داعش يبتز أهالي المناطق التي يحكمها ونزاعات بين أفراده حول الغنائم

عمر مختار 1.9K مشاهدات0

حل الصباح ومعه بدأت الحركة البطيئة تعود لشوارع قضاء الشرقاط والذي أصبح من خصائصه تجمع العشرات من الأهالي قرب المستشفى الرئيس فيه لدفع بدل خروج المعتقلين لدى داعش ممن فشلوا في الهرب من قبضته.

كان الأمر شاقاً على العوائل فالمبلغ الذي فرضه داعش يعد كبيراً جداً مقارنةً بإمكاناتهم البسيطة والتي زاد حصار القضاء من فقرها فيما التنظيم لا يرحم ومن لا يدفع يكون مصيره الموت، لذا كان يبدو على وجوه المتجمهرين حالة اليأس والقنوط ترافقها الشفقة على أبناءهم ومصيرهم الذي قد يكون الموت لا قدر الله.

ومنذ حصار قضاء الشرقاط شدّد تنظيم داعش من قبضته على مداخل القضاء لمنع الأهالي من الخروج منه للإبقاء عليهم كدروع بشرية لحمايته، أما من يحاول الهرب ويلقى القبض عليه فيكون مصيره إن ألقي القبض عليه دون مواجهة الاحتجاز لحين دفع كفالة عنه والتي قدرها بين 1000$ للرجل و500$ للمرأة ومصادرة ممتلكاتهم التي كانوا يحملونها معهم أثناء محاولتهم الفرار من ذهب وغيره.

ويروي أهالي القضاء ممن يعيشون اليوم تحت حصار القوات الحكومية وحكم داعش قصصاً مروعة عن طريقة معاملة التنظيم لهم، فالمحظوظ هو من يلقى القبض عليه أثناء محاولته الفرار ويدفع الفدية ليخرج.

إذ هناك من تعرض لإصابات بليغة برصاص داعش وقبض عليه وأجبر على دفع الكفالة ومنهم المواطن محسن صبحي والذي أصيبت زوجته وصودر ذهبها وألقي القبض عليه ليجبر على دفع الكفالة له ولعائلته للنجاة من الاعدام.

والمواطن عوني حنشول الذي لازال يرقد في المستشفى بين الحياة والموت بعد أن أصابه عناصر داعش في رقبته برصاصة أثناء محاولته الفرار من الشرقاط.

قسم آخر من المواطنين ممن استخدم سيارته في عملية الهرب من القضاء حرقت سيارته عقاباً على فعله من قبل داعش.

على جانب آخر هناك من يحاول الفرار سيراً على الأقدام ضامناً إلى حد كبير خروجه من القضاء آمناً ومتحملاً عناء وتعب وطول الرحلة، إذ باستثناء خطر العبوات الناسفة يكاد يفقد التنظيم رقابته على طرق الخروج من القضاء بسبب قلة العدد المتبقي من أفراده.

على صعيدٍ متصل، تؤكد مصادر قريبة من داعش أن عمليات التهديد والوعيد هذه هدفها رفع سعر الخروج من القضاء والذي يدفعه المواطنون إلى عدد من عناصر التنظيم سراً لمساعدتهم على الهرب، والذي وصل إلى 1000$ على السيارة الواحدة، أما الخروج براً فإنه وصل إلى 100$ على الشخص الواحد.

أما مصير هذه الأموال فهو لمصلحة أفراد التنظيم الذين باتوا اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما إما القتال وإما الهرب، ولما كان جل العدد المتبقي هو من أهل المناطق ذاتها وممن انضموا إلى التنظيم لا لأهداف عقائدية وإنما لمصالح مادية أو بحثاً عن السلطة فإن خيار الهرب من العراق إلى تركيا عبر سوريا هو الخيار الوحيد المتبقي، وهذا الأمر يتطلب مبالغ مالية كبيرة.

مشتاق صابر طلب احد قيادات داعش في الشرقاط
مشتاق صابر طلب احد قيادات داعش في الشرقاط

وقد سبّب هذا الأمر نزاعات كبيرة بين عناصر التنظيم نتج عنها مقتل القيادي في التنظيم مشتاق صابر طلب والذي قتل على يد زملاءه صابر خلف سعيد وحسين جويسم بعد نزاع حول الغنائم المسلوبة من أبناء المناطق التي يسيطرون عليها.

إن تصاعد حالة التوتر داخل المناطق التي يسيطر عليها التنظيم يؤشر إلى قرب نهايته بلا أدنى شك، إلاّ أن هذه النهاية وللأسف ستكون عواقبها على الأهالي الرازخون تحت سيطرته والذين يعيشون بين فكي كماشة القوات الحكومية والميليشيات المتعاونة معها وعناصر داعش وكلاهما لا يرحم والرمادي والفلوجة ومن قبلهما جرف الصخر والكرمة دليلاً على ذلك.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: