اصطفاف الشبهة ! بين الصدر والمالكي وعلاوي

هيئة التحرير 4K مشاهدات0

الصدر والمالكي وعلاوي

 

منذر الطائي – خاص

الصدر المالكي علاوي اصطفاف الشبهة قبل اسبوع لو تحدث اي شخص عن موقف موحد يجمع بين الصدر والمالكي وعلاوي لأتُهم بالجنون ولسُخر منه، لكن هذا ما حصل فعلا من قبل نواب هؤلاء الشخصيات الثلاثة، اتفقوا بشكل مشبوه مقدمين نوابهم الفاسدين مستغلين الغليان الشعبي، فقدموا عرض مسرحي توج بادعائهم اقالة رئيس البرلمان سليم الجبوري من منصبه، حيث ما ان اعلن تصويت نواب الكتل الثلاث اعلاه مع بعض “المنافقين” حتى تعالت الصيحات والتكبيرات داخل القاعة وكأنما تحقق الاصلاح.

معصوم والعبادي قدما سليم الجبوري قربانا على مذبح الأزمة ضحوا به تخلو عنه في وقت كان يتحتم على الرئاسات الثلاث ان تتفق على موقف موحد لدعم ابعاد الانهيار عن العملية السياسية، هذا ان دل على شيء دل على انه لا شراكة سياسية حقيقية في العراق، بل تجمع مصالح ودائما ما يكون مؤقتا، يتشظى مع اول ازمة تمر بها العملية السياسية وليس البلد، فيحاول كل طرف ان يسرق قارب النجاة الوحيد على السفينة ويحاول الهرب لكنه يغرق هو ايضا عاجلا ام اجلا.

سليم الجبوري طلب في جلسة يوم الاربعاء وبناء على طلب من قبل كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني التي ينتمي اليها معصوم، طلب بحضور رئيس الجمهورية باعتباره حامي الدستور لايجاد حل للارباك المصطنع من قبل النواب الفاسدين والذي يمر به البرلمان، لكن معصوم رفض وهذا رد فعل طبيعي بل متوقع، فلم يسجل لهذا الرجل اي موقف منذ استلامه منصب رئيس الجمهورية سوى صور جامدة لبعض النشاطات الشكلية واستقبال الوفود، اما العبادي الذي انقذه الجبوري من عملية الاطاحة به قبل تشكيل حكومة جديد، فهو الاخر نأى بنفسه عن المشهد محاولا الحفاظ على منصبه متمسكا بموقف حزب الدعوة الذي ينتمي اليه.

كل ما ذكر ليس غريبا، لكن الغريب ان يصطف الصدر ذات التوجه الاسلامي كما يدعي والكاره للمالكي مع علاوي العلماني البعيد عن الطائفية المنتقد لتدخل الدين بالسياسي كما يدعي المقاطع للمالكي، ان يتحد هذا الرجلان مع المالكي الذي يدعي ان الصدر عدوه اللدود وان علاوي احد خصومه السياسين، يصطف هؤلاء الثلاثة في خندق واحد ويتفقوا عبر نوابهم على اقالة الجبوري في موقف مثير للشبهة، مثير للجدل، لكن لمن يتابع ما يجري في لبنان ستعرف على حقيقة ما يجري في برلمان العراق حيث ايران امرت الصدر والمالكي بالاتفاق على الاطاحة بالعملية السياسية بالعراق ورضي علاوي بان يكون تابعا لهم منقذاً لنفسه من سيول الاطاحات القادمة والتي ستجرف معها العبادي ومعصوم ايضا.

علاوي الذي يخدع السنة في كل انتخابات بان مشروعه عابر للطائفية وانه لديه برنامجه الخاص للإصلاح وإدارة الدولة حضر الى البرلمان وقبل مستصغرا لنفسه وانضم مع نوابه خلف معتصمي التيار الصدري، الصدر الذي يخدع السنة بأنه شريكهم في الدين والوطن بل خدع بسطاء الشيعة ايضا بان مشروع الحفاظ على المذهب وقيم الشريعة الاسلامية قبل بعلاوي العلماني وقبل بان يشارك نواب المالكي هدفهم في اقالة الجبوري، ولكي تكون المسرحية مقنعة سياسيا على اقل تقدير جيء بنائب انتمائه سني لكن ولاءه غير ذلك لينصب رئيسا للبرلمان بدلا من الجبوري حتى لا يقال ان المنصب خرج من السنة، طيب الم تأتوا للاصلاح ولإبعاد المناصب عن المحاصصة لماذا قبلتم بأن يكون رئيس البرلمان مرة اخرى سني.

محاولة ازاحة الجبوري عن منصبه ليس امراً جديدا من قبل شيعة السلطة فقد مارسوا هذا الدور مع غالبية الزعماء السنة المتمسكين بهويتهم السنية مع نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي مع النائب المخطوف احمد العلواني مع وزير المالية السابق رافع العيساوي مع النائب السابق عدنان الدليمي ومع كثيرين، الهدف إما سياسيون سنة راضخين للمشروع الايراني مثل النائب احمد الجبوري وغيره أو اقصاء السنة عن الواجهة السياسية العراقية واتهامهم بالارهاب والفساد.

علامات استفهام كثيرة حول ما حدث في البرلمان يومي الاربعاء والخميس كشف عن ان شيعة السلطة توجههم واحد سواء أكانوا اسلاميين ام علمانيين ام اي اتجاه اخر، توجههم ما تأمرهم به ايران، لا شراكة سياسية ولا اتفاق وطني ولا إجماع بل الحق مع ما تقول به ايران.

 

*المقالات تعبر عن رأي كتابها

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: