مسؤول محلي: اهالي القيارة لازالوا في منازلهم لعدم وجود ملاذ امن للنزوح

هيئة التحرير 3.3K مشاهدات0

 

   اكد مسؤول محلي من مجلس محافظة نينوى، ان القيارة لم تسجل نزوحاً جديدا للسكان لعدم وجود مكان قريب وامن للنزوح اليه، فيما اكدت مصادر اعلامية ان  القصف العنيف  مازال مستمراً على الناحية، حتى تمكنت القوات المشتركة، من فرض سيطرتها الكاملة على مركز المدينة.
وتحدث مسؤولون محليون عن انتشار كثيف لجثث مقاتلي داعش في أحياء الناحية، مؤكدين ان اغلب القتلى هم من اهالي المدينة. 

بالمقابل، لاتزال أعمدة الدخان تتصاعد من آبار النفط التي أحرقها داعش شمالي القيارة، قبل فرار بعض عناصره الى قرية "الحود" المجاورة.
وتكمن خطورة قرية "الحود" في وقوعها على مرتفع عالٍ قد يستخدمه التنظيم لاستهداف القوات العراقية. وكشفت معركة التحرير عن مقتل عدد من المسلحين على يد شباب من القيارة.
وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، الخميس الماضي، عن استعادة السيطرة على بلدة القيارة، التي يسيطر عليها (داعش) منذ أكثر من عامين.


واعتبر العبادي، في بيان له، ان "ما حدث في القيارة هزيمة نكراء لعصابة داعش، تضاف إلى سلسلة المواجهات التي تكللت بتحرير المدن المغتصبة، خلال عام 2016 الذي قررنا أن يكون عام التحرير والانتصار".


وأكد القائد العام ان "الهدف المقبل سيتجه نحو استعادة السيطرة على الموصل، وإنقاذ أهلها من جور وظلم العصابات الظلامية المجرمة، وإعادتها إلى حضن الوطن".
وتمكنت القوات العراقية، يوم الثلاثاء الماضي، من استعادة مركز ناحية القيارة. وتحدث قائد القوات البرية الفريق رياض جلال توفيق عن معارك ضارية جرت في المدينة، لكنها لم تسفر عن فرار سكانها.


وتأتي العملية بعد توقف دام أكثر من شهر، إثر تحرير مطار القيارة الستراتيجي، في تموز الماضي. وعادت، خلال الاسبوع الماضي، القوات لتحرر عدداً من القرى باتجاه مركز المدينة.
قتال داخل القيارة


ويقول حسن السبعاوي، عضو مجلس محافظة نينوى، ان "القوات المشتركة سيطرت منذ الخميس الماضي على جميع انحاء القيارة".
وأكد السبعاوي، ان "الجيش يحيط القيارة من جميع الاتجاهات، فيما بدأت عمليات رفع الالغام وتفكيك العبوات الناسفة".


ويرجح المسؤول المحلي ان لايكون داعش قد زرع عبوات كثيرة في المدينة، لأن القيارة لا تعتبر "خط صد" كما هو الامر في قرى الحاج علي والقرى المحيطة بها، الواقعة في جنوب الموصل.


في غضون ذلك لم تسجل القيارة نزوحاً جديدا للسكان. حيث فضل اغلب الاهالي البقاء في المنازل، باستثناء بعض العوائل التي خرجت الى قرى قريبة. 
ويعزو السبعاوي قلة موجات النزوج من القيارة "لعدم وجود مكان قريب وآمن يمكن اللجوء إليه".


ويكشف عضو مجلس محافظة نينوى عن مشاركة السكان المحليين مع القوات الامنية. واشار الى ان "20 مسلحا من داعش قتل على يد شباب المدينة". 


وكشف السبعاوي عن قيام داعش بإحراق عدد من آبار النفط قبل ان يفقد السيطرة على القيارة. ولفت الى ان النيران ما زالت مشتعلة في الآبار. لكنه اكد ان فريقا خاصا من شركة نفط الشمال سيبدأ على وجه السرعة مساعي للسيطرة على النيران.


وأسهم وجود حقلي نفط كبيرين شمال القيارة بتمسك تنظم داعش  بالمدينة، والدفاع عنها حتى آخر لحظة، إذ  إنه فقد عددا كبيرا من عناصره خلال المعركة الاخيرة.
وقبل سيطرة داعش على الموصل، كانت حقول القيارة تنتج ما مجموعه 15 ألف برميل يوميا. لكنّ رئيس لجنة الطاقة في مجلس نينوى هاشم البريفكاني أكد ان الإنتاج انخفض الى 2000 برميل منذ سيطرة التنظيم على الآبار، واستخدمها كأحد مصادر تمويله.


وبحسب البريفكاني، الذي تحدث في وقت سابق لصحف محلية، فان داعش لم يعد قادرا على استغلال الحقول نظرا لوقوعها في مرمى نيران القوات العراقية بعد تحرير قاعدة القيارة. وحث القوات العسكرية على توخي الحذر من استهداف تلك الحقول اثناء الهجوم على القيارة.


خطورة الحود


وفي سياق متصل حذر رشد كلالي، المسؤول في حزب الاتحاد الكردستاني في مخمور المجاورة للقيارة، من خطورة بقاء القوات العراقية داخل المدينة دون التقدم نحو الشمال.
وأشار كلالي، في حديث لـ(المدى) الى ان "وجود قرية الحود، الواقعة على ارتفاع 300 متر عن القيارة، يشكل مصدر خطر كبير على القوات، حيث يمكن استخدامها كمكان للهجوم".
ويعتبر المسؤول الكردي ان "القيارة لن تكون بأمان ما لم يتم تحرير الحود، بالاضافة الى بعض القرى الاخرى على الضفة الاخرى من نهر دجلة".


وكان تنظيم داعش قد نفذ حملات إعدام ضد سكان القيارة، في صيف 2014، بتهمة الردة والانتماء للشرطة المحلية. كما قام التنظيم بتفجير عدد من المنازل.


ويعتقد كلالي ان تحرير المناطق الاخرى باتجاه الموصل، مثل الشورة، وحمام العليل، ستكون اسهل بكثير من استعادة القيارة. مؤكدا ان "معظم مسلحي داعش قتلوا في القيارة واغلبهم عراقيون ومن سكنة تلك المناطق".
كما كشف المسؤول في الاتحاد الوطني الكردستاني ان عمليات القصف بالطيران والمدافع استمرت لمدة يومين حتى تمت السيطرة على المدينة بالكامل. 

المصدر: جريدة المدى 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: