موجات النزوح تُعطّل تحرير الشرقاط.. وبدء العملية متوقّف على استعادة الحويجة

هيئة التحرير 2.8K مشاهدات0

تتضارب الأنباء الواردة من صلاح الدين، حول بقاء أو انسحاب “سرايا السلام”، بعد أيام من وصولها إلى بلدات قريبة من “الشرقاط”. ووصلت القوات التابعة لزعيم التيار الصدري إلى الشرقاط، مطلع الأسبوع، للمشاركة في تحريرها، إلّا أنّ العملية تأخرت لأسباب غير معلومة.
ويقول مسؤولون محليون وأمنيون، إن القوات العسكرية “جاهزة” لتحرير المدينة، إلا ان موجات النازحين عقّدت الامور. وتوقعوا ان الهجوم لن يبدأ دون تحرك عسكري متزامن من كركوك لتحرر مناطق غرب المحافظة.
وكانت مصادر مطلعة قد كشفت، مؤخرا، لـ(المدى) تحدثت عن “فيتو أميركي” عرقل اقتحام الشرقاط طيلة الاسابيع الماضية. لكن تزايد أعداد الوفيات بين نازحي المدينة، ضغط باتجاه إلغاء التحفظات الاميركية.
وكانت القوات المشتركة تستعد للعودة الى الشرقاط انطلاقا من محورها الشمالي بدلا من المحور الجنوبي، الذي يتميز بجغرافية صعبة وطرق وعرة.
وباتت الشرقاط معزولة بعد تحرير قاعدة القيارة، التي تقع الى شمال القضاء. وأكد مسؤول محلي هناك تسجيل حالات وفاة يومية بين النازحين عبر مناطق صحراوية الى شمال بيجي، بسبب العطش.
أين سرايا السلام؟
وهذه التطورات، دفعت زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى توجيه “سرايا السلام”، الى المساعدة على إنقاذ أهالي قضاء الشرقاط.
وقال الصدر، في رد على مناشدة من أحد أبناء الشرقاط بالوقوف مع أهالي القضاء، “نعم.. أسمع بمعاناتكم وقد أحزنتني كثيرا وما زلت أحاول كي أصل إليكم…”.
وأضاف الصدر “هذا أمر عسكري مني لسرايا السلام وكل محب للتنسيق مع الجهات المختصة الأمنية وغيرها للوصول لكم من أجل إنقاذكم وخدمتكم وبلا تأخير.. فعلى المختصين في السرايا تنفيذ الأمر فورا”.
وبعد يومين من توجيهات الصدر، أعلن حاكم الزاملي، القيادي في التيار ورئيس لجنة الامن البرلمانية، في مؤتمر صحفي مع قيادات عسكرية في صلاح الدين، وصول قوة كبيرة من السرايا لغرض “فك الحصار عن قضاء الشرقاط”.
وقال الزاملي في المؤتمر، الذي عقد بمقر قيادة عمليات صلاح الدين، ان “لجنة الأمن البرلمانية وقوة كبيرة من سرايا السلام، جئنا الى محافظة صلاح الدين بعد مناشدة من أهالي قضاء الشرقاط، لمتابعة المواد الاغاثية التي تصل إليهم وفك الحصار عن القضاء وتحريره من سيطرة تنظيم (داعش)”.
وأضاف الزاملي، أن “مسألة مشاركة قوات سرايا السلام في عملية تحرير قضاء الشرقاط، تعتمد على قرار من قيادة العمليات المشتركة”.
ولم تصدر الحكومة موقفا واضحا بهذا الشأن حتى الآن، إلا ان مسؤولا مطلعا في صلاح الدين قال لـ(المدى) ان “سرايا السلام انسحبت لانها لم تحصل على موافقة من القيادة العسكرية”.
المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لحساسية المعلومات، أكد ان “سرايا السلام كانت تحمل معدات عسكرية للمشاركة في القتال، لكنها لم تخرج من حدود تكريت حتى عادت ادراجها مرة اخرى”.
واشار المصدر الى ان “سرايا السلام اكتفت بتوزيع المواد الغذائية، التي كانت من ضمن ارزاق مقاتليها، على العوائل النازحة”.
لكن سبهان ملا جياد، عضو مجلس محافظة صلاح الدين، قال “ما زالت اعداد من السرايا متواجدين في مناطق تجمع النازحين في شمال بيجي”، مؤكدا ان “دور سرايا السلام كان ايجابيا في المحافظة”.
وأوضح ملا جياد، في اتصال مع الـ(المدى)، بأن “السرايا قدمت مساعدات للنازحين، وتركت انطباعا جيدا لدى السكان بسبب تعاملها الانساني “.
ولم ينف المسؤول المحلي رغبة “السرايا” بالمشاركة في عملية تحرير الشرقاط. لكنه تحدث عن “اتفاق عسكري وسياسي باشراك عدد محدود جدا من الحشد الشعبي في عملية الاقتحام”.
لماذا تأخر تحرير الشرقاط؟
ويقول المسؤول المحلي ان تأخر الهجوم على الشرقاط بانه “ضمن الخطة العسكرية التي تعمل على تطويق المدينة واستمرار الضغط على داعش لاضعافه، كما حدث في معارك تكريت، والعلم، والبوعجيل”.
وتابع ملا جياد بالقول “من المرجح ان يكون اغلب المسلحين المتواجدين داخل الشرقاط من ابناء المدينة، ولن يبقوا لفترة طويلة خوفا من تدمير مناطقهم”.
واستخدمت القوات المشتركة ذات الاسلوب في كل المعارك ضد “داعش” في صلاح الدين باستثناء بيجي، التي كانت تضم مقاتلين اجانب يسيطرون على اكبر منشأة تكرير بترول في العراق.
بدوره قال النائب شاخوان عبدالله، عضو لجنة الامن البرلمانية، ان “القوات موجودة لاقتحام الشرقاط لكن الامر متعلق بصدور قرار من الحكومة لبدء الهجوم”.
ويرجح عبدالله، في حديث لـ(المدى)، ان “تبدأ عملية استعادة الشرقاط عندما تستكمل المحاور الاخرى القريبة من المدينة في محافظة كركوك”.
ولايزال داعش يسيطر على الحويجة ومناطق اخرى في جنوب غرب كركوك، اذ يتوقع ان تبدأ عملية استعادة تلك المناطق بوقت متزامن.
مفاجأة النازحين
إنسانياً، عطّل تدفق آلاف النازحين من الشرقاط وقرى جنوب الموصل باتجاه شمال بيجي العمليات العسكرية هناك، بحسب مسؤول محلي وقائد سابق لمجموعة من مقاتلي عشائر القيسيين في بيجي.
ويقول خزعل القيسي لـ(المدى) ان “ألف نازح يأتي يوميا من الشرقاط ومناطق قريبة باتجاه مخيمات النازحين الى بلدات الحاج وقرب معمل الاسمدة شمال بيجي”. وتفاجأت القوات العسكرية بحجم النازحين الذين يسيرون على “طريق الهجوم” المفترض على الشرقاط. ويؤكد القيسي أن “عددهم وصل الى 16 ألف عائلة”. وكانت توجيهات عسكرية، قد صدرت قبل اسابيع الى اهالي الشرقاط، تحثهم على البقاء في منازلهم وعدم مغادرتها، كما نصحتهم برفع “الريات البيضاء” على اسطح الدور.
ويقول عضو مجلس محافظة صلاح الدين ان “الحصار الذي استمر على الشرقاط دفع السكان للخروج، ولم تكن القيادة العسكرية مستعدة لذلك”.
وكشف مسؤولون في صلاح الدين، مؤخرا، عن اعتذار محافظتي كركوك واربيل عن استقبال النازحين. كما اشاروا الى تكدس اعداد كبيرة من الاهالي في مخيم “ديبكة” الواقع بين القيارة ومخمور.

المصدر : جريدة المدى

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: