المخدرات تجتاج جنوب العراق : اعتقال شرطي في ذي قار بتهمة الاتجار بها

هيئة التحرير 3.4K مشاهدات0

    أعلنت قيادة شرطة محافظة ذي قار، عن اعتقال احد عناصر الشرطة مطلوب بتهمة الاتجار بالمخدرات خلال عملية نفذتها قواتها، شمالي الناصرية، فيما ضبطت بحوزته نحو 2500 قرص مخدر.

وقالت قيادة شرطة ذي قار في بيان، اطلعت عليه شبكة رووداو الإعلامية إن"قسم مكافحة المخدرات شعبة الشطرة، وتنفيذا لتوجيهات قائد شرطة محافظة ذي قار اللواء حسن سلمان الزيدي بمراقبة العناصر الأمنية وفرز المسيء وتشخيصه ومعاقبته تمكن، من اعتقال المتهم (ب . ش . ح) والبالغ من العمر 34 عاماً، والذي يعمل منتسباً في الشرطة والمطلوب وفق أحكام المادة (14 مخدرات)".

وأضافت قيادة الشرطة، أن "القوات الأمنية ضبطت بحوزة المعتقل (1184) قرص مخدر من النوع المعروف محلياً بالكبتي، فضلاً عن (1315) قرص مخدر آخر تم ضبطها, خلال عملية تفتيش منزله".

وأشارت إلى أن "اعتقال المتهم المنتسب للشرطة يؤكد أن القانون يسري على الجميع عبر معاقبة المسيء مهما تكن صفته، وأن سلامة المواطن في ذي قار وأمنه فوق كل اعتبار".

المخدرات تجتاج العراق

يقول محمد رضا عباس (كاتب في موقع صوت العراق) :"ان المخدرات أصبحت تباع في كربلاء المقدسة و الديوانية والمثنى والبصرة و ذي قار. عضو مجلس النواب عن محافظة البصرة عامر الفايز يعلن ان " البصرة تعد حاليا بوابة لدخول المواد المخدرة عبر دول الجوار" عازا رواج المخدرات في البصرة لامتلاكها سبعة منافذ برية وجوية وبحرية وتحدها دول السعودية وإيران والكويت.

امنيا, اصبحنا نقرأ خبر القاء القبض على المهربين لهذه المادة القاتلة يوميا . العميد سمكو محمود متحدث باسم قوات الاسايش في كركوك صرح بان تم القاء القبض على أربع تجار للمخدرات داخل مدينة كركوك واثناء القبض عليهم تم مصادرة سلاح كلاشنكوف ونصف كيلو من المواد المخدرة وعدد من الحربات العسكرية. في البصرة , تمكنت مفرزة شعبة استخبارات ام قصر ضبط عجلة نوع هونداي صالون تحتوي على كمية من مادة الكريستال المخدرة مخبئة في داخلها . وفي ديالى كشفت اللجنة الأمنية عن الإطاحة بإحدى أكبر عصابات تجارة المخدرات في ناحية مندلي. هذه الاخبار الثلاث حدثت خلال يومين وهو 20 و21 حزيران وما يخفى كان أعظم. ولو أحصينا عدد الحالات التي تم الكشف عنها عن طريق أجهزة الامن الحكومية خلال عام واحد لكانت القائمة طويلة.

مشكلة المخدرات في العراق أصبحت مشكلة كبيرة ويجب على القيادة في اعلى الهرم الوقوف عليها و طرح الحلول لها , لان تركها سيخلف و يلات وجرائم لا تقل شناعة من جرائم داعش وتخلف امراض اجتماعية من الصعب جدا معالجتها . في ديالى أعلنت شرطة المحافظة ان قوة محلية في الشرطة اعتقلت مدمن مخدرات بناءا على بلاغ رسمي بعدما كاد ان يضرم النار في اطفاله بمنزله قرب بعقوبة. وذكر المصدر ان " المدمن كان في حالة هستيرية صعبة لعدم قدرته على تامين مبلغ شراء الحبوب المخدرة بعدما انفق اغلب مدخرات اسرته على شراء الحبوب ", مشيرا الى ان " اسرته باتت تعيش على معونات الاهل ببعقوبة". وفي البصرة قدم احد المواطنين على شنق ابن و بنت شقيقيه وتعليقهما بمروحة السقف . رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة قال ان الجاني " قد ارتكب تلك الجريمة وهو تحت تأثير تناول المواد المخدرة.

طرق دخول المخدرات إلى العراق

تقارير سابقة لمكتب مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة أكدت أن هناك ممرين رئيسيين لدخول المخدرات نحو العراق الذي تحوَّل إلى مخزن تصدير تستخدمه مافيا المخدرات، مستفيدة من ثغرات واسعة في حدود مفتوحة وغير محروسة، فالعصابات الإيرانية والأفغانية تستخدم الممر الأول عبر الحدود الشرقية التي تربط العراق مع إيران، أما مافيا تهريب المخدرات من منطقة وسط آسيا فتستخدم الممر الثاني وصولا إلى أوروبا الشرقية إضافة إلى ذلك هناك الممرات البحرية الواقعة على الخليج العربي الذي يربط دول الخليج مع بعضها.

وأضافت التقارير أن العراق لم يعــد محطة ترانزيت للمخدرات فحسب، وإنما تحوَّل إلى منطقة توزيع وتهريب، وأصبح معظم تجار المخدرات في شرق آسيا يوجهون بضاعتهم نحو العراق، ومن ثم يتم شحنها إلى الشمال، حيث تركيا والبلقان وأوروبا الشرقية، وإلى الجنوب والغرب، حيث دول الخليج وشمال أفريقيا.

ما عقوبات المدمنين ؟

كل الذين التقيتهم أكدوا على ضرورة وضع ضوابط مشددة لأجل منع تداول المخدرات ، وهنا كان لابد من اللقاء بأستاذ القانون الدكتور خالد محمد صالح الذي قال : في قانون المخدرات العراقي رقم (68) لسنة 1965 حرَّم المتاجرة وصناعة المخدرات والاستخراج والتحضير والحيازة والتقديم والعرض للبيع والتوزيع والشراء ولا يجوز المتاجرة بالمخدرات والمستحضرات الحاوية على مخدرات مهما كان نوعها..

ونصت المادة الرابعة عشرة من قانون المخدرات يعاقب المخالف لأحكام المادتين التاسعة والعاشرة من هذا القانون بغرامة أو الحبس مدة لا تزيد على سنة واحدة وهي تتعلق بمسك الصيدلي لسجلات خاصة بوصفات المخدرات الطبية وفي المادة الرابعة عشرة الفقرة (ب) يعاقب بالإعدام او بالسجن المؤبد وبمصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة مَن ارتكب بغير أجازة من السلطات المختصة فعلا من الأفعال التالية وهي: استورد أو صدَّر او تاجر بأية صورة من صور المخدرات او أنتجها او صنعها بقصد الاتجار بها أو باعها او سلمها للغير او تنازل له عنها بأية صفة كانت ولو كان ذلك بغير مقابل او توسط في أية عملية من العمليات وحيازة المخدرات أو إحرازها او شراؤها او تسليمها بأية صفة كانت بقصد الاتجار بها وزراعة نباتات القنب وخشخاش الأفيون والقات وجنبة الكوكا او نقل نبات من هذه النباتات في أي طور من الأطوار .

وتكون العقوبة الإعدام إذا عاد المتهم الى ارتكاب إحدى الجرائم المنصوص عليها في الفقرة (ب) بعد ان سبق الحكم عليه في جريمة عنها وإذا كان المتهم قد ترأس جماعة لارتكاب هذه الأفعال وإذا كان المتهم من موظفي او مستخدمي الكمارك او من الموظفين او المستخدمين العموميين المنوطة بهم مكافحة المواد المخدرة او الرقابة على تداولها او حيازتها او كان من الموظفين او المستخدمين العموميين الذين لهم بهذه المواد اتصال من اي نوع كان وإذا كان المتهم من أفراد القوات المسلحة العراقية او مستخدماً فيها او كان يعمل معها او لمصلحتها ويعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس عشرة سنة ولا تقل عن الحبس لمدة ثلاث سنوات وبغرامة لا تزيد على ألف دينار ولا تقل عن خمسمائة دينار من حاز أو أحرز المخدرات او زرع نبات القنب وخشخاش الأفيون والقات وجنبة الكوكا وكان ذلك بقصد التعاطي والاستعمال الشخصي، وإذا كان المتهم من افراد القوات المسلحة العراقية او مستخدماً فيها او كان يعمل معها او لمصلحتها فتكون العقوبة السجن المؤبد او السجن لمدة لا تقل عن عشر سنوات والغرامة التي لا تتجاوز ألفي دينار ويجوز الحكم عليه بالإعدام إذا وقعت الجريمة أثناء مجابهة العدو.

 كيفية السيطرة على المخدرات؟

شدد الدكتور أحمد الجبوري أستاذ الإرشاد النفسي في كلية التربية على قيام وزارة الداخلية في ضبط الحدود مع دول الجوار في محاولة للسيطرة على دخول وتعاطي المخدرات وعــدَّ فلسفة الدولة والمجتمع والجانب الديني والأسرة والمدرسة من أهم العوامل المساهمة في التصدي لهذه الآفة الخطيرة .

وأضاف على الهيأة الوطنية لمكافحة المخدرات أن تقوم بإعداد مسودة قانون مكافحة المخدرات الخاص بالعراق لأجل السيطرة على هذه الظاهرة ومنع شبابنا من الوقوع بهذه الآفة التي باتت تهدد المجتمع العراقي .

وفي هذا المجال وللتأكيد بأن ظاهرة المخدرات باتت ظاهرة مخيفة فقد حذّر تقرير لليونيسيف بأن مشكلة الإدمان على المخدرات تتجه لتصبح ظاهرة متعاظمة ومتفاقمة بين أطفال العراق، إذ أشارت إلى أن عدد مدمني المخدرات بين الأطفال بحدود 10%.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: