من يقول ان التكنوقراط المفتاح لحل ازمة العراق!. حكومة عجوزة

هيئة التحرير 1.6K مشاهدات0

العراق

خاص : منذر الطائي

 

من الذي يستطيع ان يقول ان جميع الوزراء الحاليين هم فاسدون وهم غير اكفاء ويحتاجون الى تغيير؟ الذي يتمكن من اثبات ذلك مادية وبالأدلة الملموسة بأن جميع الوزراء فشلوا بإدارة وزاراتهم، عليه ان يجب على السؤوال التالي من يقول ان الوزراء الذين رشحهم العبادي هم افضل من الوزراء الحاليين وأكفأ منهم؟.

قبل ايام كان وضمن موجة تأييد حكومة التكنوقراط، سالت احدهم وكان من المتحمسين جدا لهذا الموضوع، عن معنى حكومة تكنوقراط، فأجاب ان يكون الوزراء بنفس اختصاص وزاراتهم، اجابة جيدة، مؤكدا ان الحال سيكون افضل ان جاء الاختصاص. السؤوال المهم هل ان الكفء باختصاصه هو كفء في الادارة يتمكن ان يدير ويقودها مؤسسة حتى لو كانت بنفس اختصاصه وان يخرجها من الازمة؟،

بمعنى اخر هل يتمكن الطبيب من ادارة مستشفى والمهندس من ادارة شركة صناعية كبرى ومهندس النفط من ادارة حقل نفطي بمجرد انهم يحملون شهادة بنفس اختصاص المؤسسة التي يعملون بها؟. لان الادارة والقيادة علم ومهارة ترافق الاختصاص في ادارة المؤسسة. هل الوزراء الحاليين ليسوا اختصاص؟ مثل وزير الصحة الطبيبة عديلة، ووزير التربية الدكتور التربوي محمد اقبال ووزير الدفاع الضابط خالد العبيدي ووزير الصناعة المهندس محمد الدراجي، اذا استثنيا الجعفري من الخارجي وزيباري من المالية والشهرستاني من النفط، لاننا نتكلم عن الاختصاص وليس عن اسماء عششت بالحكومات السابقة واثبتت فشلها. اسئلة كثيرة يجب الاجابة عليها لفهم معنى حكومة تكنوقراط ووزراء تكنوقراط. نحن امام حكومة عجوزة فالوزراء الذي رشحهم العبادي ليكونوا ضمن حكومة تكنوقراط جميعهم اعمرهم لا تقل عن 55 عاما وبعضهم تجاوز 65 ، والمعروف ان معدل الاعمار هذا يؤدي الى ان تكون حكومة متكاسلة رتيبة لا تقدر على التغيير والإبداع خصوصا نحن امام ازمة تحتاج الى جهد عقلي وبدني كبير ونشاط وحماسة الشباب،

وامثلة كثير لم يريد التقصي عن حكومات العجوزة في دول اخرى. من ضمن الوزراء المرشحين – دون الاشارة الى الاسماء تاركا معرفتها للمؤيدين لهذا التغيير- من كان يتنقل بين القوائم خلال الانتخابات، وفي انتخابات البرلمان عام 2014 تشرح ضمن ائتلاف دولة القانون عن محافظة بغداد، وآخر مشهور بفساده من خلال عام واحد وهو وقت ادارته للمؤسسة التي ادرجت ضمن السيرة الذاتية، وثالث كان وزير في مجلس الحكم وثلثين الولد على الخال كما يقول المثل العراقي، واخر مستبد لا يحب العمل كفريق مصادر لأفكار ومتقرحات الاخرين لصالحه يصعد على اكتفاهم، فهل هذا التكنوقراط المنشود. فتوقعوا شكل الحكومة الجديدةوماذا تقدر ان تغير وتصلح. لست ضد التكنوقراط، لكننا نتكلم عن وضع قائم في الدولة العراقية مشكلته تتخلص، فساد وسوء ادارة وقبل ذلك نفوذ وسطوة بعض الاحزاب، واذا ما أُقرت الحكومة بتشكيلتها الحالية لن تمضي اشهر قبل ان يصاب الشعب بخيبة امل، لعدة اسباب اضافة لما ذكرناه اعلاه.

اولا ان ائتلاف المالكي بزعامة نوري المالكي شكل الدولة العميقة داخل الدولة العراقية وبجميع مفاصلها هذه الدولة تعتمد على اشخاص متغلغلين في جميع مفاصل الدوائر والمؤسسات بجميع اختصاصاتها ومستويات ادارية مختلفة من وكلاء وزارات ومدراء عامين وصولا الى حراس ليليين لتلك المؤسسات وقادة عسكريين وجنود صغار فضلا عن القوة العسكرية الغير رسمية وهي المليشيات، فهل تقبل الدولة العميقة بهذه الحكومة، وهل ستسمح لها بالإصلاح، فلا بد من تفتيت واقتلاع هذه الدولة وائتلاف دولة القانون.

العبادي الذي جاء بهذه الاسماء، استعمل دهاءه الذي تعمله من حزب الدعوة، اولا تلاعب بالمفردات واستغلال الغليان الشعبي لتحقيق مكاسب فأخرج الكرة من ملعبه ودحرجها سريعا الى مجلس النواب واضعا اياه امام مواجهة مباشرة مع الشعب فأما ان تقبل هذه الاسماء أو انك ضد التغيير والاصلاح، ثانيا جاء بوزراء اغلبهم معروف بحبحه للمنصب وخادم للكرسي يسعى للسلطة باحثا عن الوجاهة وصناعة تاريخه على حساب العمل حتى يقال عنه ” وزير سابق ” ، لذلك سيكون هؤلاء المرشحين اذا ما اصبحوا وزراء، موظفون تقليديون عبيداً للعبادي في سبيل ان يبقيهم على ما تبقى من عمر الحكومة على كرسي الوزارة وإلا يبتزهم عند مخالفة اوامره بتغييرهم باعتبار انه ما جاء بهم وليست احزاب التي يمكنها ان تساندهم، وهذه الاحزاب نفسهم هي من سيضع العصا أمام عمل هؤلاء الوزراء في سبيل الحصول على مكاسب، فهل تقبل الاحزاب حرمانها من الوزارة وهي التي استثمرت المليارات للفوز بالانتخابات والحصول على وزارة تكون موردا مالية وسلطويا لها. السبب الثالث وهو المهم، ان فشل المؤسسات والفساد وسوء الادارة والتخطيط غير متعلق بالشخصيات التي تدير تلك المؤسسات فقط، بل بالمنهاج الذي بنيت عليه الدولة العراقية بعد عام 2003،

منهاج خاطئ قائم على اساس عدم الاستفادة من الموارد وسوء التخطيط القائم على الارتجال والعفوية السطحية وعلى المحاصصة الطائفية والحزبية والمحاباة للعلاقات والتبذير في موراد الدولة والمال العام كل هذه الاسباب لو جئت افضل وزير باختصاصه على مستوى العالم وشكلت منه الحكومة لفشلت لانه سيكون وسط بيئة سيئة من العمل لن يتمكن من مواصلة الاصلاح. اذن التكنوقراط وتغيير الاسماء لا يكفي وحده دون العمل على تغيير منهاج ادارة الدولة وتصحيح المسار وتفتيت الدولة العميقة وهذا يحتاج الى اعادة بناء الثقة اولا مع الشعب من خلال الاحزاب التي تدعي انها تمثلها وتتخلى عن نزعتها الذاتية، وان يكون البرلمان والحكومة قوة واحدة في سبيل التغيير وادارة الدولة عندئذ يكون التكنوقراط مفتاح الحل.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: