معركة تحرير الموصل ؛ الحلقة الاولى : داعش يستعيد انفاسه بعد فتور معارك جنوب الموصل

مشرف 1.5K مشاهدات0

      منذر الطائي

 

  لم يتوقع تنظيم داعش أن تتاح له هذه الفرصة وان يسمح له باستعادة أنفاسه فاستراحة المحارب التي فرضت عليه من قبل التحالف الدولي والقوات العراقية بأيقاف او فتور العمليات جنوب الموصل، وفرت له الوقت الكافي لاستثماره في استعادة نشاطه.
داعش يستعيد عافيته خلال ايام في ولاية نينوى اخر ولاية بقت له في العراق وبالتحديد في مدينة الموصل عاصمته والتي تضم مراكزه الادارية والمالية والسياسية والإعلامية والخدمية، فبسرعة بدأ باعادة تنظيم عناصره وأوراقه واستعاد نشاطه خصوصا داخل المدينة وعادت الحسبة والامنية الى ممارسة دورها في مضايقة الاهالي وممارسة الانتهاكات بحقهم.
فعادت عناصر ديوان الحسبة لملاحقة الاهالي ومحاسبتهم على مخالفتهم لتعليمات التنظيم وتعاقبهم وتفرض عليهم الغرامات، واستعاد جهاز الامنية نشاطه من جديد في اقامة المفارز وملاحقة المدنيين ومداهمة المنازل والاعتقال جزافا على الشبهة ، مفارز ما يسمى بديوان الزكاة التابعة لتنظيم داعش تنفذ حملة واسعة على اصحاب المحال والتجار والصناعيين لجمع الاموال وابتزازهم باسم الزكاة ومضاعفة المبالغ التي يجبونها لمن يحاول التهرب من الدفع او مصادرة بضاعته.
نشاطات التنظيم التي تراجعت بشكل كبير ولمس الناس تراخي التنظيم عند بدء عمليات جنوب الموصل في حزيران الماضي حتى ايقن اهالي الموصل ان انهياره بات مسألة وقت، لكن نشاطات داعش عادت من جديد اثر توقف العمليات جنوب الموصل.
فمنذ أكثر من ثلاثة اسابيع لم تقوم القوات الامنية أي عملية عسكرية او تحرز أي نصر جديد، سوى تعرض هنا وتعرض هناك لعناصر داعش، بل تحول الهجوم والانقضاض على التنظيم الى صد الهجمات التي بدأ يشنها التنظيم على القوات الامنية، حيث اسفر توقف العمليات الى فسح المجال لداعش ليعيد تنظيم صفوفه وتقوية دفاعاته واعادة التخطيط للمعارك من جديد، بل ومهاجمة القوات التي تمكنت من الحصول على موطئ قدم في مناطق لاول مرة منذ اكثر من عامين.
فالمعروف عن التنظيم سرعة بديهيته في مواجهة التحديات العسكرية والامنية وسرعة تكيفه مع الاوضاع، داعش بدء يهاجم العراقية في مناطق جنوب الموصل بعد ان كان يتقهقر اممها، وعاد ايضا لمهاجمة المنشاءات النفطية جنوب الموصل وفي كركروك فشن هجمات عدة على القوات العراقية.
ان توقف المعارك اليوم اشبه بعمليات القصف الجوي المتقطعة الذي تشهده الموصل منذ عامين فهي لم تؤثر كثيرا بداعش قياسا لحجم القنابل والقصف الذي تلقاه وكذلك حجم الدمار الذي شهدته المدينة، بل بالعكس اعطته مناعة وحصانة ضد القصف فعرف كيف يتمترس بين المدنيين.
ان توقف العمليات العسكرية جنوب الموصل ضد تنظيم داعش، مثل ايقاف الدواء عن المريض دون اكمال الفترة العلاجية، فهذا يعطي فرصة للجراثيم والبكتريا بإعادة تقوية نفسها وانتاج جليل جديد وطرق جديدة للمناعة والمقاومة، وهذا ما يقوم به داعش الان بالضبط.
توقف العمليات جنوب الموصل الغير معلن والذي لا تعترف به الحكومة العراقية ولا التحالف الدولي اسفر عن جرعة منشط لداعش، اما الاسباب فهي متعددة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: