كسر عظم المال لدى داعش في الموصل.. اسلوب جديد لانهاءه

هيئة التحرير 4.5K مشاهدات0

عملة داعش

خاص

منذر الطائي / الموصل

خلال ايام دمر التحالف الدولي مصرفين يستعملها تنظيم الدولة ” داعش ” بشكل رئيسي لعملياته المالية في الموصل ، ويبدو ان التحالف الدولي يراهن على انهيار التنظيم بزعزعة موقفه المالي.

في يوم الاثنين 11 يناير شنت طائرات التحالف الدولي غارة جوية بضربتين استهدفت بها فرعا لمصرف الرشيد في منطقة الزهور شرقي الموصل. وكشف مصدر بوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” عن تنفيذ سلاح الجو الأمريكي لضربة استهدفت مبنى يحتوي على كميات ضخمة من أموال تنظيم داعش  في مدينة الموصل، شمال العراق. وقال المصدر ” أن الضربة تمت باستخدام قنبلتين تزن الواحدة منها 2000 باوند (نحو 908 كيلوغرامات) الأمر الذي أدى إلى تدمير المبنى بالكامل، دون توضيح الطريقة التي تم التعرف فيها على طبيعة هذا المبنى”.

وبحسب مصادر مقربة من التنظيم، اكدت انه استعمل هذا المصرف كمخزن رئيسي للاموال التي يجمعها من سكان المدينة عن طريق فرض الزكاة وكذلك الاتاوات التي يأخذها من السكان كبدل ايجار العقارات السكينة والتجارية الحكومية التي يشغلها السكان، فضلا عن الضرائب ويضم ملايين الدولارات.

وقبل منتصف ليلة الاثنين 18 يناير، نفذت طائرات التحالف الدولي خمسة ضربات جوية استهدفت فرعا لمصرف الرافدين الحكومي وسط مدينة الموصل، والذي يستعمل التنظيم مركزا لجمع الاموال وتوزيع رواتب عناصره بالمدينة، ما اسفر عن تدمير جزء كبير من المبنى المكون من خمسة طوابق فيما منع عناصر التنظيم السكان من الاقتراب من المكان واغلقالطرق المؤدية اليه.

ادناه مقطع سابق نشرته وزارة الدفاع الامريكية عن لستهداف مركز مالي لداعش

 

هذه العمليتات وان ادت الى اضرار بين صفوف المدنيين حيث سقطت ضحايا واصيب اخرون ودمرت ممتلكات ومحال تجارية ومنازل، وبنفس الوقت وجهت بالتأكيد ضربة قاصمة للتنظيم تمثلت بكسر عظمه المالي وهو الامر الذي يعد من الركائز الاساسية التي يقوم عليها وجود التنظيم.

يعتبر المال عصب استمرار تنظيم داعش، يمول عملياته العسكرية وشراء الاسلحة والمواد المتفجرة والإنفاق على الاعلام والمواقع الاعلامية وكذلك يدفع رواتب عناصره والمسلحين المنتمين اليه فضلا عن الخدمات التي يقدمها لمؤسسات التنظيم ولمنازل عناصره، وينفق على بعض الخدمات البسيطة التي يقدمها للسكان في المناطق التي يسيطر عليها ليقنعهم بانه دولة ويوثق ذلك اعلاميا وينشرها على انها انجازات التنظيم ونشاطاتها، لكن المخفي انها ممولة بأموال السكان .

لكن السؤال الاهم، هل يكفي تدمير نقاط جمع المال وخزنها بهدف تقليص الرصيد المالي لتنظيم داعش واضعافه، فيما لا تزال روافد التمويل تعمل غالبها شكل طبيعي؟! ؟ لكن يبدو ان لامريكا التي تقود التحالف الدولي رأي اخر في هذه الضربات فهي تريد ان توصل رسالة مفادها ان التنظيم عاجز على ادارة دولته بسبب افلاسه وان دولته قائمة على المادة اكثر من الفكر الذي يتبجح به داعش انه لديه ايدلوجيا وهي اساس دولته.

امريكا تعتقد انها بهذه الضربة تراهن على تقلص عدد عناصره بسبب تخفيض مرتباتهم، وكذلك توقف بعض العمليات الادارية والخدمية في المناطق التي يسيطر عليها بسبب تقلص مخزونه المالي. فقبل ايام سربت وثيقة صادرة من التنظيم من مدينة الرقة يبلغ عناصره بتقليص مرتباتهم الى النصف بسبب العجز المالي للتنظيم، وقبل اربعة اشهر عمد التنظيم الى تقليص رواتب عناصره في الموصل الى النصف ايضا بسبب العجز المالي للتنظيم. وبين اصرار داعش على البقاء ومراهنة التحالف الدولي بالقضاء عليه عن طريق التجربة والخطأ، يقبع السكان اسرى تحت قبضة التنظيم ويعانون الامرين بسبب الوضع الانساني والامني والاقتصادي السيئ جدا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: