استقرار العراق : مفتاح امريكا لحل مشاكل الشرق الاوسط
13/05/2016 11:55 م 1.8K مشاهدات0

كتب المفاوض الأمريكي السابق دينيس روس مقالا في 8/5/2016 بمجلة «بوليتكو» تساءل فيه عن السبب الذي يدعو قادة منطقة الشرق الأوسط شد الرحال إلى موسكو وليس واشنطن.
مع أن أمريكا لديها تأثير في المنطقة أكثر من روسيا، فهي تحتفظ بـ 35.000 جندي ومئات المقاتلات والسفن الحربية ولديها قواعد عسكرية مقارنة بالوجود العسكري الروسي الذي لا يتعدى قاعدتين عسكريتين في سوريا والفي جندي و50 مقاتلة. ومع ذلك يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زعماء من المنطقة أكثر مما يستقبل الرئيس باراك أوباما. فقبل أسبوعين زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موسكو، وهي الثانية منذ خريف 2015.
ويخطط الملك سلمان بن عبد العزيز للقيام برحلة إلى روسيا قريبا فيما قام بالرحلة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدد آخر من زعماء المنطقة. ويتساءل روس عن سبب هذا، قائلا إنه يستمع في زياراته المتكررة للمنطقة كلاما مثل إن إسرائيل وقادة المنطقة العرب لم يعودوا يعولون على أوباما..
القوة تفصح عن نفسها
والجواب واضح، فالمفهوم يحمل معاني أكثر من القوة الحقيقية، وأظهر الرئيس بوتين أنه مستعد لاستخدام القوة العسكرية أكثر من أمريكا.
فتدخله في سوريا آمن نظام بشار الأسد ومنعه من السقوط وخفف من عزلة روسيا الدولية بعد احتلالها أجزاء من أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم. كما أن رؤية بوتين تقف على النقيض من رؤية أوباما للعالم.
فهذا الأخير يؤمن باستخدام القوة العسكرية فقط عندما تتعرض مصالح الأمن القومي والتراب الأمريكي لخطر داهم.
ويؤمن في الوقت نفسه بملاحقة واستهداف الإرهابيين من تنظيم «القاعدة» وغيره، إلا أنه يتعامل مع فكرة استخدام القوة في إطار ضيق.
فهو يريد تجنب تكرار دروس العراق وأفغانستان وتردد بالتدخل العسكري في سوريا رغم الكارثة الإنسانية وأزمة اللاجئين التي تهدد بتقويض الاتحاد الأوروبي وأدت لبروز تنظيم داعش».
ويرى أوباما أن بوتين لا يمكنه الانتصار بل ويخسر نتيجة لتدخله في سوريا. إلا أن مواقف أوباما لا تحظى بدعم في منطقة الشرق الأوسط الذي يتعامل مع مواقف بوتين كقاعدة عامة وهي أن القوة كفيلة بتحقيق الأهداف.
ولهذا السبب تدخل السعوديون في اليمن لتحديد موقفهم ولخشيتهم من التوسع الإيراني وبسبب تردد واشنطن وقف طموحات طهران. فتصرفات الأخيرة فيما بعد الاتفاق النووي ليست أقل عدوانية من السابق. بل وزادت من وجودها العسكري ونشرت قوات نظامية في سوريا إلى جانب الحرس الثوري، بالإضافة لاستخدامها الميليشيات الشيعية وتهريب السلاح إلى البحرين والمنطقة الشرقية في السعودية والقيام باختبار صواريخ باليستية.
ولم يساعد التدخل الروسي على تغيير مواقف زعماء المنطقة من واشنطن، بل عقد الوضع، فقد عزز الطيران الروسي موقع الأسد وبثمن قليل.
وبدلا من محاسبة الروس على أفعالهم يتصل بهم أوباما اليوم طالبا منهم استخدام نفوذهم على الأسد. كل هذا لا يعني أن الأمريكيين يخسرون والروس يربحون. بل وتعاني روسيا من مصاعب اقتصادية بسبب انهيار أسعار النفط.
ومع ذلك لم تغير زيارة أوباما الأخيرة للسعودية نظرة المنطقة من السياسة الأمريكية. ولا تزال دول الخليج تخشى من الهيمنة الإيرانية التي تغض أمريكا الطرف عنها أكثر من تنظيم داعش لكل هذا يتطلع قادة المنطقة عربا وإسرائيليين لوصول الإدارة القادمة.
وفي الوقت نفسه يعرفون أن الروس ليسوا عامل استقرار ويعولون على الولايات المتحدة كي تلعب هذا الدور.
ومن المفارقة أن تردد أوباما دفع عددا من حلفاء الولايات المتحدة التقليديين للدفاع عن أنفسهم. فلو كان السعوديون مثلا يثقون بالولايات المتحدة وقدرتها على الحد من النفوذ الإيراني لما شنوا أنفسهم حربا مكلفة ومن الصعب تحقيق النصر بها في اليمن.
ويضيف روس أن أوباما محق في دفع القوى الإقليمية لكي تلعب دورا في قتال تنظيم داعش ».
ولكنه مخطئ في أن يعتقد أنها ستزيد من مشاركتها في ظل فقدان الثقة بأمريكا التي فشلت في رؤية التهديد الأكبر الذي يحدق بدول المنطقة.
خطوات
وطالما بقيت دول المنطقة تشك في مصداقية الولايات المتحدة فستتردد بزيادة مشاركتها في الحرب ضد تنظيم داعش . وعليه يقول روس إن أمريكا بحاجة لاتخاذ سلسلة الخطوات كي تدفع حلفاءها بالتقدم وتحمل مسؤوليات وتعريض أنفسهم لمخاطر وبدون ان تمنيهم بوضع «خطوط حمراء» لا تنفذها.
وتشمل هذه التعامل بشدة مع إيران حالة «غشت» بنود الإتفاق النووي ولم تف بتعهداتها. وأيضا بناء خطة طارئة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإسرائيل لمواجهة الخطر الإيراني والاستخدام المتزايد للميليشيات الشيعية من أجل إضعاف دول المنطقة. وكذلك تسليح القبائل السنية في العراق. وفي حالة استمرت روسيا دعم الأسد ورفض تطبيق مبادئ فيينا فلن يكون أمام أمريكا إلا القيام بخطوات مع حلفائها لإنشاء مناطق آمنة داخل البلاد.
وما يقترحه الدبلوماسي السابق يعني عودة أمريكا للعب دورها التقليدي والانخراط بمشاكل المنطقة بخلاف ما يدعو له أوباما وأركان إدارته من التحول عن المنطقة باتجاه آسيا. واعترف أوباما بأن الولايات لا يمكنها حل مشاكل المنطقة.
أنا مع أوباما
وعبر عن الموقف نفسه جيمس كلابر، المدير الأمريكي الذي تحدث إليه ديفيد إغناطيوس، المعلق في صحيفة «واشنطن بوست» وقال إنه يتفق مع تقييم الرئيس الأمريكي أوباما.
فهذا الرجل البالغ من العمر 75 عاما وعمل في الاستخبارات لأكثر من خمسين عاما ويعمل مديرا للأمن القومي منذ 6 أعوام يقول إن أمريكا لا يمكنها حل مشاكل المنطقة بعد التخلص من تنظيم داعش »، «والمشكلة أن لديهم عددا كبيرا من الشاب الساخط وتحديات اقتصادية ومناطق خارجة عن السيطرة ووفرة للسلاح، وستظل هذه المشاكل قائمة ولمدة طويلة».
ولأن كلابر يعترف بأهمية محارب الإرهاب، فقد حدث تحول مهم منتصف نيسان (إبريل) عندما اجتمع مع قادة أمنيين أوروبيين قرب «قاعدة رمستين الجوية» في ألمانيا لمناقشة سبل التشارك في المعلومات.
ونظم اللقاء بناء على طلب من البيت الأبيض ولم يتم الإعلان عنه. ونقل عن السفير الألماني بواشنطن بيتر ويتنغ قوله «لدينا الفهم نفسه وأن علينا عمل كل شيء لتحسين التنسيق الاستخباراتي وتبادل المعلومات بحدود الإطار القانوني الذي يحكمنا».
ويعلق إغناطيوس أن التهديد الإرهابي قد غطى على فترة عمل كلابر الذي اعترف عام 2014 بأن الولايات المتحدة «قللت من شأن» تنظيم داعش ».
واليوم لا يقلل كلابر من التهديد الذي يمثله الجهاديون بل يقول إن الولايات المتحدة تضعف قوة المتطرفين وإن بشكل بطيء إلا أن استعادة المدينة الرئيسية، الموصل لن يحدث هذا العام وأن المعركة مع تنظيم داعش ستستمر لعقود طويلة.
وفي حديث مع كلابر يوم الإثنين قال «خسروا أرضا»، و»نقتل عددا كبيرا من مقاتليهم وسنستعيد الموصل، رغم أن هذا سيستغرق وقتا وسيكون فوضويا ولا أعتقد أن هذا سيحدث في الإدارة الحالية».
ولن تحل المشكلة إلا بعد قتال طويل ضد الجهاديين في العراق وسوريا «وسنكون في حالة حرب دائمة لكبح جماحهم». ويضيف أن أمريكا لا تستطيع حل المشكلة نظرا للتحديات التي تواجه دول المنطقة والمشاكل التي تعاني منها مضيفا أن التوقعات من الولايات المتحدة غير واقعية ففكرة أن «لدينا الحل وسنبني مدينة على التلة» غير واقعي نظرا لتعقد المشكلة. وعن رأي كلابر في ما قاله أوباما لجيفري غولدبيرغ في مقابلته مع «أتلانتك» عن عدم حاجة أمريكا اقتصاديا للشرق الأوسط كما كان عليه في الماضي وأنها لا تستطيع حل مشاكله ولو حاولت فستضر بمصالحها القومية.
فرد موافقا على رأي أوباما ولكنه حذر قائلا أن أمريكا لا يمكنها مغادرة المنطقة الآن ذلك أن المشاكل تحدث في العالم «عندما تغيب القيادة الأمريكية، ويجب أن نكون هناك- للمساعدة والتوسط وأحيانا توفير القوة».
ولا يعرف كلابر حجم الضرر الذي سببه موظف وكالة الأمن القومي إدوارد سنودين الذي سرب وثائق وبيانات هائلة، وقال «كنا محافظين في تقييم الضرر، وبالمجمل كان كبيرا». وأضاف أن التسريبات جعلت التنظيمات الإرهابية «واعية أمنيا» وسرعت نحو تشفير البيانات الخاصة بها.
وفي الوقت ذاته يرى أن مسألة سنودين لم تنته وهو يفترض وجود وثائق أخرى لم يتم تسريبها بعد.
وقال إنه عاد من الصين قريبا بعد لقاء عاصف مع الصينيين الذي يقومون بتحركات في بحر الصين الجنوبي.
وتوقع إعلان الصين عن محور دفاعي قريبا. ويرى كلابر أن ما حققه خلال الست سنوات الماضية كان من خلال تنسيق عمل 17 وكالة أمن حيث تم دمج عمل المجتمع الأمني بطريقة أفضل. ويعتقد أن العمل الاستخباراتي سهل إلا أن السياسة التي تحيط به تجعله معقدا.
خلافات الشركاء
وتبدو تصريحات كلابر حول المعركة الطويلة لاستعادة الموصل والتي يجب أن تنتظر الإدارة المقبلة متناسقة مع الظروف على الأرض.
والقوى التي تواجه الجهاديين من شيعة وأكراد وسنة ليست متفقة فيما بينها. وكما أظهر تقرير مراسل صحيفة «الغارديان» مارتن شولوف يوم الأربعاء من مدينة مخمور فالأكراد ينظرون بعين الشك للقوات العراقية التي تعمل في المنطقة منذ منتصف آذار/مارس استعدادا للعملية في الموصل.
وتشي التعليقات الساخرة من عسكريين بيشمركه أن القوات التابعة للحكومة العراقية ليست في وضع جيد للزحف نحو الموصل.
هذا بالإضافة لاستمرار التنافس الطائفي والعرقي والسياسي في بغداد. وعلق رانج علاء الدين، طالب الدراسات العليا بمدرسة لندن للاقتصاد بمقال نشرته «الغارديان» أن الحديث عن خسارة تنظيم داعش نصف أراضيه في العراق و20% في سوريا لم يمنعه من تنفيذ عمليات منسقة في بغداد.
فهي تذكر بأنه لم يفقد القدرة على ارتكاب مذابح في عموم العراق كما كان يعمل منذ أكثر من عقد.
ويضيف أن «عالما بدون داعش لن يتحقق في وقت قريب. فالتنظيم ينتعش في ظل غياب المؤسسات والدول الضعيفة أو الفاشلة». ويحتاج القضاء عليه إلى حكم رشيد وبناء مؤسسات ومصالحة بين المجتمعات المنقسمة على نفسها.
وبهذه المثابة يظل التخلص من «داعش» أسهل من إعادة تأهيل المدن والتغلب على العجز في الحكم والعنف الطائفي والاستقطاب الإقليمي.
وهي أمور زادت سوءا منذ وصول التنظيم الذي أحسن استغلالها وتجييرها لصالحه. ولا يغيب عن البال رمزية وتوقيت الهجمات، فهي محاولة لوقف الدفعة نحو الإصلاح التي دفع به مقتدى الصدر وأتباعه.
ويحذر الكاتب من الوقوع في شرك التنظيم بالطريقة نفسها التي وقع فيها العراق في مصيدة «القاعدة» عام 2006 حيث كان تفجير مقام الإمام العسكري في سامراء مفتاحا للحرب الطائفية. ويعتقد الكاتب أن حربا طائفية جديدة ستكون أسوأ من سابقتها في ضوء انتشار الميليشيات الشيعية التي زاد عددها بعد ظهور «داعش» وبرضا أمريكي في بعض الأحيان، فهذه مدججة بالسلاح وتمثل تحد للدولة وارتكبت مجازر ضد العرب السنة.
وبالتالي لن ينجو العراق حالة تحولت القوة نحو جماعات مسلحة تتصرف وكأنها فوق القانون.
ويقول إن إعادة الإستقرار للعراق ممكنة كما حدث في الفترة ما بين 2008- 2011 ولكن هذا يحتاج إلى 100.000 جندي أمريكي يعملون كحاجز بين القوى المتحاربة ولتوفير الأمن والقدرات الاستخباراتية للدولة العراقية.
ويمكن للمرجعية الدينية آية الله علي السيستاني لعب دور في عملية توحيد العراق رغم أنه انسحب من الساحة بسبب إحباطه من تحقق الإصلاح. ومن هنا فاستمرار التناحر الطائفي وبروز اللاعبين من غير الدولة ـ ميليشيات شيعية وجهادية سيجعل من إعادة توحيد العراق، دولة ومجتمعا صعبا إن لم يكن مستحيلا.
فقد ينتهي العراق قبل تنظيم داعش .والسؤال هنا ماذا لو حصل أن تعرض تنظيم داعش لانهيار فما هي خططه؟
خطة بديلة
يجيب على هذا السؤال كل من براين مايكل جينكنز وكولين كلارك في مجلة «فورين بوليسي» حيث حاولا استكشاف ما يمكن لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عمله في ظل خسارة الرمادي وتدمر والأزمة المالية التي يعيشها تنظيمه والملاحقة الناجحة لقياداته البارزة.
كل هذا صحيح إلا أن انهياره ليس محتوما في ضوء استمرار سيطرته على الرقة والموصل والفلوجة وهيت وحديثة وقرى في محافظة نينوى. كما وسيتمكن بطريقة أو بأخرى من العثور على طرق لملء خزينته بالمال.
وماذا سيفعل أبو بكر البغدادي انهيارا لمشروعه. فالاستسلام لن يكون خيارا ولا التفاوض لتسوية مع أعدائه. فأسلوب «داعش» وسجله الدموي يمنع من تفاوض دول معه. كما أن حركات التمرد عادة ما تلجأ للتفاوض عبر القوى المعتدلة فيها، وهذا ليس متوفرا لدى التنظيم.
وعليه فقد يقوم قادة التنظيم برسم خطط بديلة سيجبر الغرب على التعامل معها. منها العمل تحت الأرض وإنشاء حكومة ظل تعمل على إدارة المناطق بطرق غير مباشرة وتنافس بطريقة أخرى أجهزة الدولة. تماما كما فعلت حركة طالبان في أفغانستان.
ورغم حيوية هذ الخيار إلا أنه غير عملي بالنسبة لتنظيم «الدولة» نظرا لاعتماده على المقاتلين الأجانب الذين يمكن التعرف عليهم بسهولة. ولهذا لسبب عادت نسبة ما بين 20-30% من المقاتلين الأوروبيين إلى بلادها.
وقد يجبر المقاتلون غير الأوروبيين على الانضمام لجماعات أخرى مثل النصرة. وسيمنح خيار العمل السري التنظيم القدرة على مواصلة مشروعه خاصة أن العراق وسوريا لن تستطيعا بناء قدرات أمنية كافية لملاحقته إلا بعد وقت طويل.
وهناك خيار ثان، وهو نقل العمليات بشكل كامل من سوريا العراق إلى ساحة جديدة مثل ليبيا.
وهذا خيار مكلف وسيؤثر على مصداقية التنظيم الذي أقام شرعيته على فكرة «الخلافة»، وهو بمثابة تخل عن سوريا التي ربط بها مشروعه والنهاية المحتومة للحرب بين الخير والشر. ومع ذلك فقد يتجاوز سيناريو الانهيار.
ويواجه هذا الخيار مشكلة لوجيستية تتعلق بنقل القيادات البارزة للساحة الجديدة. فيما ستتأثر بالضرورة وحدة التنظيم الذي سيخسر مناطقه في العراق وسوريا وسيصبح مجرد أرخبيل من التنظيمات الموالية والموزعة على الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا.
تجنب مصير «القاعدة»
أما الخيار الثالث، فهو التصعيد، مثلما فعل النظام النازي في المانيا أثناء الحرب العالمية الثانية التي قادت إلى معركة بلج 1944، ومثل حملة «تيت» في فيتنام عام 1968 التي هزت الإرادة الأمريكية. وهجوم شامل قد يستهدف دمشق وبغداد وعمليات اغتيال أو هجمات كبيرة على أمريكا وأوروبا.
وقد يفكر البغدادي باستهداف مكة والرياض في السعودية. كل هذا لإظهار أن الخلافة باقية وتتمدد وقوية. وربما كان الثمن العسكري للحملة باهظا ولكنه قد يغير دينامية النزاع ويخرج التنظيم من مناطق في الرقة.
ومهما حدث له فسيظل «داعش» قوة سيكولوجية قوية إلا أنه قد يواجه مصير «القاعدة» نفسه : تشتت لأتباعه حول العالم وتحوله لتجمعات شبه مستقلة كما حصل مع فروع «القاعدة» في اليمن وشمال أفريقيا وسوريا والعراق بعد انهيار نظام طالبان في مرحلة ما بعد 9/11.
وكما تحول الظواهري في الباكستان كشخصية لا علاقة لها بتفاصيل الحركة اليومية فإن تشتت «داعش» سيحول أبو بكر البغدادي لصوت بعيد لا علاقة له بإدارة شؤون تنظيمه.
وأيا كان الخيار الذي سيتبناه التنظيم فخطة «ب» ستظل سرية، وهي ما يجب على الغرب الاهتمام بها والتحضير لها لا محاولة تدمير التنظيم التي ستحدث عاجلا أم آجلا.