تدهور السوق المالية في العراق بعد اقتحام المنطقة الخضراء

هيئة التحرير 2.1K مشاهدات0

 

         أسفر اقتحام المنطقة الخضراء يوم أمس من قبل المتظاهرين الغاضبين والمطالبين بالإصلاح عن تدهور واضح في الجانب الاقتصادي في عموم البلاد، حيث شهدت ارتفاع سعر الدولار الأميركي اليوم الأحد أمام الدينار العراقي.

فيما أغلقت بورصة الكفاح في بغداد اليوم، وأغلقت أسعار النفط الخام على انخفاض الأسعار فيما تطوق القوات العراقية المصارف والبنوك تحسباً من اقتحامها من قبل عصابات مسلحة قد تستغل ما يجري في المنطقة الخضراء ببغداد بحسب المصادر الأمنية.

ووصل سعر صرف الدولار الأميركي أمام الدينار العراقي إلى 1290 ديناراً للدولار الواحد فيما سجل سعر برميل النفط انخفاضاً قدره 0.38 بسعر 47.39 دولاراً للبرميل الواحد.

ودفع التخوف من تطور الأوضاع الأمنية في البلاد العديد من المواطنين إلى سحب أرصدتهم من بعض البنوك العراقية، تحسباً من انهيار محتمل للنظام السياسي فيما لو استمرت الأوضاع بهذا التوتر.

يأتي ذلك بعد أقل من 24 ساعة من إعلان قيادة عمليات بغداد حالة الطوارئ في كافة أرجاء العاصمة بغداد إثر اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء ودخول مبنى البرلمان العراقي.

وأعلنت قيادة عمليات بغداد في بيان أن “كافة البنوك والمصارف في العاصمة بغداد تم تأمينها بقوات أمنية خاصة تحسباً من أي طارئ قد يحصل ومنعاً لاستغلال الوضع من قبل العصابات المسلحة والسارقين”.

وأضاف البيان أن “البنوك مؤمنة ولا توجد خشية على ودائعها المالية والقوات العراقية قادرة على تأمينها بالكامل حتى انتهاء الأزمة”.

لكن هذه الإجراءات لم تطمئن المواطنين وأصحاب رؤوس الأموال والودائع البنكية الذي سحبوا أغلب ودائعهم المالية خشية تدهور الظرف الأمني بشكل أكبر.

وذكرت تقارير أن شللاً أصاب البورصة العراقية منذ أمس السبت في ظل ترقب حذر إزاء التطورات السياسية والأمنية في العاصمة بغداد.

واعتبر خبراء اقتصاديون أن ما يجري في بغداد انعكس بشكل سلبي على الواقع الاقتصادي المتدهور أصلاً بسبب الحرب الداخلية في عدد من مدن البلاد.

وقال الخبير الاقتصادي صادق العبيدي إن “الكل يترقب بحذر وخاصة سوق البورصة الذي أصابه الشلل نوعاً ما حيث توقفت اليوم بورصة الكفاح المالية وشهد الدولار ارتفاعاً فيما شهد سعر النفط انخفاضاً واضحاً”.

ويضيف العبيدي أن “على الحكومة العراقية تأمين المصارف والبنوك بشكل جيد فالعصابات المسلحة والمليشيات تترقب اللحظة المناسبة للانقضاض عليها وسرقة كل ما فيها من أموال وهذا يعني كارثة اقتصادية في العراق”.

وانخفضت أسعار المشتريات هي الأخرى حيث أحجم المواطنون عن شراء الكثير من المستلزمات سوى الضرورية منها لتقليل مصاريفهم المالية تحسباً لأي طارئ.

وكشفت مصادر أمنية في وزارة الداخلية العراقية عن تطويق قواتها لمبنيي البنك المركزي ومصرف الرشيد خشية اقتحامهما.

ورجح اقتصاديون استمرار ارتفاع قيمة الدولار الأميركي أمام الدينار العراقي في ظل إغلاق وتذبذب سوق البورصة وإغلاق عدد من شركات الصرافة أبوابها خشية أعمال السرقة التي قد تحدث إذا ما وقعت فوضى أمنية في العاصمة.

فيما غادر عدد من الأثرياء العاصمة بغداد إلى شمال البلاد أو مدن أخرى بانتظار ما ستؤول إليه الظروف الأمنية داخل بغداد في الساعات أو الأيام القادمة.

وشهدت العاصمة بغداد تعطل الكثير من أعمال التجارة حيث أجل العديد من التجار إنجاز عدد من الصفقات التجارية إلى إشعار آخر بانتظار التطورات السياسية في البلاد.

 

العربي الجديد

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: