مسلحا على موقع بالقرب من قرية تل عبيد الواقع في القسم الشمالي من سوريا والقريب من الحدود التركية وسميت هذه العملية العسكرية بـ Orchard الا أن سوريا قد تمسكت بالصمت ولم تجر الى صراع عسكري مع الدولة الاسرائيلية.
وقد زار مفتشي الطاقة الذرية الدوليين المنطقة واجروا تفتيشا دقيقا لها لكنهم لم يعثروا على أي دليل يؤكد مزاعم الدولة اليهودية. وقد اعاد الطيران الاسرائيلي الكرة في 30 من كانون الثاني عام 2013م حيث قام باختراق الاجواء السورية ومهاجمة مركزا للبحوث العلمية في منطقة جمرايا الى الشمال من مدينة دمشق وأدت هذه العملية الى قتل فنيين من العاملين في ذلك المركز وجرح خمسة اخرين.
وقد جاء هذا الحادث الذي لا مبرر له متزامنا وزمن افتتاح مؤتمر جنيف الذي كان يهدف الى اقرار اتفاق نهائي للصراع القائم في سوريا وكانت جميع المؤشرات تأكد موافقة المعارضة السورية المتمثلة بلجنة التنسيق الوطني السوري والحكومة السورية على بنود الاتفاق اضافة الى موافقة مجموعة من الشخصيات العربية والغربية الممثلة لـ 36 بلدا مشاركا في المؤتمر.
فالهجوم الاسرائيلي على سوريا ربما كان يهدف الى منع أي حوار ممكن لسوريا مع جهة اخرى حتى وان كانت تلك الجهة المعارضة السورية نفسها. والهجوم قد يهدف ايضا الى جر سوريا الى مستنقع حرب مفتوحة توسع من دائرة الصراع القائم في المنطقة؟ من يدرك تلك الابعاد!
 
ومن الحقائق التي بثتها القناة التلفزيونية الاسرائيلية (القناة 10) ، هي أن طائرات عسكرية سورية قد حلقت في الخامس من شباط فوق مدينتي حيفا وتل ابيب وقامت برمي منشورات على السكان تقول فيها:” نستطيع أن نضرب إسرائيل حيثما اردنا ووقت ما نريد. الصقور السورية” . وهذا الاختراق السوري للأجواء الاسرائيلية قد اثار حديثاً واسعاً عن مدى فاعلية الدفاعات الجوية الاسرائيلية وكذلك عن قدرة راداراتها في الكشف عن طائرات معادية فان اختراق الطيران السوري للأجواء الاسرائيلية وكشفه من قبل الرادارات يعني تفعيل الدفاعات الجوية الاسرائيلية واسقاط تلك الطائرات الا أن شيئا من هذا القبيل لم يحدث!
 
ومن التحليلات التي تم طرحها حول الهجوم الاسرائيلي في كانون الثاني هي أن اسرائيل قد ارادت بهذا الهجوم ايقاف هجوم بدأته القوات السورية الحكومية في منطقة داريا وذلك لوجود أربعة اسرائيليين يقومون بمهمة التنسيق والتخطيط لعمليات تقوم بتنفيذها قوات الجيش الحر المعارض في تلك المنطقة أو أن العملية قد جاءت نتيجة استيلاء الجيش السوري على معدات عسكرية اسرائيلية متطورة انتزعها من المعارضين له وحملها الى مراكز البحوث لتفكيكها وتحليلها كما أن الاسرائيليين كانوا خائفين من أن تنقل الحكومة السورية هذه الاسلحة الاسرائيلية المتطورة الى ايران أو الى روسيا لدراستها وتفكيكها.
 
ومن المحللين من يرى بأن الهجوم الذي قامت به طائرات اسرائيلية تحمل نجمة داود على الاراضي السورية في الايام 3 و 5 من شهر أيار عام 2013م ما هو الا محاولة في تدريب الطيارين الاسرائيليين وتحضيرهم لهجوم اسرائيلي متوقع على ايران.
 

الدوافع المانعة لمهاجمة إيران

 
لقد عملت الولايات المتحدة ضمن ستراتيجيتها الجيوسياسية على تطبيق سياسة “الاحتواء” لإيران والحد من تطورها التكنولوجي وزيادة تأثيرها على منطقة دول الخليج. هذا المبدأ هو ما يفسر دعم الادارة الامريكية زمن ولاية رونالد ريغن Reagan الهائل لصدام حسين خلال الثمانينات من القرن المنصرم عندما لاح في الافق امكانية إيران العسكرية من دحر واسقاط حكومة صدام حسين.
وقد اتصفت تلك الحرب التي دارت ثمانية اعوام بأقسى حرب دموية شهدها البلدان وكان هدف الولايات المتحدة هو الابقاء على حالة التوازن بين الطرفين المتنازعين دون أن يحقق أي منها نصرا نهائيا في الحرب. وهذا ما يمكن قوله عن اسرائيل التي كانت تعيش حالة من القلق مصدرها تكمن في قدرة إيران من أن تصبح قوة مؤثرة في منطقة الشرق الاوسط.
لان القوة الايرانية ضمن جغرافية منطقة الشرق الاوسط من الممكن لها أن تمثل على المدى البعيد تهديدا واضحا لستراتيجية اسرائيل وطموحها في أن تكون الدولة المهيمنة الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط. فإن رؤية إيران وهي تمتلك سلاحا نوويا يخلق لدى القادة الاسرائيليين كابوسا مرعبا ملازما لهم يصعب التخلص منه.
فالجمهورية “الاسلامية” في إيران لو تمكنت من ذلك فهذا يعني اجهاض كامل لحلم اسرائيل وستراتيجيتها في ان تكون الدولة المهيمنة على العالم الاسلامي كما يعني كذلك الوقوف بوجه طموحاتها في منطقة الشرق الاوسط. لذلك سارع بنيامين نتنياهو بالتصريح عن موقفه عبر صياغة مقارنة بين اسرائيل وايران قائلا:” ها نحن نعود بالزمن الى الوراء الى عام 1938م ، فاليوم تتماثل اسرائيل ببولونيا في الوقت الذي يكون فيه احمد نجاد الصورة الجديدة لهتلر”.
فهذا الاسلوب في وصف القادة الاسرائيليين لأعدائهم قد أصبح سمة يشترك بها جميع سياسي الدولة اليهودية. فظهور إيران كدولة مؤثرة في منطقة الشرق الاوسط لم يعد كابوسا مرعبا على اسرائيل فحسب بل امتد ليكون كذلك بالنسبة لدول اخرى وذلك لان إيران التي يقودها آيات الله هي دولة شيعية المذهب مما يؤدي تأثيرها في المنطقة الى تغيير في العلاقات المتجذرة عبر التاريخ بين السنة والشيعة وهذا ما يثير قلق الكثير من القادة العرب وخاصة في دول كالعربية السعودية وقطر والبحرين وعمان والكويت والامارات العربية وهذه البلدان مجتمعة قد عملت وتعمل بكل جهد على تقليل امكانية أن تصبح إيران القوة المهيمنة في منطقة الشرق الاوسط.
 
وقد عملت اسرائيل واللوبي اليهودي الامريكي في السنوات العشرين الاخيرة على توريط الولايات المتحدة في تنفيذها لأنشطة سياسية فاشلة في مواجهة إيران اضافة الى أن جميع الحوارات التي تدور في اروقة الادارة الامريكية هي من صنيع اللوبي اليهودي وتهدف الى اقرار استخدام القوة العسكرية في تدمير وازالة المفاعل النووي الايراني.
وهذه النقاشات النظرية الحربية لسوء طالعها لم تتمكن من ايقاف الطموحات النووية الايرانية. فإسرائيل ومؤيدوها من الامريكان قد واصلوا رغم ذلك نشاطاتهم في دعم تلك الفكرة والترويج لها خلال التسعينات من القرن المنصرم أي خلال ولاية الرئيس كلنتون حيث تمكنوا آنذاك من اقناع الرئيس في التمسك بسياسة الند والعداء لإيران بالرغم من أن السياسة الايرانية كانت تصب في تحسين علاقاتها مع واشنطن.
وقد مارس اللوبي اليهودي الامريكي الضغوط ذاتها في زمن ولاية الرئيس بوش وبالتحديد في شهر كانون الاول من عام 2006م حيث قام اللوبي الاسرائيلي واسرائيل بإفشال جميع المحاولات الداعية الى فتح حوار مع إيران. وقد كانت نشطات هذه المجاميع اليهودية لا يتعدى شعار (القنبلة القنبلة القنبلة الايرانية).
ومن الجدير ذكره أن الدولة الاسرائيلية قد رغبت فيما تشهده منطقة الشرق الاوسط من حروب متعددة أن تقوم الولايات المتحدة بإعلان الحرب بدلا عنها على الرغم من أن القادة الاسرائيليين ومؤيديهم لا يستثنوا قيام الدولة الاسرائيلية بالمهمة مباشرة شريطة أن تغض الولايات المتحدة النظر عما تقوم به اسرائيل.
ومن اجل الوصول الى هذا الهدف حثت اسرائيل مجموعة AIPAC بتحرير وثيقة من 74 صفحة والترويج لها في واشنطن تؤكد على أن إيران تمثل تهديدا ليس لإسرائيل فقط بل للولايات المتحدة وللغرب بشكل خاص.
 
وبعد إحتلال بغداد وبالتحديد في الايام الاخيرة من شهر نيسان من عام 2003م، نسبت صحيفة Haaretz الاسرائيلية الى السفير الاسرائيلي في واشنطن قوله:” لابد من اسقاط حكومة إيران ايضا، فإن سقوط صدام حسين عمل غير كاف.” وقال ايضا: ” وعلى الولايات المتحدة أن تقتنع في القيام بذلك فإننا لم نزل نتعرض الى تهديد واضح وبمستوى ذات الخطورة وهذا التهديد يأتي من سوريا كما يأتي بشكل خاص من إيران”.
وفي الايام اللاحقة قامت مجموعة من المحافظين الجدد بنشر مقالات متعددة تحث الولايات المتحدة على ضرب إيران عسكريا وهذه المجموعة من المحافظين الجدد هي ذات المجموعة التي اقنعت الادارة الامريكية على مهاجمة العراق واحتلاله. وفي احدى المقالات التي تشجع الادارة الامريكية على استخدام القوة ضد إيران نقرأ:” لا يوجد هناك وقت كاف للحلول الدبلوماسية ” ـ يقول Michael Ledeen ويضيف:” وعلينا مواجهة هؤلاء الارهابين الآن فإن إيران تعد اليوم لنا فرصة لا تتكرر ففي مواجهتها نصر تاريخي لنا”.
بينما يقول Patrick Clawson من معهد WINEP:”وقد نستطيع عبر هذه الحرب أن نحقق اهدافنا النبيلة”. ويضيف:” وعلى الولايات المتحدة واسرائيل أن يجدوا حجة حتى وإن كانت واهية من اجل اعلان الحرب على إيران”. وفي تموز من عام 2003 أقر البرلمان الامريكي ومجلس الشيوخ قرارات تحت مسمى “قوانين من اجل الديمقراطية في ايران” وقد روج لهذا القرارات الجديدة ودعا الى تأييديها كل من التجمعات والمؤسسات التي جاءت تحت مسميات: AIPAC و JINSA وAJC والتجمع الديمقراطي الايراني الذي شارك في تأسيسه كل من Morris Amitay من مؤسسة JINSA و Michael Ledeen من تجمع AEI .
وقد دفع الحصار والمقاطعة الاقتصادية التي قادتها اسرائيل على إيران الى تقرب إيران أكثر من روسيا والصين وفنزويلا وبلدان الـBRICS التي تضم كل من (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا) لكن اسرائيل بالمقابل قد تمكنت من تحقيق ما كانت تسعى اليه أي احباط المحاولات الداعية الى فتح حوار امريكي ايراني حتى أن احتمال التفكير في ذلك أو اقتراحه على الادارة الامريكية قد اصبح بمثابة تهديد واضح لوجود اسرائيل.
ومن الغريب ذكره ان حملة الحصار الاقتصادي والمقاطعة لإيران التي كانت من الانشطة الرئيسية لدولة اسرائيل حيث تمكنت اسرائيل من ايقاف التبادل الاقتصادي بين الدول الاوروبية وإيران لكنها أي اسرائيل واصلت شراء ما تحتاجه من سلع الايرانية عبر وسطائها.
 
وقد كشف الصحفي Seymuor Hersh بداية عام 2005م عن وجود تحرك وتعاون نشط بين اسرائيل والولايات المتحدة يهدف الى وضع برنامج مشترك لهجوم متوقع على الجمهورية الاسلامية في إيران حيث اشار الى:” قيام بعض موظفي وزارة الدفاع برئاسة Douglas Feith بالعمل مع مخططين ومستشارين اسرائيليين في وضع مخطط بياني يبين مستوى تطور الاسلحة النووية والكيمياوية الايرانية ووضع مخطط يحدد مواقع تلك المراكز لضربها وتدميرها حال الاقرار في القيام بذلك.
وفي ذات الوقت كان البنتاغون يقوم بأنشطة تجسسية على الاراضي الايرانية عبر عملائه من اجل تحديث المعلومات ووضع مخطط تفصيلي لهجوم محتمل على إيران. وقد وضعت إيران في موقف حرج عندما طلب منها وبصيغة ابتزاز واضح أن تلتزم بالتوقف عن اتباع سياسة تطوير قدراتها في مجالات الطاقة بحجة الحفاظ على نظافة البيئة والا فإنها ستكون متهمة بإصرارها على انتاج القبلة الذرية التي ترغب في استخدامها ضد الدول الصديقة للغرب.
وقد وصف الوزير الاول لإسرائيل Ehud Olmert في خطاب له امام الكونغرس الامريكي شهر أيار من عام 2006م ايران بانها:” اصبحت تمثل كابوسا يشبه العبودية في الماضي البشري كما أن ايران اليوم تعني ما انتجته الحرب العالمية الثانية من مآس وايران تعني ايضا الـ Gulag السوفيتي واضاف قائلا: ” إن ايران اليوم لا تمثل تهديدا لإسرائيل فقط بل إنها تمثل تهديدا لأمن وسلامة العالم كله”. وقد ذهب في خطابة الى القول:” نحن ننتظر أن تقوم الولايات المتحدة بدورها الرئيسي في منع أن تتمدد هذه الغيوم السوداء لتغطي جميع مناطق العالم”.
 

إقرار مشروع

 
ونتيجة لهذا كله ، قام الكونغرس الامريكي عام 2006 بإقرار مشروع “البرنامج الديمقراطي لإيران” وقد خصص مبلغ 75 مليون دولار لتنفيذ هذا المشروع من خلال دعم المنظمات السرية الايرانية المعارضة للحكم الاسلامي وقد استجد دعم هذا البرنامج عام 2008م بمبلغ 60 مليون دولار و65 مليون دولار عام 2009م.
وقد تعرضت الخلافات القائمة بين ايران والولايات المتحدة لتطور جديد عندما تحدث الرئيس احمد نجاد اثناء حكمه في مؤتمر عقد في العاصمة طهران عام 2006م حول “المحرقة اليهودية” قائلا:” كما اختفت قوة الاتحاد السوفيتي ستختفي قوة التيار الصهيوني” . إن الرئيس احمد نجاد في حديثه هذا أراد ايضاح فكرة الدورة التاريخية للأحداث ولم يكن متحدثا عن الشعوب أي أنه اراد القول بأن انهيار البنية السياسية التي سمحت لروسيا أن تكون حلفا مع جزء من اوربا دام أكثر من سبعين عاماً لا يمنع حسب رأيه هذا من أن تتعرض السلطة الصهيونية العالمية الى انهيار وتغيير جذري وهذه سمة الحياة ذاتها في فكرة ” المتغيرات التاريخية”.
 
فالرئيس احمد نجاد لم يكن في خطابه امام المؤتمرين مصرحا بأفكار تعادي السامية كي يتهم بها من قبل وسائط الاعلام الاسرائيلية التي اعتمدت من قبل وسائط الاعلام الاخرى فالحقيقة تشير الى أن اقلية يهودية يتجاوز عددها الـ25 الف شخص لم تزل تعيش في ايران كما إن آية الله خميني قد افصح آنذاك عن وجود هذه الاقلية التي الزم الجمهورية الاسلامية الايرانية بحمايتها واحترامها.
فاليهود في إيران يعيشون حياة طبيعية كباقي المواطنين من ديانات اخرى اضافة الى أن هذه الجالية تمارس طقوسها الدينية بشكل طبيعي في إيران ولها ممثل في البرلمان الايراني غير أن هذه الحقائق قد غابت كليا عن وسائط الاعلام في الغرب اضافة الى هذا كله فإن المؤتمر المنعقد في طهران قد شارك فيه 67 باحثا يهوديا في حقل التاريخ.
 
ولم تفلح هذه الضجة الاعلامية مرة اخرى على دفع الولايات المتحدة من شن حرب مفتوحة على إيران مما دفع بالراغبين في ذلك الى تسريب معلومات لوسائط الاعلام العالمية على قيام مجموعة من الطيارين الإسرائيليين بتدريبات عسكرية مكثفة تهدف للتحضير بقيام هجوم عسكري على مواقع المفاعلات النووية الايرانية.
وقد تكررت هذه التدريبات في شهر تشرين الاول من عام 2012 أدت الى أن تهاجم الطائرات الاسرائيلية مواقع في مدينة الخرطوم السودان التي تبعد عن اسرائيل بـ 1.900 كم بحجة كونها مواقع عسكرية تنتج الاسلحة لصالح إيران. وكان هذا الهجوم بمثابة انذار للدولة الايرانية واخبارها بجاهزية الدولة اليهودية في قرب قيامها بهجوم مباشر على المفاعل النووي الايراني.
 

إلتزام الصمت

 
وعلى أثر هذه الحادثة لم تكشف الحكومة الاسرائيلية عن نواياها بل التزمت الصمت مختصرة قولها:” بأن حكومة السودان حكومة إرهابية تدعمها إيران”. بينما تركت الحديث عن تفاصيل الحادثة للخبراء العسكريين الذين ظنوا بأن هذه العملية العسكرية ما هي الا محاولة تجريبية لهجوم مستقبلي مباشر على إيران من اجل تدمير المفاعلات النووية الايرانية.
وقد تقدمت الدولة السودانية إثر وقوع هذا الهجوم عليها بطلب للأمم المتحدة دعت فيه الى ادانة اسرائيل كما أعلن البرلمان العربي تضامنه مع الدولة السودانية متهما اسرائيل تجاوزها لسيادة الدولة السودانية وتجاوزها للقانون والاعراف الدولية الا أن الطلب المقدم من قبل دولة السودان وكذلك اعلان التضامن العربي لم يجدا آذانا صاغية لهما كما لم تشر وسائط الاعلام لهما أو تذكرهما لهذا اختفى هذا الحادث عن انظار الجميع كما لو أنه لم يقع قط.
 
ومن جانب اخر نرى أحد رجالات اللوبي اليهودي وواحد من الاسماء الاكثر بروزا في فريق المحافظين الجدد Norman Podhoretz يتحدث عن نشاطات فريقه بالقول إن قدرة الفريق من السيطرة والتأثير على الادارة الامريكية يصب في تنفيذ استراتيجية جميع التجمعات المؤيدة لإسرائيل أي الهجوم على إيران، فهو الذي صرح قائلا: ” أتمنى وادعو أن يحدث الهجوم على إيران بأقرب وقت”.
كل هذا يدفعنا الى التساؤل عن الاوليات التي تلتزم بها السياسة الامريكية وعما يدور من أحاديث في اروقة الكونغرس الامريكي. والاجابة على هذا التساؤل تتضح جلية عندما تقدم Chuck Hagel بتولي منصب السكرتير الجديد لوزارة الدفاع بدلا عن Leon Panettaوبدعوة من الرئيس باراك أوباما في ولايته الثانية.
وكما هو معرف في اعراف تولي المناصب المهمة في الادارة الامريكية أن تقوم لجنة من مجلس الشيوخ في الاستماع اولا الى المرشح ثم الاقرار بقبول ترشيحه لذلك المنصب. ففي جلسة الاستماع تعرض المرشح من قبل اللجنة الى الاتهام بعدم قدرته وضعفه في ادارة شؤون وزارة الدفاع وكانت الاسئلة الموجه له ذات طابع سياسي بدلا من ان تكون ذات طابع عسكري وهذا ما يعكس ما كانت عليه الاوضاع السياسية غير الواضحة والمهيمنة على مركز القرار السياسي في واشنطن.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: