الموصل… حصاد المتغيرات والاحداث (الحلقة 1)

هيئة التحرير 3.4K مشاهدات1

تتواصل العمليات العسكرية نحو تحرير مدينة الموصل، المعقل الاكبر لتنظيم داعش في العراق، وحيث لازال نحو مليون موصلي داخل المدينة، يتنبا مراقبون بخطورة الموقف والتخوف من تكرار مشهد ازمة النازحين من الفلوجة، اضافة الى الوضع الانساني داخل المدينة الذي يستغله داعش للضغط على المواطنين والصاق التهم بالعمالة على المدنيين.

وبحسب مصادر اطلع عليها موقع الخلاصة حول الوضع العام في مدينة الموصل خلال شهر حزيران ٢٠١٦، فانه يؤشر بوضع انساني متهالك مع زيادة عدد الفقراء، تداخلها موجة احتقان كبيرة في الشارع الموصلي الذي تحول كنقمة على الدواعش لكل المواطن اعزل منتضرا اي قوة يثق بها لمناصرتها .

اولا – الوضع الاجتماعي:

تتحدث المصادر عن زيادة كبيرة في عدد الفقراء وبشكل ملحوظ، وذلك لعدم وجود اموال تدخل الى المدينة باستثناء الاموال التي يراقبها داعش وبحذر شديد، بالاضافة الى ان هناك حالة من التكافل الاجتماعي بين المواطنين وبصورة اكثر من السابق ويقوم المواطنين المحسنين بتوزيع المساعدات المختلفة على المتعففين.

وحيث الازمة باتت وشيكة، اذ يقدر نسبة اهالي الموصل الاصليين الذين لازالو متواجدين في المدينة ٨٠٪ ( اكثر من مليون و٢٠٠ الف نسمة )، ووصلت إعداد كبيرة من النازحين من الارياف والانبار وبيجي وغيرها من مناطق القتال الى مدينة الموصل اكثر من مليون نازح داخلي ويعانون من فقر مدقع.

ثانيا – الامن الداخلي

تتحدث المصادر عن تسجيل ارتفاع واضح من حالات السرقة لاسيما من الوافدين بسبب الجوع، وهناك حالات تسليب من قبل الدواعش انفسهم بطرق مختلفة وحجج يفرضونها على المواطنين ونهب للدور الغير مسكونة ومصادرتها.

ومع ترقب المواطنين العملية العسكرية التي ستحرر المدينة من قبضة التنظيم، بدا واضح في الشارع الموصلي مدى الاحتقان الكبير ونقمته على الدواعش لكل المواطن اعزل بسبب عمليات التعسف والارهاب الممارس عليه قسرياً، وينتظر اي قوة يثق بها لمناصرتها.

ولعل حملة ميم اثارت الرعب في صفوف الدواعش، والتي يقف خلفها نشطاء معارضون لداعش منتشرين على جانبي مدينة الموصل واطرافها على شكل مجموعات سرية بدأوا بحرب غير مباشرة ضد الدواعش من خلال إرسال رسائل كتابية في ظروف مختومة بالحرف ( ‫#‏م‬ ) تصل الدواعش إلى منازلهم مكتوب فيها أشد أنواع التهديد، وصور عنيفة تحذرهم من مصير مشابه

وادت تلك الحملة مع الزخم الاعلامي حول توسع نطاق تحرير المناطق وانتشار القوات العسكرية الحكومية والبيشمركة وتقدمها المتواصل، ادى ذلك الى تراجع اعداد مفارز الحسبة بشكل كبير واقتصر تواجدهم في مناطق المثنى والزهور والسرجخانة ( المناطق التجارية والأسواق ) داخل الموصل.

ثالثا – الخدمات العامة

تؤكد المصادر ان الخدمات الصحية والاساسية للحياة اليومية تنذر بكارثة انسانية، حيث توفر المياه بشكل ضعيف وبدون تنقية اذ يتم سحبه من النهر ثم ضخه الى الشبكة، اما الكهرباء الوطنية فلكل ٦٠ ساعة انقطاع يتم تجهيز ٢ساعة فقط وتستخدم المولدات المحلية لتغطية تلك القطوعات.

وذكرت المصادر ان هناك تراجع واضح في الخدمات البلدية، اذ تتحرك عجلات رفع النفايات التابعة لها، مرتين في الاسبوع لكل منطقة بسبب قلة الموارد والوقود.

اما الوضع الصحي، فقد توقفت المستشفيات منذ مدة طويلة عن العمل، اذ على المريض احضار الدواء من الصيدليات ومعظم المواطنون يتجهون الى المستشفيات الاهلية ويعاني الاطباء حالة اضطهاد كبير من قبل الدواعش.

رابعا – الوضع العام والسياسي داخل المدينة

المواطنون في حالة ترقب وخوف شديد من المجهول خاصة بعد حملة داعش في استخدام اخبار الانتهاكات التي حدثت في الفلوجة من قبل داعش، للتشكيك في حملة تحرير الموصل، وما سيلاقيه المواطنين من تعذيب وانتهاكات جسيمة بحقهم اذا دخلت تلك القوات المدينة.

وبحسب المصادر من داخل الموصل، فان اغلب المواطنين لايفكرون في النزوح ويصرون على البقاء واخذ دورهم الفعال خلال العمليات في جميع الظروف وهم غير مستعدين للذهاب الى اي معسكرات او مخيمات للنازحين.

من جانب اخر، تتداول احاديث سرية بين الموصليين عن استعداد المواطنين خاصة الشباب للقيام بثورة شعبية ضد الدواعش شرط وصول قوة مسلحة يمكنهم الاعتماد عليها تضمن عدم خدلانهم وتركهم لمصير مجهول.

اما وضع شيوخ العشائر فهو ضعيف ولا يمتلكون القدرة على مواجهة قادة الدواعش او حتى الحديث معهم ويحاولون غالبا تجنبهم او اظهار المودة لهم خشية قتلهم او اعدامهم على اسباب تافهة تدعو للقلق والتهرب من التواجد قربهم.

خامسا – الحالة المعيشية

تؤكد المصادر قلة الموارد المالية في اغلب فئات المجتمع وتوقف شبه تام لجميع الاعمال التجارية والصناعية والحرف وغيرها، لعدم وجود سيولة نقدية لتمشية السوق وعودة الحياة لها، بعد انقطاع الرواتب وعدم وجود مورد مادي يدخل للمدينة.

كما تكشف المصادر عن ارتفاع اسعار المواد الغذائية المستوردة بصورة عامة يقابله انخفاض في اسعار المنتج المحلي وكما مبين لبعض النماذج ادناه :
أ. كيس رز بانواع مختلفة زنة٥٠كغم يتراوح بين ٧٥٠٠٠-١٢٥٠٠٠دينار
ب. كيس طحين ٥٠كغم حسب النوعية يتراوح سعره بين ٤٥٠٠٠-٦٠٠٠٠دينار
ج. كارتون زيت طعام ١٢ قنينة ٦٥٠٠٠دينار
د. كارتون معجون طماطة ١٢ علبة ٣٨٠٠٠دينار
ه . طماطة ١كغم ٢٥٠ دينار
و. بطاطا ١كغم ٣٥٠ دينار
ز. لحم بقر ١كغم ٨٠٠٠ دينار
3 . الوقود متيسر بانواع رديئة واسعار مرتفعة وكما يلي
أ.بنزين ١لتر ٢٣٥٠ دينار
ب. زيت الغاز برميل ٢٠٠ لتر ٦٥٠٠٠دينار
ج. نفط ابيض برميل ٢٠٠لتر ٩٠٠٠٠دينار
د. غاز طبخ ١كغم ٦٠٠٠دينار

ويؤكد الاهالي ان الحالة المعيشية التي يسايرها عنصار داعش تمثلت في قمة الترف والغنى المادي، فيذكر الاهالي ان كل التسهيلات تقدم لهم، وهناك اموال طائلة تدور بينهم كرواتب ثابتة يعيش عليها المقاتل او المنتمي المدني او غيره، كما ان له ميزات غير محددة عن باقي اهل المدينة ممن اكتفوا بالبقاء بمنازلهم خوفا من سطوتهم وارهاب القتل والسجن لشتى الاسباب.

ومع ذلك الترف الذي يعيشه المنتمين للتنظيم داخل المدينة قياساً بباقي المواطنين، الا ان تسريبات من داخل المدينة تؤكد ان هناك ترقب وشك كبير من قبل المسلحين لاقتحام المدينة من قبل القوات العراقية، ومنهم من يفكر بطرق تهريب جديدة الى مدن اخرى او الى مناطق حدودية مع تركيا وسوريا .. وسط تشديد امني كبير واتهام المواطنين بالعمالة.

تعليقات (1)

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: