الضوء الأحمر الإيراني انقذ الحكومة العراقية من غرفة الإنعاش ..

هيئة التحرير 1.5K مشاهدات0

 

التظاهرات الكبيرة التي اجتاحت البلاد منذ عام 2011 ولحد الآن كانت تطالب بالتغيير لوصول كل العراقيين على مختلف أطيافهم إلى قناعة تامة بأن هؤلاء السياسيين هم شركاء الاحتلال في التدمير والخراب الذي طال كل مفاصل الحياة في البلد.

التظاهرات في المحافظات المنتفضة لم تكن تطالب بخدمات أو تحسين معيشة أو تطور ولا حتى تغيير الحكومة، بل كانت تطالب بكرامتها التي كفلتها القوانيين السماوية والوضعية كحق مشروع للإنسان لا يحق لأحد أن يسلبه منها مهما كانت صفته. طالب المتظاهرون بالكف عن الاعتقالات العشوائية وإخراج الأبرياء والنساء من السجون وإنهاء حالة التهميش والإقصاء عبر قوانيين جائرة وضعها الاحتلال وعملاؤه مثل 4 أرهاب والاجتثاث وغيرها.

لم تكن هناك آذان صاغية لمطالب المتظاهرين من كل العالم، بل على العكس راح المالكي يرتكب المجزرة تلو المجزرة ضد المتظاهرين العزل في عمليات قتل وترويع تمارسه الحكومة ضد شعبها لم يشهد لها تاريخ العراق مثيلا. سكت الأمريكيون على المجازر التي يرتكبها المالكي (كمجزرة الفلوجة والحويجة وجامع سارية وجامع مصعب بن عمير وبهرز وغيرها من المجازر الاخرى) وغضوا الطرف عن سياسة الانتقام والثأر من الطرف الآخر بطريقة طائفية مقيتة مزقت أوصال البلد وغيرها من الأحداث التي توحي أن الأمريكان لديهم توافق كبير مع إيران، والعراقيون يدفعون الثمن غاليا لهذا التوافق من وحدة نسيجهم الاجتماعي ودماء ابنائهم.

وصل السيل الزبى بسبب طائفية النظام وفساده وكانت التظاهرات الأخيرة التي أعقبت أزمة البرلمان والحكومة تكلمت بلسان حال الشعب بكل وضوح؛ اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء أفقد الحكومة توازنها تماما وجعلها آيلة للسقوط وهي بالأصل كانت شبه منهارة، هتف المتظاهرون بهتافات كانت تمثل رأي العراقيين

كلهم بدون أدنى شك (إلا من جندته إيران) وكانت الدروس المستنبطة من هذه التظاهرات هي أن الساسة الذين أخرجوا التظاهرات لا تمثل أفكارهم وتوجهاتهم الشعب العراقي وظهرت بوضوح أجنداتهم وولاءاتهم غير الوطنية.

ما إن غادر مقتدى الصدر إلى إيران حتى جاء الكارت الأحمر الإيراني بالتهديد بواسطة مستشار خامنئي علي أكبر ولايتي بأنه سيتصدى للمتظاهرين بالحشد الشعبي وأن أكبر قوة في العالم لن تستطيع أن تغير نظام الحكم في العراق؛ لتدب الحياة من جديد في الحكومة بعد أن أدخلت إلى غرفة الإنعاش ويتنفس العبادي والسياسيون الآخرون الصعداء بعد هذا التصريح؛ تصريح يثبت حجم ولاء هذه الميليشيات المطلق لإيران، بل وولاء الحكومة المطلق لإيران، عند ذلك بدأت التصريحات النارية للسياسيين العراقيين من رئيس الوزراء نزولا بعد أن تم ضمان حمايتهم متزامنة مع انتشار الميليشيات في بغداد.

اهتزت عروش الحكومة والأحزاب الطائفية بهتافات المتظاهرين ووصل الأمر إلى إنزال صورة نوري المالكي رجل إيران الأول في العراق من مقرات حزب الدعوة وسحقها بالأقدام وحرقها في عدد من المحافظات الجنوبية، وبعد مرور أسبوع على التظاهرات وردا على رفع أعلام إيران وصور الخميني من قبل هذه المليشيات جاء رد الشعب العراقي مرة أخرى بهتافات مدوية “إيران برة برة” وغيرها من الهتافات المناهضة لسياسة إيران.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: