تفجيرات مدينة الصدر تشعل الاتهامات بين الصدريين وبدر
13/05/2016 11:29 م 1.8K مشاهدات0

على إثر سلسلة التفجيرات التي ضربت العاصمة العراقية، أول من أمس الأربعاء – وخاصة التفجير الذي شهدته مدينة الصدر الشيعية شرق المدينة وأسفر عن سقوط عشرات القتلى- تفجرت حرب تصريحات وانتقادات علنية وعنيفة بين قادة «التيار الصدري» ومنظمة «بدر» المنضوين في «التحالف الوطني» (الشيعي). وتبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن تردي الوضع الأمني.
اولى تلك الاتهامات كانت على لسان حاكم الزاملي، رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي والقيادي بكتلة «الأحرار» (التيار الصدري)، الذي اتهم، يوم الأربعاء، وزير الداخلية، محمد الغبان، بـ»توجيه الاستخبارات للبحث عن المتظاهرين الذين اقتحموا البرلمان وترك أمن العاصمة مما تسبب بالخرق والتفجيرات».
وانتقد الزاملي في اللقاء المتلفز ما أسماها «محاباة الغبان لحزبه»، قائلا: «طالما أن هناك وزراء غير مهنيين ومتحزبين يجيرون الوزارات لصالح عوائلهم وعشائرهم، ستبقى الخروقات الأمنية». وأضاف أن «الأجدر بوزير الداخلية المحافظة على أمن الناس لا أمن كرسيه وحزبه»، متهما إياه بـ»إصدار أوامر إطلاق النار على المتظاهرين» (الصدريين).
وتطرق الزاملي إلى إجراءات وزارة الداخلية إزاء المتظاهرين، مبينا أنه «عند دخول المتظاهرين للمنطقة الخضراء، انقلبت الدنيا ولم تقعد، واتخذت تدابير أمنية لا توصف لمنع دخولهم مرة أخرى. ولم تتخذ أي تدابية لحماية المدنيين في أحياء بغداد». وأشار إلى أن «وزير الداخلية جيّر الاستخبارات للبحث عن المتظاهرين وأسمائهم وعناوينهم مهملا بالتالي أمن العاصمة».
ولفت الزاملي إلى أن «الغبان شكل جيشا إلكترونيا للدفاع عنه والرّد على أي تهجم عليه». وقال إن «لجنة الأمن النيابية ستستضيف الغبان عند بدء عقد اجتماعات اللجان».
ومن جانبها قالت وزارة الداخلية في بيان لها عقب التفجيرات العنيفة التي ضربت العاصمة العراقية بغداد أول من أمس: «في الوقت الذي تبذل الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة عامة ومعها الحشد الشعبي والعشائري جهودا جبارة في التصدي لعصابات داعش، نجد ان هناك أصواتا لا تزال تمارس التضليل وتستغل مواقعها السياسية وخاصة في مجلس النواب لتشن حملات إعلامية ضد الأجهزة الأمنية والعسكرية، بدعوة الرقابة التشريعية. وشعبنا يعرف – بحكم التجارب المتراكمة – أن منطلقات التشويه والهجوم الظالم هو المواقف الحزبية والكتلوية وليس المصالح العامة ولا الحرقة على المواطنين وأمنهم».
وقال بيان الداخلية أيضا: «القاصي والداني يعرف ان من يعبث بأمن الناس ويثير قلقهم بشكل يومي ويضطر الأجهزة الأمنية إلى توظيف جزء كبير من مواردها لمواجهة احتمالات التدهور الأمني هو من يصر على خرق القوانين وتجاوز النظام والتهديد المستمر بالعنف».
ومن جهته شن النائب محمد ناجي، القيادي في منظمة بدر، هجوما هو الأعنف ضد القيادي في التيار الصدري، حاكم الزاملي، محذرا إياه من «مغبة اللعب بالنار من خلال توجيه النقد إلى بدر ورموزها».
ونبه ناجي، في لقاء متلفز تابعته «القدس العربي»، النائب الزاملي إلى «عدم التجاوز على بدر والقيادي فيها وزير الداخلية، محمد الغبان، وإلا كان للمنظمة موقف آخر».
وتساءل عن «سبب توجيه الاتهام إلى وزارة الداخلية بالمسؤولية عن التفجيرات، بينما تسبب التيار الصدري في تعريض الأمن للخطر عندما اقتحم اتباعه البرلمان والمنطقة الخضراء واعتدوا على النواب وأهانوا أكبر مؤسسة تشريعية في البلاد».
واتهم الزاملي بـ»المزايدة بدماء العراقيين وزجهم في مخاطر». وقال إنه «ينتقد الغبان لأنه يريد ان يصبح وزير الداخلية بدله»، داعيا إياه إلى «الاستقالة من رئاسة اللجنة الأمنية النيابية لفشله في تقديم أي خدمة للشعب في هذا المجال»، ومهددا بفتح ملفات ضد الزاملي إذا استمر في استهداف بدر ورجالها.
وكشف ناجي قيام الزاملي بتهديد مجلس النواب للمصادقة على وزراء التيار الصدري في التشكيلة الوزارية الجديدة، وذلك رغم عدم حصولهم على العدد اللازم من الأصوات لذا دفع المتظاهرين إلى دخول البرلمان حسب قوله.
وبدوره دخل زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، على خط الخلاف فحمّل «الذين ساهموا في إرباك الأوضاع السياسية مسؤولية التفجيرات»، مطالبا بإبعاد المؤسسة الأمنية عن المناكفات السياسية.
وقال بيان المالكي إن «أيادي الإرهابيين القذرة امتدت مرة أخرى إلى أحياء العاصمة بغداد، لتزرع فيها الموت والدمار وتقتل الأبرياء رجالاً ونساء، شيوخاً وأطفالاً»، وذلك ضمن « مسلسل الفتن التي يسعى الإرهاب إلى إثارتها بين أبناء الوطن الواحد، مستغلين حالة عدم الاستقرار الذي تعاني منه البلاد بسبب المناكفات السياسية».
وحمل البيان التيار الصدري المسؤولية عن الانهيار الأمني «الذين ساهموا في إرباك الأوضاع السياسية وحاولوا الاستئثار والخروج عن السياقات الدستورية المسؤولية الكاملة». وطالب «الجميع بترك الخلافات جانبا وإبعاد المؤسسة الأمنية عن المناكفات السياسية وتوحيد الجهود والوقوف صفا واحدا لتجاوز التحديات».
ودعا المالكي الأجهزة الأمنية وقوات الحشد الشعبي إلى «بذل قصارى الجهود لمنع القتلة من ارتكاب المزيد من الجرائم».
ويشير المراقبون في العاصمة العراقية إلى ان الخلافات الحادة بين أهم اقطاب التحالف الوطني التيار الصدري ومنظمة بدر «انتقلت إلى العلن نتيجة تراكم تباين المواقف وخاصة في ظل قيادة التيار الصدري لجماهير واسعة رافضة لرموز الفساد والفشل في الحكومة التي يشترك فيها قياديون من بدر».
المصدر : القدس العربي